ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
1 | ما الذي سيمنع الأكراد من إعلان استقلالهم؟ | افتتاحية
|
القدس العربي |
صوّت البرلمان العراقي بالأغلبية (بعد انسحاب النواب الكرد) أمس على رفض استفتاء إقليم كردستان على الاستقلال المزمع في 25 من الشهر الجاري، وفوّض رئيس الوزراء حيدر العبادي «اتخاذ التدابير التي تحفظ وحدة البلاد». تحيل كلمة «التدابير» مجدداً إلى جميع الأعمال وخصوصاً منها العسكرية التي يمكن لرئيس الوزراء العراقي أن يقوم بها «لحفظ وحدة البلاد»، وإذا عطفنا هذه الجملة على قيام قوات الحكومة العراقية بتعزيز وحداتها العسكرية على طول الحدود مع الإقليم «تحسّبا لأي عمل عسكري أو اشتباك مع قوات البيشمركه»، حسب تصريحات مصدر عسكري عراقي لـ«القدس العربي» الذي أكد أن «عدد القوات العراقية من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب إضافة إلى فصائل «الحشد الشعبي» أصبح بإمكانه انتزاع كركوك من سيطرة حكومة الإقليم بالخيار العسكري»، وأن قوات الجيش العراقي «جاهزة لأي عمل عسكري آخر داخل حدود الدولة العراقية». إضافة إلى التهديد العسكري وتصويت البرلمان على رفض الاستفتاء كانت هناك تدخّلات عربية، تمثّلت بتصريحات للأمين العام للجامعة العربية خلال زيارته للعراق الأسبوع الماضي تؤكد حرص الجامعة على «وحدة العراق وعدم إثارة إشكالات تزعزع أمنه واستقراره ووحدته»، والتي ردّ عليها أكراد بالقول إن كردستان تستقبل ما يقارب المليون من العرب السنّة العراقيين في حين أن أكثر من 20 دولة عربية لم تقدم أي مبادرة لاستقبال أي نسبة منهم، وبمطالبته بالالتفات لحل مشاكل عربية مستعصية أخرى! وإذا كان الرد على أمين الجامعة العربية بالسخرية ،فالأغلب أن زيارة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، للقاء وثني رئيسه مسعود بارزاني عن الاستفتاء، ستقابل بجدّية أكبر، فنفوذ طهران يفيض عن البرلمان والجيش العراقي وميليشيات «الحشد الشعبي» إلى داخل كردستان نفسها، فقد كان لإيران دائماً سطوة على أحد الحزبين الرئيسيين في الإقليم، ويعود ذلك لعقود طويلة وقبل أن تستكمل سيطرتها على كامل العراق، كما أن لها دالّة كبرى على حزب العمال الكردستاني التركي الذي تتواجد قوّاته في جبال قنديل وسنجار، وإذا أضفنا إلى ذلك كونها تحدّ الإقليم بحدود واسعة وتستطيع خنقه جغرافيا، كما تستطيع تهشيمه عسكريا، فالمتوقع أن يكون لتدخل سليماني تأثيره الواضح على قرار الاستفتاء من عدمه. بغض النظر عن مصداقية مطالب أكراد الإقليم بالانفصال، أو توق الأكراد عموما، وليس في العراق فحسب، إلى دولة قوميّة تضمّهم، فإن حيثيّات هذا الاستقلال لم تتكوّن بعد، والمخاطر التي تتهدد دولة كهذه أكبر من قدرتها على الاستمرار. من جهة أخرى، فإن التمدّد الكبير الذي يقوم به حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا، عبر ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية»، مع استمرار الدعم العسكري والمالي الأمريكي له، وتفاهمات القوّة والتقاسم بين واشنطن وموسكو، يفتح قوساً آخر غير متوقع في مشروع «الدولة الكردية»، لكن هذا المشروع أيضاً يواجه تناقضات كثيرة، وخصوماً متأهبين، بينهم قادة إقليم كردستان العراق نفسه! |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
2 | إيران اشترت «حقوق النشر» لتنظيم داعش في المنطقة!
|
عبدالمنعم ابراهيم |
اخبار الخليج البحيرنية |
ليس المرة الأولى طبعا.. التي تعلن فيها السلطات الأمنية السعودية ضبط خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي تخطط للقيام بأعمال إجرامية دموية في المملكة.. ومنذ يومين قالت مصادر سعودية إن السلطات الأمنية تمكنت من اكتشاف وإحباط مخطط إرهابي لتنظيم (داعش) كان يستهدف مقرين تابعين لوزارة الدفاع في الرياض بعملية انتحارية باستخدام أحزمة ناسفة، وتم القبض على الانتحاريين وهما من الجنسية اليمنية، كما تم القبض على آخر (سعودي) لصلته بهما، كما استخدما (استراحة) في حي الرمال بالرياض، اتخذت وكرا للانتحاريين، والتدرب فيها على ارتداء الأحزمة الناسفة وكيفية استخدامها.
وعلى الرغم من أن السعودية تعرضت عشرات المرات لهجمات إرهابية من (داعش) ومن جماعات إرهابية موالية لإيران، وخصوصا في المنطقة الشرقية بالمملكة، فإن هناك أصواتا حاقدة تتهم السعودية بالإرهاب!.. ولكن مجريات الأحداث اليومية في المنطقة العربية تكشف يوما بعد آخر أن (داعش) صناعة إيرانية بامتياز.. بدأت حين تلقى رئيس الوزراء العراقي السابق (نوري المالكي) أمرا من إيران بتسليم مدينة (الموصل) لتنظيم (داعش) لكي تتم (شيطنة) المكون السني في العراق.
وجاءت الصفقة المريبة التي عقدها (حزب الله اللبناني) والنظام السوري مع تنظيم (داعش) لتحيل ما يقارب 600 مقاتل (داعشي) مع عائلاتهم من جبهة (الجرود) في لبنان إلى الحدود السورية-العراقية، لتكشف الصلات الحميمة التي تربط إيران بتنظيم (داعش)؛ لأن هذه الصفقة ما كانت لتتم لولا التأييد الإيراني لها، إن لم يكن بطلب إيراني صريح من (حزب الله اللبناني).. وقالت مصادر لبنانية إن (قطر) كانت البلد الضامن للصفقة وتحويلها على نفقة قطر بمبلغ يزيد على 35 مليون دولار!
وهذا يعني أننا في منطقة الخليج العربي، بما في ذلك العراق واليمن، إذا تمكنا من التخلص من الجماعات الإرهابية الموالية لإيران ومليشياتها المسلحة فإننا الآن أصبحنا هدفا لتدميرنا من قبل إيران لكن بواسطة تنظيم (داعش).. وهذا يعني أن إيران ستكون هي من تقف خلف كل عملية إرهابية لداعش تحدث في السعودية أو أي دولة خليجية أخرى.. باختصار (داعش) صار قفازا إيرانيا يعبث بأمن المنطقة.. فقط تذكروا أن قيادات وعناصر من (القاعدة) لا تزال موجودة في إيران.. «وداعش» هو ابن «القاعدة» الشرعي!.. أي أن إيران اشترت (حقوق النشر) لتنظيم داعش في المنطقة! |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
3 | حزب الله وداعش الوجه والقفا | فاروق يوسف | العرب |
كانت صفقة الجرود مصممة من أجل تطبيع الحلول التي تنتج عن طريق الصفقات التي تعقدها العصابات المسلحة في ما بينها.
كان حزب الله قد عطل محاولات الجيش اللبناني لتحرير جنوده المختطفين من قبل داعش، وبعد ثلاث سنوات أعلن الحرب على التنظيم الإرهابي في تنسيق مع القوات السورية. كان حدثا فاجعا بالنسبة للبنانيين أن يعلن الحزب المذكور أن تلك الحرب لم تكن تهدف إلى القضاء على مقاتلي داعش، بل إلى التعرف على مصير أولئك الجنود المختطفين فقط. ولأن التنظيم قد أقر بمقتلهم فقد صار الهدف استلام جثثهم.
وهكذا وضع حزب الله نهاية لحربه على داعش في الجرود اللبنانية-السورية بعد أن عقد صفقة تتيح لقتلة الجنود اللبنانيين الانتقال إلى مكان آخر من سوريا، يكون قريبا من العراق.
في تلك الصفقة كانت الأطراف الرسمية الثلاثة المعنية بالأمر غائبة. تلك الأطراف هي لبنان وسوريا والعراق. غير أن هناك كما يخيل إلي طرفين كانا حاضرين بقوة هما قطر وإيران.
ما من شيء يغري في النظرية التي تجعل من حزب الله وسيطا بين إيران و قطر، ذلك لأنه لا خلاف بين الطرفين وإن ظهرت الأولى مؤيدة للحكومة السورية، فيما بذلت الثانية الغالي والنفيس من أجل دعم معارضي تلك الحكومة الذين يسعون إلى إسقاطها.
يمكن النظر إلى المسألة من جهة كون حزب الله يحظى بدعم الطرفين اللذين لا تفرق بينهما طرق التعامل مع الملف السوري. هي مسألة غاية في التعقيد ذلك لأنها تختصر الطريق إلى معرفة الدول الراعية للإرهاب، بغض النظر عن عقيدة الجماعات التي تضع نفسها في خدمته.
فإذا كان بديهيا أن يُحظى حزب الله بتمويل إيران باعتباره إحدى أذرعها، فإن احتضان قطر لذلك الحزب يبدو أمرا غير مفهوم. وإذا كانت قطر قد رعت داعش من منطلق مساهمة التنظيم في إسقاط النظام في دمشق، فإن حرص طهران على الحفاظ على سلامة مقاتلي ذلك التنظيم يبدو غير مفهوم.
غير أن صفقة الجرود كشفت ما هو مستور. داعش وحزب الله وجهان لعملة واحدة. فمن الغباء التفكير في أن حزب الله بدأ حربه على داعش متوهما أنه سيحرر الجنود المختطفين منذ ثلاث سنوات.
لم تكن المعلومة التي تؤكد مقتل أولئك الجنود خافية على الجهاز الأمني لحزب الله. إن خفيت فإن الحصول عليها من قطر كان أمرا ميسرا، لا من قطر مباشرة بل من خلال اتصال إيراني بقطر.
كانت صفقة الجرود مصممة من أجل تطبيع الحلول التي تنتج عن طريق الصفقات التي تعقدها العصابات المسلحة في ما بينها.
تلتقي إرادتا إيران وقطر في تلك النقطة. لا وجود للدول التي سيضر بها ذلك الاتفاق، بل هناك عصابتان تمتلكان القدرة على الحركة بحرية، في ظل رعاية دولتين تمتلكان المال والنفوذ.
لقد سفّه حسن نصرالله ما قاله العراقيون دفاعا عن حقهم في ألا تكون بلادهم مزبلة لداعش، وفي الوقت نفسه لم يلتفت إلى حالة الاستفهام التي غلبت على الحزن في الشارع اللبناني. أما بالنسبة للسوريين فإن سيد المقاومة لا يكلف نفسه عناء النظر إليهم.
ما يجب أن نفهمه من تلك الصفقة أن إيران وقطر، وهما الطرفان الراعيان للإرهاب في المنطقة، قد توصلا إلى معادلات توجب التنسيق بينهما من أجل أن تستمر حالة الحرب في مناطق نفوذهما.
المطلوب أن تستمر الحرب ضد تنظيم داعش. أما داعش نفسه فإنه فرضية لا يمكن إثباتها. ذلك لأن تغذيته تتم من قبل أعدائه المفترضين. فالتنظيم الإرهابي ضروري من أجل إشاعة الرعب بين صفوف الشيعة وهو ما مطلوب عراقيا، لذلك رحب حزب الدعوة بما قام به حزب الله. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
4 | ماذا بعد استفتاء كردستان العراق؟ | محمد علي فرحات
|
الحياة السعودية |
صار الاستفتاء على استقلال كردستان العراق أمراً واقعاً قبل إجرائه في 25 الشهر الجاري، وستصوّت غالبية ساحقة من سكان الإقليم بـ «نعم». هكذا الاستفتاءات ونتائجها في العالم الثالث، وهكذا هي حتى في العالم الأول إذا كانت مسبوقة بحملات إعلامية طاغية، كما في تصويت البريطانيين على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. المهم، ماذا بعد الاستفتاء؟
أميركا وروسيا وتركيا وإيران، أبدت تحفّظاً على الاستفتاء، وبعضها دعا إلى تأجيله لأن الوقت غير مناسب، خصوصاً في مرحلة اتفاق إقليمي ودولي غير مسبوق لإنهاء تنظيم «داعش» بالسلاح، تمهيداً لتجفيفه فكرياً بجهود قيادات سياسية ودينية، حفظاً للإيمان الإسلامي ولمصالح المسلمين في بلادهم وفي العالم.
لكن مسعود بارزاني يرى الوقت مناسباً، وبالتحديد لأن الجوار الجغرافي لكردستان العراق منشغل بمشكلات حيوية تمنعه من تعطيل الاستفتاء: حكومة بغداد المركزية والبرلمان أعلنا معارضة خطوة بارزاني، وقال حيدر العبادي: «حذار ممن يريد أن يجرّنا إلى فتنة جديدة يكون الكلّ فيها خاسراً». لكن الحكم في بغداد لم يستكمل القضاء على «داعش» على رغم تحرير مساحات شاسعة كان يحتلها التنظيم الإرهابي، فضلاً عن أجواء خلافات في التوجُّه السياسي بين أركان التحالف الشيعي وبين قادة العرب السنّة في ما يتعلق بأولويات تكوين الدولة العراقية بعد صدام حسين وتمكينها، وتحقيقها قدراً كافياً من الاستقلال أمام الضغوط السياسية الخارجية، خصوصاً الضغط الإيراني.
وأميركا التي أسقطت نظام صدام وأهملت تكريس نظام بديل، تاركة العراق بلا جيش ولا إدارة، لاحظت الفراغ القاتل في تلك الدولة العربية المهمة، فعمدت إلى المساعدة في إعادة بناء مؤسسات الدولة في مسار لم يستكمل أهدافه. وترى واشنطن أن وجودها في العراق سيبقى حاجة لبغداد، على الأقل للتوازن مع التأثير الإيراني الطاغي.
وروسيا غير معنية بالاستفتاء الكردي، لكونها تكتفي بوجودها العسكري والسياسي في سورية وبعلاقاتها المتينة مع جاري العراق، تركيا وإيران.
أما طهران التي ناصرت الأكراد في مراحل حرجة مثلما حدث في عين العرب (كوباني)، فهي تعارض الاستفتاء من دون أن تصل إلى القطيعة مع دعاته، وهي تكتفي بما حققت من تأثير في العراق وسورية وبعض لبنان.
وتبقى تركيا التي تبدو للوهلة الأولى أبرز المتضررين وأول المعارضين، لكنها في الواقع تنتهج سياسة براغماتية، لأن مسعود بارزاني داعية الاستفتاء وراعيه هو صديقها وحليفها وشريكها في مواجهة حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه إرهابياً. هذا فضلاً عن علاقات اقتصادية مع أربيل تبدو رابحة للأتراك، خصوصاً في مجال تصدير النفط. هنا يتراجع الاهتمام بكركوك وبتركمانها المتضررين من ضم المدينة ومنطقتها إلى كردستان، كما يتراجع التخوُّف من انتقال عدوى الاستقلال إلى أكراد تركيا. ربما ترى أنقرة في تمرير الاستفتاء رسالة ترضي هؤلاء وتدفعهم إلى التنصُّل من حزب العمال الكردستاني.
صار الاستفتاء الكردي أمراً واقعاً، لكن مشكلته الحقيقية في كردستان العراق بالذات وصراعات الزعماء والعشائر، والسؤال عن حدود زعامة العائلة البارزانية. ولن يستطيع يساريو العراق وليبراليوه التأثير في الشعب الكردي حينما يستيقظ من مرحلة الحماسة القومية. إنهم يشعرون بالعرفان لهذا الشعب الذي أيدهم وحصّنهم حين كانت الدولة البعثية تطاردهم في داخل العراق وخارجه.
الاستفتاء سيحدث، لكن الاستقلال مؤجل بالضرورة خوفاً من شَبَحَيْ الفوضى والحصار. |
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
5 | إيران واستعصاء النجف
|
مصطفى فحص | الشرق الاوسط السعودية |
على أبواب النجف، استشعرت طهران الخطر، وأيقنت أن الطريق إلى قلب المدينة أصبح عسيراً، بعدما اتضح للزائر الإيراني أن غضب مراجعها الأربعة ليس عابراً، فاضطر مبعوث مرشد الجمهورية الإيرانية، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام آية الله محمود هاشمي الشهرودي إلى العودة من حيث أتى دون أن ينال بركاتهم، فقد أقفلوا أبوابهم بوجهه كما أقفلوها بوجه الكثير من المسؤولين الإيرانيين والعراقيين الذين حمّلوهم مسؤولية ما وصلت إليه أوضاع البلاد والعباد، فالنجف المستاءة أصلاً من تدخلات الشهرودي المستمرة منذ سنوات في تركيبتها الحوزوية، ومحاولاته فتح مكتب له لاستقطاب طلاب العلم، ومنافسة مراجعها والتأثير على مناهجها الفقهية التي ترفض بالمطلق ما جاء من أجله الشهرودي في الدعوة العلنية إلى أن تتبنى مدارس النجف الفقهية الدعوة إلى ولاية الفقيه؛ وذلك بهدف التمهيد لاستيلاء طهران على القرار السياسي للنجف وربطه بها، وترافق ذلك مع ترويج إيراني للشهرودي كوريث للمرجعية العظمى في النجف بعد رحيل الإمام السيستاني؛ الأمر الذي وُوجِه برفض كامل من قبل الحوزة التي حذرت طهران من تداعيات محاولاتها وضع اليد على النجف. وقد أثار الشهرودي غضب النجف بعد انتقاداته المسيئة لدورها وموقعها، وقوله إن: «الحوزة العلمية في النجف تمر بمرحلة صعبة، وبأنها قد ماتت»؛ الأمر الذي اعتبر تدخلاً غير مسموح في شؤونها ومحاولة إيرانية رسمية لإلحاقها بقُم التي تبقى بالنسبة للنجف فرعاً مهماً علا شأنها وكبر دورها، ولا يمكن للفرع أن يكون بديلاً عن الأصل، خصوصاً أن الأصل وعلى الرغم مما مرّ عليه من حصار واضطهاد في زمن البعث، ومن ثم تحمل للأعباء السياسية والاجتماعية جرّاء ضعف السلطة في بغداد في السنوات العشرة الأخيرة، فإنه نجح في التعافي والعودة للعب دوره التاريخي، وساعد بغداد على استعادة زمام المبادرة، فوجدت طهران نفسها أمام معادلة بغداد – النجف التي تشكل مدخلاً لاستقطاب عربي إسلامي شيعي عابر للحدود والجنسيات، والذي من الطبيعي أن ينافس مشروع طهران – قم السياسي العقائدي المرفوض خارجياً والمربك داخلياً. طهران المصرّة على فرض إرادتها على العراقيين دفعت بالشهرودي إلى الواجهة من جديد، بعدما تصاعدت حدة السجال بينها وبين النجف حول صفقة نقل الدواعش من الحدود اللبنانية إلى الحدود العراقية، ورفض المرجعية قتال العراقيين في سوريا، واعتبار وجودهم هناك مخالفة للفتوى التي أصدرها الإمام السيستاني سنة 2014 في الدفاع عن العراق فقط، فباتت في حاجة إلى استعراض قوتها، وإظهار أنها لم تزل ممسكة وحدها بالورقة الشيعية العراقية، وتجلى ذلك من خلال إصرار الشهرودي على دعوة الأطراف السياسية العراقية الشيعية إلى دخول الانتخابات البرلمانية موحَدين ضمن قائمة التحالف الشيعي، وهو ما عجز عن تحقيقه بعد أن رفض السيد مقتدى الصدر لقاءه، وتمسك السيد عمار الحكيم بخياراته السياسة الجديدة، حيث لم تكن نتائج لقائه بالشهرودي بمستوى الطموحات، وعلى ما يبدو أن الأخير قد خاب ظنه أيضاً بالعبادي الذي أجّل الإجابة عن الكثير من مطالبها، لكنه كان واضحاً أن لا دور ولا مكان لنوري المالكي في التركيبة الجديدة. كما لم يستطع الشهرودي إخفاء امتعاضه من رعاية النجف للتقارب العراقي السعودي الذي بات يقلق طهران فعلياً. في التوقيت المناسب اختار الإمام السيستاني رفع البطاقة الحمراء بوجه إيران، وإغلاق باب بيته بوجه موفدها، في أوضح تعبير عن عمق الخلاف معها نتيجة محاولتها فرض أجندتها الخاصة على العملية السياسية؛ فقد تمكنت المرجعية هذه المرة من وضع حدّ لشهرودي وتدخلاته، وأكدت على استقلاليتها، وبأنها جاهزة لمواجهة أي محاولة لاختراقها، داخلية كانت أم خارجية، وكما أنها أنهت آماله في الإقامة في النجف، وأجبرت الإيرانيين على الحذر في التعامل معها. ومن الطبيعي أن تتأثر بغداد بموقف النجف الصلب التي عاد منها الشهرودي بخُفي حُنين، حيث لم يجد غير نوري المالكي وبعض قادة ميليشيات الحشد الشعبي يقفون في صفه، فحمل معه إلى طهران خيبة أمل كبيرة، وعجزاً واضحاً لن تتقبله طهران بسهولة، وهي تملك الكثير من أوراق القوة التي ستمكنها من الدفاع عن مصالحها، حتى لو أدى ذلك إلى صراع علني بينها وبين ثنائية النجف – بغداد، أو أدى إلى صراع شيعي – شيعي، نتيجة قلقها الجيوسياسي من موقع العراق الجغرافي، الذي شكل لها تاريخياً عقدة عثمانية عربية أعطتها في الاجتماع وأخذت منها في السياسة… حيث للحديث صلة في آخر تتمة.
|
|||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
6 | قطبا العالم والاستفتاء البارزاني | كمال مجيد | راي اليوم بريطانيا |
استيقظ ضحايا انحراف وانهيار المعسكر السوفياتي سنة 1991 ليبتلوا بـ “النظام العالمي الجديد” الذي شرحه جورج بوش (الاب) في مبدأ “تأديب كل من يقف ضدنا” الذي أقتطفت الغارديان منه في 25/3/1991 يقول: “في الحالات التي تجابه الولايات المتحدة عدواً ضعيفاً علينا قهره بصورة حاسمة و سريعة… ذلك لأن أي تصرف آخر سيكون بمثابة العار لنا وسيقلل من هيبتنا السياسية في العالم”، لا توجد اشارة واحدة للديمقراطية في هذا المبدأ لأن جورج كينان سبق والغاها سنة 1948 حين قال: “اننا نملك 50% من ثروة العالم ولكننا نكون 6% من سكانه. ..ولصيانة هذا الوضع المتباين علينا ان نتوقف عن التفكير حول حقوق الانسان، حول رفع مستوى المعيشة وحول انعاش الديمقراطية”، راجع: John Pilger, Hidden Agendas, Vintage 1998, p 51 وبعد 50 سنة سأل الوزير جيمس شليسينغر في مجلة الشؤون الاجنبية : “هل حقاً نرغب في تقديم الديمقراطية كطريقة ملائمة للحكم في المجتمعات الاسلامية ونطلب مثلا ً تغيير المؤسسات في السعودية العربية؟ أن الجواب المختصر هو: كلا، اننا عملنا لسنوات على المحافظة على هذه المؤسسات..” راجع Foreign Affairs, Vol. 72, No. 21, 1998, p 20 لقد عاشت شعوب العالم تحت القطب الامريكي الاوحد الذي استمر في استغلالها، بل قتلها بالاسلحة الكيمياوية، كما سبق وحدث في فيتنام ولاوس وكمبوديا وبعدها في باناما او بالاسلحة المغطاة باليورانيوم كما حدث اثناء تحطيم العراق وافغانستان واثناء تفتيت يوغسلافيا. وللتأكيد على استمرار جبروتها عززت امريكا وجودها “في 750 قاعدة عسكرية منتشرة في 130 دولة من غير منافس″ كما ذكر محسن عقيل، الباحث في العلاقات الدولية، في رأي اليوم في 28/1/2017. ثم استمر القطب الاوحد في تحطيم الصومال والسودان وسوريا وليبيا بعد احتلال نيكاراغوا وهايتي وغرينادا وهو الأن يهدد ايران وفنزويلا وكوريا الشمالية بل وحتى البرازيل واكوادور. اضافة ً الى قصف اليابان بالقنابل الذرية وقتل واحد ونصف مليون انسان في الحرب الكورية دبرت امريكا الانقلابات العسكرية في اندونيسيا ضد سوكارنو ثم ضد سوهارتو وفي الفلبين ضد ماركوس وضد الرئيسة كوري اكينو وفي ايران ضد الدكتور مصدق وفي العراق ضد عبدالكريم قاسم وفي كونغو ضد مبوتو وفي هايتي ضد ارستيد وفي جورجيا ضد شفرنادزا وفي البرازيل في 31/3/1963 وفي شيلي ضد ايندي مع اختفاء 130 الف مواطن هناك كما دونه كليرمونت في Rise and Fall of Economics Liberalism, p 8 لدى كاتب هذه السطور شريط فيديو تشرح فيه هيلاري كلينتون بأن امريكا شكلت منظمة (المجاهدين) في افغانستان ضد السوفييت وتصرح بان هذه المنظمة تحولت الى المنظمة الارهابية المعروفة باسم القاعدة التي تحول قسم منها الى داعش فيما بعد. في مثل هذه الظروف التعسة ، ونتيجة التهديد الامريكي الصاروخي المباشر ضد روسيا من بولندة وجورجيا واوكرانيا وضد الانتعاش الاقتصادي المدهش في الصين، تكونت نواة القطب المعاكس لحلف الاطلسي على شكل تكتل اقتصادي بين روسيا والصين اضافة الى الهند والبرازيل وافريقيا الجنوبية، المعروف بكتلة ((بريكس)). ثم تكونت سنة 2003 منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي والسياسي المكونة من روسيا والصين وقرغيزيا واوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان. وانضمت اليها الهند وباكستان في 9/6/2017 وتعمل ايران وتركيا الاقتراب منها، بعد التقارب الستراتيجي بينهما. لحماية نفسها من الابتزاز الامريكي من الضروري أن تتجه الشعوب الضغيفة الى هذا القطب الفتي وخاصة ً اثناء المؤامرات التي تدبرها وكالة المخابرات المركزية، وهذا ما فعلت سوريا بنجاح، او حين تقصفها الطائرات الاطلسية اوالاسرائيلية، كما حدث في ليبيا وفلسطين ولبنان. ان الدول المشتركة في هذا القطب الجديد لا تدعي الاشتراكية ولكنها دول مجاورة تعمل على تجنب المصائب الامريكية التي تطورت الى مرحلة “الفوضى الخلاقة” لكوندليزا رايس. بالطبع تعمل امريكا على مقاومة القطب الحديث بل حتى اتهامه بالارهاب ، كما فعل وزير الدفاع الامريكي، جيمس ماتيس، في وصفه لايران. ولهذا هناك الآن منافسة واضحة بين اقطاب حكومة المحاصصة في العراق، حيث ينحاز حيدر العبادي والجبوري والنجيفي الى القطب الامريكي ويقاومهم المالكي والحشد الشعبي. فيتدخل ماتيس وتيلرسون وترامب ومن لف لفهم ليتهموا ايران بالتدخل في الشؤون الاقتصادية والعسكرية العراقية. هناك حالة مشابهة، بل دموية، في كل من اليمن وسوريا وليبيا والتي لا تختلف كثيرا ً لما يجري في تركيا. ليس القصد هنا طرد ايران من المنطقة ، لأنها موجودة جغرافياً وملتصقة بجيرانها بل الغرض هو اشغال الكل بالخلافات القومية والطائفية وعزل ايران عن سوريا وثم مهاجمتها بحجة مكافحة الارهاب المجوسي. هناك اذا ً ضرورة ماسة لتوحيد كل القوميات والطوائف والاديان في عموم المنطقة ، وكلها مضطهدة ومهددة، وذلك للوقوف ضد الهجمة الامريكية الشرسة. ان وجود 750 قاعدة امريكية في 130 بلد يؤكد ايضاً على ضرورد توحيد كل هذه البلدان ضد الجبروت الامريكي. بالتأكيد جاء التقارب الستراتيجي بين ايران وتركيا كخطوة مفيدة، قد تشاركهما مصر والسعودية والعراق. على شعبنا الكردي ان يدرك بأننا نمينا في هذه المنطقة المبتلاة بالتسلط الاستعماري الامريكي وان مشاركتنا في تفرقة الصفوف، بحجة حق تقرير المصير، سوف لا تجلب الرفاه لشعبنا ولا لجاراتنا. علينا ان نتعلم من تجربة الحروب التي استخدم المستعمرون فيها مرتزقتنا منذ سنة 1960 لمحاربة حكومة عبد الكريم قاسم وكل الحكومات التي تلتها بحجة نيل الاستقلال. كأننا لو انفصلنا من العراق سننتقل الى مكان بعيد من الشعوب المحيطة بنا. لنعترف، مثلما اعترف جلال الطالباني، بأن الحزب الديمقراطي الكردي لم يرفع السلاح لتحرير الاكراد. لأن السلاح كان ملكا ً لشاه ايران وامريكا واسرائيل رفعها الحزب لتخريب العراق وتفتيته. يشرح جلال في مقابلته مع مجلة الوسط اللندنية، العدد 357 في 20/11/1998 بأن امريكا اتفقت مع شاه ايران لتحريك الاقطاعيين الاكراد، بقيادة الجنرال ورهام الايراني، ضد عبد الكريم قاسم. فاتصل هؤلاء بالحزب، الذي كان حليفا ً لقاسم حينذاك، لخيانته ورفع السلاح ضده. ويضيف الطالباني: (( بعد دراسة الموقف في حزبنا تولد اتجاهان: الأول على رأسه ملا ( مصطفى) وكنت أنا اقوده ..) وقد رأى هذا الاتجاه: “ان هذه الحركة تستغل المشاعر القومية الكردية واخافة عبدالكريم وما علينا سوى العمل ضمنها … والسيطرة على قيادتها… وبالتالي نحن نتولى العمل المسلح الحقيقي ضد عبدالكريم قاسم”. هكذا تمكن الحزب الكردي، بمساعدة الشاه، من الاتصال بأمريكا واسرائيل لتلقي المساعدات المالية والعسكرية منهما كما هو مدون في كتاب هنري كيسينغر، راجع: Years of Renewal, PhoenxPress, London, 1999, p. 80 فعلاقة الحزبين الكرديين بالقطب الامريكي عتيقة وبدونها لما استمرت حركتهما المسلحة ضد كافة الحكومات العراقية والتي سهلت سقوط قاسم اولا ً ثم سهلت الاحتلال الامريكي للعراق سنة 2003. مثل اي شئ آخر تطورت الحركة الكردية فانشقت سنة 1964 وامتازت بالحروب الدموية بين كتلة البارزاني وكتلة جلال حتي اتفاقية واشنطن في ايلول/ سبتمبر 1998. وتدريجيا ً تبلورت الحركتان في حزبين منفصلين ، هما البارتي الديمقراطي الكردستاني لمسعود والاتحاد الوطني الكردستاني لجلال. اجبر الموقع الجغرافي لمسعود ان يربط نفسه بتركيا بينما اضطر جلال ان يقترب من ايران ليتجنب حصار منطقته من قبل خصمه مسعود من الشمال الغربي ومن قبل سوريا والقسم العربي من العراق من الجهات الاخرى. بطبيعة الحال يتأثر الحزبان بالتغيرات التي تشمل المنطقة المحيطة بهما. فايران اضطرت الارتباط ستراتيجياً بروسيا والصين بينما بقيت تركيا عضواً في حلف الاطلسي ومرتبطة دبلوماسيا ً باسرائيل. فعليه قرر مسعود الانحياز الكلي لحلفاء تركيا. الا ان الامور لا تتغير حسب نظرية الاستقامة ( راجع كمال مجيد، نواقص الماركسية المعاصرة واسباب عدم تطورها، دار الحكمة، لندن، 2000 ميلادية.) وان الرجات الزلزالية التي احدثتها الفوضى الخلاقة، المنتجة لما سمي بـ ((الربيع العربي))، هزّت حتى اثرياء الخليج. من الجهة المقابلة قذفت بتركيا نحو روسيا وايران. والمدهش يشاهد القارئ في الفيديو المرفق: https://www.facebook.com/1492388670973919/videos/2128460344033412/ مقابلة بين نيجيرفان البارزاني، رئيس وزراء اربيل وهو جالس مع بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، ويترجى منه ان يجهز تركيا بصواريخ اس 400. ويجزم الفيديو بأن نيجيرفان سافر الى موسكو بناء ًعلى طلب من اوردوغان ليتوسط ويقنع بوتين بمساعدة تركيا في هذا الخصوص. وبعد ان نجح نيجيرفان في مهمته استغرب حلف الاطلسي لاتجاه العضو التركي لشراء السلاح من العدو الروسي. يتبع لا يستطيع مسعود الانفصال عن العراق بمفرده بل بعد صدور قرار اكيد من الإدارة الامريكية. ولما كانت هذه الإدارة تمر في مرحلة حرجة بعد انتخاب ترامب لا يعلم مسعود، ولا أي كردي آخر، شيئاً عن قراراتها. ثم ان أمريكا الآن تحتل كل العراق وراضية من حكومة حيدر العبادي فلا تحتاج الى تقسيمه، ولهذا طلب وزير الخارجية تيلرسون من مسعود ان يؤجل الانتخابات الى اجل أخر. لقد طالب الاتحاد الاوروبي حتى الغاء الانفصال. كل هذا قد اجبر نيجيرفان من الاتجاه الى روسيا مثلما فعلت تركيا. في مثل هذه الظروف المتبدلة والمعقدة من الضروري لكل الاكراد ان يتمسكوا بالتعقل ولا يجازفوا في ادخال شعبنا في مصيبة قاتلة بحجة الاستقلال او الاستفتاء.
|