تسابق مغردون وشعراء للرد على قصيدة رثاء نظمها الشاعر القطري محمد بن الذيب عبّر من خلالها عن حزنه لمقتل قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني المصنف على قوائم الإرهاب الأميركية والضالع في قتل وتهجير المئات بمنطقة الشرق الأوسط.
ويقول الشاعر القطري في أحد مقاطع القصيدة: “كأني أسمع صدى عبرة رسول الله وآل بيته على قاسمي سليماني”، ما أثار غضب عدد كبير جدا من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب أحد المعلقين أن “الرجل الذي تسبب في كل هذه المذابح في العالم العربي يُعتبر في نظر محمد بن الذيب رمزا للفخر وناصر الملة وصاحب مكانة إلى الدرجة التي يبكي فيها عليه الرسول وآل بيته”:
ورد حساب على تويتر يحمل اسم عساف القحطاني بنشر قصيدة لشاعر يرد فيها على ما قاله ابن الذيب متهما إياه بأنه “ذيل لإيران” ومذكرا بالمذابح التي ارتكبها سليماني:
بدوره، نشر شاعر إماراتي يدعى هادي المنصوري قصيدة رد فيها على الشاعر القطري، وعاب على خليجي أن يمدح المرشد الإيراني وسليماني:
ووصف مغرد قصيدة ابن الذيب بأنها “هزيلة جدا”:
ورأى آخر:
ونشر عدد كبير من الشعراء قصائد لهم ردا على الذيب، لكن موقع الحرة يتحفظ على نشر بعضها لأنها تتضمن شتائم وإهانات قوية لابن الذيب.
وتتهم الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، دولة قطر بالتقرب من إيران على حساب محيطها العربي وهو أحد الأسباب التي دفعت تلك الدول إلى مقاطعة الدوحة التي تنفي تلك الاتهامات.
وفي أبريل 2018 نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مراسلات تشير إلى أن قطر دفعت لميليشيات تمولها إيران في العراق ما يصل إلى مليار دولار للإفراج عن أمراء قطريين اختطفوا في العراق. وأشارت إلى سليماني لوحده حصل على 50 مليون دولار في تلك الصفقة.
يذكر أن الشاعر القطري محمد بن الذيب اعتقل في نوفمبر عام 2011 بسبب ما قيل حينها إنها انتقادات لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ومدحه انتفاضات “الربيع العربي”.
وفي 2012 حكم عليه بالسجن المؤبد، بعد أن استمر في السجن لمدة حوالي عام بتهمة “التطاول على رموز الدولة والتحريض على الإطاحة بنظام الحكم”.
وبعد استئناف الحكم، قضت محكمة التمييز بسجنه 15 عاما بدلا من 25 عاما، ثم خرج من السجن في 2016 بعفو من الأمير تميم بن حمد.
وبعد الإفراج عنه، تداول ناشطون ما اعتبر أول قصيدة له بعد أن أمضى نحو خمس سنوات في السجن وتضمنت “ما تنفع القسوة معي يا حكومة.. أنا العلاج اللي يداويني اللين”.
وقال ناشطون إن سجن بن الذيب يعود إلى قصيدة سياسية تحت عنوان “قصيدة الياسمين” كتبها الشاعر 2010 على ضوء الربيع العربي.
وهذه القصيدة المنشورة على موقع يوتيوب تتضمن إشادة بالانتفاضة التونسية وبزعيم حركة النهضية الإسلامية راشد الغنوشي، وتمنيات بأن يصل التغيير إلى بلاد عربية أخرى، مع تلميحات قوية في القصيدة قد تشير إلى دول خليجية أو قطر.