مقالان عن العراق بصحيفتي الوطن العمانية والوطن البحرينية اليوم الجمعة

1 منع

 

 

طفله الخليفة

 

الوطن البحرينية
 

هل كان بالإمكان منع ما حدث؟؟؟ هل كان بالإمكان منع ما جرى للعراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن من تخريب ودمار باسم الربيع العربي أو الثورات العربية؟؟؟

أعتقد أنه من الصعب تأكيد ذلك؛ فالعراق مثلا كانت أمريكا قد قررت احتلاله منذ عقود وخططت ودبرت وسارت في الطريق المشؤوم لاحتلال القطر العربي ونهب ثرواته والاستعانة بإيران من أجل ذلك وتدمير جيش العراق وتركه نهبا لإيران ومليشياتها الطائفية التي سارت في ركابها، بينما ظل البقية من الشيعة والسنة في العراق لا حول لهم ولا قوة، وكلما حاولوا الاعتراض تمت مواجهتهم بالحديد والنار.

وما تريده أمريكا الآن هو تدمير الشيعة التابعين لإيران أو على الأقل إخراجهم من سوريا وربما العراق بعد أن أدوا مهامهم ليتركوا لأمريكا والغرب المجال ويفوزوا وحدهم بالثمار بدلا من أن تشاركهم إيران فيها، وتريد أن يتم ذلك بيد العرب السنة ودولهم وقياداتهم.

هل نملك أن نقول لا؟ وهل يُستبعَد أن ما يحدث لإيران من قِبَل أمريكا لا يحدث لنا بعد إتمام المهمة؟ إنها قرارات من الصعب علينا أن ندرسها بعناية.

أما اليمن فهي نفس القصة التي يتم فيها زرع الفتنة والشقاق والرغبة في الاستحواذ على كل شيء، ومهما كان الثمن رغم كل ما بذلته دول الخليج من أجل لمّ الشمل ووضع الحلول الممكنة.

2 احتلال بغداد.. اللحظات الأخيرة احمد صبري  الوطن العمانية
 

بعد 14 عاما على غزو العراق واحتلاله، كان يعتقد على نطاق واسع أن صدام حسين وبعض أركان قيادته أن العملية العسكرية الأميركية الجديدة ستكون محدودة ولا تصل إلى استهداف النظام ورأسه، وستكون كما حدث في عهد كلينتون عام 1998 بتوجيه ضربات مكثفة لتدمير القدرة العسكرية العراقية وشل فعاليتها.

 

بعد 14 عاما على غزو العراق واحتلاله، نتوقف عند اللحظات الأخيرة التي سبقت وأعقبت احتلال بغداد بعين صحفي رصد وعاش تفاصيلها ومجرياتها لتنوير الرأي العام عن ذلك اليوم الأسود في تاريخ العراق.

ما هي إلا ساعات ودبت الفوضى في بغداد بعد وصول طلائع القوات الأميركية إلى قلب العاصمة وأطرافها الغربية حتى تحولت إلى مدينة أشباح يصول ويجول فيها اللصوص الذين دهموا المصارف الحكومية والأهلية، فيما استباح آخرون مؤسسات الدولة لإفراغها من محتوياتها فيما لزم السكان بيوتهم بانتظار انجلاء الموقف.

وشكل إسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس ظهر التاسع من أبريل/نيسان عام 2003 إيذانا باحتلال بغداد وسقوط النظام.

لم يكن إصرار وسائل الإعلام الغربية إلى الانتقال إلى منطقة الفنادق المطلة على ساحة الفردوس بدافع الخوف من تعرض هذا المكان إلى قصف الطائرات الأميركية، وإنما كانت أهداف هذا الإصرار الذي تكشف فيما بعد أن قامت وسائل الإعلام بنصب الكاميرات فوق أسطح الفندق وبأتجاه ساحة الفردوس وكأن حدثا تاريخيا سيقع عند هذه الساحة،

وبدأت تتسارع الأحداث فقد اضطر الصحفيون الذين كانوا يقيمون في فندق المريديان إلى رفع الرايات البيض من على شرفات غرفهم تحسبا لتعرضهم للقصف الأميركي بعد أن أطلقت هذه القوات قذيفة أصابت الطابق السابع بفندق المريديان أدت إلى مقتل صحفية أسبانية.

وشهدت ساحة الفردوس منذ صباح التاسع من أبريل/نيسان 2003 تجمع بعض السكان حتى صاروا بالعشرات مع اختفاء أي أثر لمظاهر السلطات العراقية في الشارع أو حوالي الفندق حتى بدأت الدبابات الأميركية بالوصول الى ساحة الفردوس من عدة اتجاهات وطوقتها بالكامل عند الساعة الرابعة من عصر ذلك اليوم.

وحاول عشرات من العراقيين إسقاط تمثال صدام إلا أنهم فشلوا في ذلك، ما دفع رافعة أميركية إلى اختراق الساحة باتجاه التمثال الضخم، وعند وصول الرافعة إلى رأس صدام قام أحد الجنود الأميركان بتغطية رأس صدام بالعلم الأميركي، ما أثار احتجاج الحاضرين ودفع بعضهم إلى استبداله بالعلم العراقي.

وكان إسقاط تمثال صدام في ساحة الفردوس بداية النهاية لاحتلال العراق، غير أن الحقائق في تلك اللحظات كانت تشير إلى أن القوات الأميركية في ذلك اليوم لم تصل إلى نصف أحياء بغداد، وأن محافظات نينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين وكركوك لم تدخلها القوات الأميركية، وكانت في قبضة القوات العراقية. ونصف بغداد كانت تحت سيطرة القوات العراقية.

من هنا كانت الرمزية في إسقاط تمثال صدام في وسط ساحة في قلب بغداد كرسالة للجميع مفادها أن بغداد والعراق كله أصبح تحت السيطرة.

ولكن كيف تصرف صدام في تلك اللحظات؟ وأين كان رموز نظامه حتى التاسع من أبريل/نيسان؟

وقبل الإجابة على هذه التساؤلات فقد أصدر صدام أمرا بإقصاء مدير جهاز المخابرات العراقي من منصبه خلال حضوره اجتماعا كان مقررا في أحد المواقع السرية خلف مطعم الساعة في المنصور وسط بغداد.

وطبقا لمسؤول عراقي كان محتجزا مع سكرتير صدام (الفريق عبد حمود)، فإن صدام عندما وصل المكان سأل عن أسماء الحاضرين وأسباب تخلف بعضهم عن الاجتماع، ثم غادر المكان الذي قصفته الطائرات الأميركية بعد حين.

في هذه اللحظات الحاسمة أمضى صدام ليلته في جامع أم الطبول غرب بغداد بعد أن أشرف على معركة جرت على مقربة من الجامع المذكور بين قوات الحرس الجمهوري وبعض المقاتلين العرب وفدائيي صدام من جهة والقوات الأميركية من جهة أخرى التي تسللت عبر الطريق المؤدي إلى المطار الدولي إلى ضواحي بغداد.

حيث توجه صدام ظهر التاسع من أبريل/نيسان إلى منطقة الأعظمية وحيا الذين تجمعوا لتحيته وكان معه وزير الدفاع سلطان هاشم أحمد وولده قصي وبعض أفراد حماية، وعندما انتهى من ذلك اصطحب معه قصي ووزير الدفاع وسكرتيره عبد حمود وثلاثة فقط من حمايته وتوجه إلى جهة مجهولة.

ويروي مصدر إعلامي أن وزير الإعلام محمد سعيد بقي في المقر البديل لوزارة الإعلام في الأعظمية حتى الساعة السابعة من مساء التاسع من أبريل/نيسان بأنتظار رسالة مهمة من صدام موجهة للشعب، وفعلا وصل حامل الرسالة وتسلم الصحاف الرسالة.

وبحسب المصدر ذاته فإن رسالة صدام الأخيرة كانت بخط يده يدعو فيها العراقيين إلى الصمود ومقاومة الاحتلال، وعدم اليأس. وأكد في رسالته أن المعركة بدأت الآن، وأن الشعب والحزب قادران على دحر العدوان، غير أن صدام أشار في رسالته إلى غدر الغادرين وتخاذل البعض، وأكد أن المقاومة ستلحق الهزيمة بالعدو.

وبعد 14 عاما على غزو العراق واحتلاله، كان يعتقد على نطاق واسع أن صدام حسين وبعض أركان قيادته أن العملية العسكرية الأميركية الجديدة ستكون محدودة ولا تصل إلى استهداف النظام ورأسه، وستكون كما حدث في عهد كلينتون عام 1998 بتوجيه ضربات مكثفة لتدمير القدرة العسكرية العراقية وشل فعاليتها.

وفي صبيحة اليوم التالي أي العاشر من أبريل/نيسان وأثناء ما كنا متجمعين في ساحة الفردوس اقترب مني شخص لا أعرفه وقدم لي بيانا مطبوعا صادرا عن القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية يدعو لمقاومة المحتل، وطلب مني استخدامه في رسالتي اليومية إلى إذاعة مونتي كارلو الذي كنت مراسلا معتمدا لها بالعراق. وعلى الفور أعددت تقريرا عاجلا أشرت فيه إلى أن المقاومة ضد الاحتلال بدأت بعد يوم من احتلال العراق كأول رد فعل.

وما أثار استغراب الصحفيين أن جيشا عبر المحيطات وقطع آلاف الكيلومترات لغزو العراق مدعوما بالطائرات والدبابات والبوارج والصواريخ يزاحموننا على رغيف الخبز ووجبة الفطور التي كانت تقدمها إدارة فندق المريديان للنزلاء.