4 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الاحد

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 لتحذر إيران من غضبة العرب حامد الكيلاني العرب [
 

الحرب مع إيران، حرب على الميليشيات، تدور على أرضنا العربية وبدماء عربية وبمعالجات لفك الارتباط مع الفتن الطائفية لإيقاف النزيف في الموارد البشرية والمادية وتحييد العقل العربي عن موبقات تهديم الحياة والأوطان.

القوانين عادة وبشكل عام عندما يتم إقرارها فإن ذلك يعني أنها نتاج رغبة في إيقاف خروقات أو معالجة خلل حاصل أو لجم تغول ما أو لتنظيم فوضى؛ ما بعد إقرارها يصار إلى تنفيذها وتطبيقها والمحاسبة عند خرقها على قاعدة من المساواة والعدالة.

 

لكن هناك من السلطات من يتعامل بتهكم حتى مع القوانين الدولية لتكون الإجابة على سؤال “لماذا وضِعت القوانين” حاضرة باستمرار في أذهان الشعوب التي لا ترى في الأرض قانونا ولا عدلا، بل إن القوانين كما لو إنها شُرعت لتكون هذه السلطات فوقها والناس تحت خطها كمعاقبين على ذنوب لم يقترفوها.

 

تتعالى في أيامنا هذه أصوات وأقلام تحذر من حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية الإيرانية وتعبر عن مخاوفها من اشتعال فتيلها ونتائجها ومخاطرها على منطقتنا وعلى العالم أيضا، وكأنها تقف ضد شن اعتداء غاشم على نظام مسالم كالنظام الإيراني بصفته دولة راعية للأمن والسلام، كما جاء في مفارقات التصريحات الإيرانية أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران.

 

هذه الرؤية إلى علاقة إيران بالعرب وتحديدا منذ 1979 إنما هي عمى ألوان لا يميز بين قوانين عنصرية ملونة وفق مزاجات صادرات الثورة الإيرانية الموثقة في الدستور الإيراني وبوقائعها المرعبة والوحشية على الشعوب في إيران وبعدوانية يغذيها الثأر والانتقام على الأمة العربية.

 

أي مهزلة تصور لنا أن الحرب المحتملة ضد إيران هي عدوان على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، وهؤلاء في دفاعهم عن أمن المنطقة ورغبتهم في السلام يرتدون خرقة القرصان على عين واحدة كي لا يبصروا أهوال ما جرى في العراق وسوريا واليمن، وكذلك لبنان، وما يراد بدول الخليج العربي، وما ينتظر العالم من نزوع فقه ولاية الإرهاب.

 

إيران احتلت العراق بعد هزيمة منكرة منيت بها في حرب الثماني سنوات، ومَن مِن الجنود في الجيش العراقي والذين كانوا في الأيام الأخيرة من الحرب على جبهة طولها تقريباً 1500 كم، لم يتعرف على الانهيار الواسع للقوات الإيرانية ونظامها السياسي. لكن ما هي أطماع العراقيين في احتلال إيران؟ الإجابة على هذا السؤال دليل دامغ عن دوافع الحرب، بل الحرب المستمرة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لتدمير العراق وتدمير العرب.

 

الولايات المتحدة الأميركية باحتلالها العراق في أبريل 2003 في الفترة الرئاسية لجورج دبليو بوش الابن كرد فعل اعتباري طائش على هجمات 11 سبتمبر 2001، أرادت استخدام الورقة الإيرانية بوجهة أخرى وهي تدري وعن يقين أنها ورقة “جوكر” على طاولة قمار الواقع السياسي والاجتماعي في العراق. فالحرب الإيرانية مع العراق كانت قريبة من الذاكرة الدولية هي وتداعياتها بما فيها دور المعارضة في التحشيد للاحتلال أو أرقام الخسائر البشرية والاقتصادية أو بتمرين القوات الأميركية على احتلاله في عام 1991 مع حلفائها وما تلاها من تعاون وتنسيق لإطلاق جرائم القتل والتخريب في المحافظات الجنوبية والمحافظات الشمالية وتخومها خاصة ما جرى في كركوك حينها.

 

لذلك كان النظام الإيراني بمثابة سوط للاحتلال الأميركي جلدت به كل القوى الرافضة للاحتلال، وأطلقت سراح الاستكلاب لنهش الشعب العراقي وأرغمته على دفع الفواتير لتلك الإهانة التي لحقت بإيران التي ستظل تلاحقها في عقدة نقص تحاول أن تداريها بالمراوغة في التسلح النووي أو بمزيد من إنتاج الصواريخ الباليستية، وهي تنويه لحرب بجبهات بعيدة ومواجهات غير حدودية، أي بحرب غير برية لا تستهدف احتلالها أو تغيير مرتكزات الدولة كما حصل في احتلال العراق.

 

ثمة غزل أميركي – إيراني حدث في أفغانستان أو العراق، وما جرى في السنوات الأولى لاحتلال العراق من تحرشات إيرانية على حدوده وتقدم قوات إيرانية لاحتلال آبار الفكة النفطية وتحاشي القوات الأميركية الرد عليها في مناطق أخرى كالشلامجة أو مجنون أو مندلي وغيرها من المدن الحدودية مع إيران؛ كلها رؤى لنوع العلاقة بين إيران وأميركا في رغبة التقارب، أو لأن أميركا حينها سلمت العراق والمنطقة بتعمد إلى آلة تدمير جهنمية رغم أنها على إطلاع بمنهج إيران الطائفي ونياتها في تكملة طريق صادراتها التبشيرية لفقهها الخاص الذي أصبح واقعا دمويا دفعت فيه دولنا الكثير من تاريخها وحاضرها وحتى مستقبلها.

 

الحرب إن وقعت مع إيران فهي متأخرة جدا، من بينها 16 عاما من غياب الاستراتيجية الأميركية، فأميركا تجاذبتها عزتها بنفسها كدولة عظمى تجرأت عليها مجموعة إرهابية، تبعتها أزمة اقتصادية عالمية، وحرب مكلفة جدا يراد لها استرداد قيمتها المادية والمعنوية مع انكشاف الدور الإيراني في دعم تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية أو غيرها من العمليات الإرهابية وضمنها منصات التجارة خارج القوانين الدولية وغسيل الأموال وبيع المخدرات في علاقات شائكة زرعت الإرهاب في كل مكان، بغموض ومجسات عابرة للمفاهيم العلمية والمهنية لأجهزة المخابرات والأمن في أوروبا والعالم.

 

الاستراتيجية الأميركية تتبلور بما نعتقد على مشاعر من غياب الكاريزما في قيادة دولة مثل أميركا اختلطت عليها لعقود ردات فعلها الناضجة تجاه قضايا مركزية في السياسة الدولية. وبعد تهورها في احتلال العراق تهورت أكثر في انزوائها المخجل من تحمل تبعات الاحتلال وانسحبت في ظل أخطاء تخادمت فيها جهات مختلفة ذات أهداف متباينة، لكنها في النهاية وفرت للنظام الإيراني ومن قاتل معه من العراقيين في زمن الحرب الإيرانية العراقية ضد وطنهم الأم فرصة الاستحواذ على مقدرات العراق وزجه في تهلكة العملية السياسية ونظام المحاصصة التي جاء بها المحتل.

 

    الاستراتيجية الأميركية تتبلور بما نعتقد على مشاعر من غياب الكاريزما في قيادة دولة مثل أميركا اختلطت عليها لعقود ردات فعلها الناضجة تجاه قضايا مركزية في السياسة الدولية

 

ميليشيات موزعة في كل أرض عربية بعلانية وصراحة ووقاحة، أو تحت ستار من تقية خلايا لها هدف وشعار واحد يضع الانتماء الطائفي فوق الوطن والمواطنة، وذلك قاعدة الأزمات أو أس البلاء في المشروع الإيراني.

 

الحرب مع إيران، حرب على الميليشيات، تدور على أرضنا العربية وبدماء عربية وبمعالجات لفك الارتباط مع الفتن الطائفية لإيقاف النزيف في الموارد البشرية والمادية وتحييد العقل العربي عن موبقات تهديم الحياة والأوطان ومن أجل تحقيق غايات وأوهام في عقل النظام الإيراني الذي تفترسه في أعماقه مخاوف ما ينتظره من تمزق في نظامه السياسي الذي سيعجل بنهاية عمره الاستبدادي.

 

النظام الإيراني، في جوهره، ليس داعما للإرهاب بل داعما لذاته، ومخطئ من يراهن على تراجعه هو أو أتباعه عن نهجهم إلا بزواله. سياسة الشك في إقدامه على محاولة استهداف الرئيس سعد الحريري ترجمها عمليا في تنفيذ عملية اغتيال رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز المعارض الأحوازي أحمد مولى نجدي في مدينة لاهاي الهولندية، أما سياسة إبداء القلق في ألمانيا وفرنسا وإنكلترا والمفوضية الأوروبية من الصواريخ الباليستية ومحاولة فصل هذا القلق عن الاتفاق النووي الذي تلوح بإلغائه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو فرض مزيد من العقوبات، فهي إطالة لأمد الحرب الإيرانية على العرب التي دمرت العراق وسوريا واليمن، وتجتهد في لبنان وتسعى في البحرين والكويت وتؤكد وجودها في العالم بتنفيذها عمليا إطلاق العديد من الصواريخ على المملكة العربية السعودية، ولن يكون آخرها نحو الرياض بل إنها تستهدف أي مدينة أو عاصمة لا تخضع للمشروع الإيراني.

 

مخاوف بعضهم من حرب قادمة في المنطقة مع إيران، كان أولى بها وبهم أن يتوجهوا للدفاع عن كرامة أهلهم المستباحة في المدن العربية وأن يتداركوا برجولة وبطولة نخوة الانتماء للعروبة والإنسانية للوقوف إلى جانب قضايا أمتهم في مرحلة فاصلة ومصيرية.

 

الخوف من مجابهة العرب لإيران هو طمس وتزوير لحقيقة ضعف أو تواطؤ، أو لأن هؤلاء على الرغم من قسوة وبربرية ما مر بنا جميعاً بسبب اختلال عقل النظام الإيراني، توهموا أنهـم أحرار في الفرجة على مصـائب أمتنـا والتعليق عليها في فضاء بالمجان. لا حرية دون ثمن أو قتال. أوطاننا وأمتنا ترفع الصوت والسوط هذه المرة بشجاعة وبسالة بوجه الإرهاب الإيراني.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 انتصارات العبادي

 

 

مصطفى زين

 الحياة السعودية
   

العراق بعد «داعش»، وبعد بسط سلطة الحكومة المركزية على «المناطق المتنازع عليها» مع الأكراد يدخل مرحلة جديدة من التحديات والصراعات الداخلية والخارجية. على المستوى الداخلي أمام حيدر العبادي مهمات ملحة. أهمها إبعاد المسلحين الذين استعان بهم في محاربة الإرهابيين من السلطة، وإخضاعهم لأحكام القانون والدستور على علاتهما. وإذا كان قراره اعتبار «الحشد الشعبي» و «البيشمركة» جزءاً من القوات الأمنية، يبقى عليه إقناع زعماء هاتين المؤسستين المؤثرتين بدخول الحياة السياسية المدنية. لكن هذا الأمر ليس سهلاً، فزعماء «بدر» و «حزب الله» و «سرايا السلام» و «النجباء» (من الحشد) يعتمدون على هذه الفصائل لانتزاع مواقعهم السياسية، ويعتبرون الانتصار على «داعش» أهم إنجازاتهم، فضلاً عن أن معظمهم جزء من «العملية السياسية» التي انطلقت خلال الاحتلال الأميركي وما زالت مستمرة، واستبعاد أي منهم من المحاصصة التي أرساها الاحتلال، وما زال يرعاها، يخل بتوازن القوى. والعبادي نفسه أحد رموز هذه المحاصصة، فقد وصل إلى رئاسة الوزراء على أساس أن حزبه (الدعوة الإسلامية) جزء من «التحالف الوطني» الذي يضم مختلف القوى الشيعية، بما فيها بعض أحزاب «الحشد». أي أنه محكوم بتوازنات هذا التحالف وحساباته في مواجهة «الاتحاد الوطني» الذي يضم القوى السنية وأحزابها. وكان أحدث تحرك لهذا «الاتحاد» زيارة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي واشنطن، حيث التقى عدداً من المسؤولين الأميركيين، وأعلن استعداده لدعم العبادي لولاية ثانية شرط إخضاع «الفصائل المُسلحة لسلطة الدولة والتوازن في العلاقات الخارجية». وهو يعني بالتوازن الابتعاد من إيران ووضع حد لتدخلاتها في العراق من خلال «الحشد».

 

يضاف إلى هذه التحديات الداخلية التي تواجه العبادي بعد «داعش»، ترتيب الوضع في كردستان. صحيح أن حكومته استطاعت أن تهزم الأكراد عسكرياً وتستعيد زمام المبادرة في المناطق المتنازع عليها، بما فيها كركوك، كما استطاعت استمالة تركيا وإيران إلى جانبها في مواجهة مسعود بارزاني، وأحدثت شرخاً بينه وبين الطالبانيين، إلا أن الزعيم التاريخي في الإقليم بدأ التحضير لجولات جديدة من الصراع، واعتبر تراجعه مجرد مرحلة لالتقاط الأنفاس، وها هو يدرب ميليشيات (غير مسلحي البيشمركة) لخوض هذا الصراع و «استعادة كركوك» التي لم تكن لتسقط «لولا الخيانات»، على ما يقول.

 

هذا على المستوى الداخلي، أما على المستوى الخارجي، فقد وصل العبادي إلى خطوط تم تلوينها بالأحمر منذ عقود وما زالت حمراء. ونعني بذلك التواصل بين العراق وسورية بعدما التقت قوات البلدين عند الحدود المشتركة، وطردت «داعش» من المدينتين التوأمين القائم والبوكمال. والمطلوب من الجهتين الآن الاكتفاء بهذا الإنجاز وإبقاء العلاقات بينهما عند حدودها الدنيا لمنع الإرهابيين من إعادة تنظيم صفوفهم والقضاء على خلاياهم النائمة. وإذا رفضت بغداد وواشنطن هذا الأمر فالقوات الأميركية وشركاتها الأمنية المنتشرة في محافظة الأنبار، وفي الرقة مع «القوات الديموقراطية»، كفيلة بعرقلة أي اتفاق بين البلدين، فأي اتفاق يعتبر تعزيزاً للنفوذ الإيراني، والولايات المتحدة غير مستعدة للتضحية بإنجازاتها والتخلي لطهران وموسكو عن موقعها في الشرق الأوسط وخسارة أول معارك الحرب الباردة الجديدة وأهمها، والانسحاب من العراق وسورية من دون أن تضمن أمن إسرائيل من خلال المشاركة الفاعلة لحلفائها في «سورية الديموقراطية»، وتكريس وجودها العسكري والسياسي في ما بين النهرين. وكي تحقق ذلك لا بد لها من تعزيز تحالفها مع «المكونات» وإطلاق يدها في أكثر من بلد. وما الحروب القائمة والمستقبلية سوى وسيلة لمنع هذا التغيير الجيوستراتيجي الذي أحدثه التحالف الروسي- الإيراني.

 

انتصارات العبادي على «داعش» محكومة بقواعد اللعبة الأميركية. قواعد أتاحت له الانتصار على «داعش» وبارزاني مقابل شرعنة «الحشد الشعبي» وخلع العباءة الإيرانية عنه، وعدم خرق الخطوط الحمر في العلاقة مع سورية.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3   لعبة القوميّة أو دمار العراق

 

 حازم صاغية

 

  الحياة السعودية
 

مع سقوط مدينة كركوك في يد السلطة العراقيّة، ظهرت على بعض الأوساط العربيّة في العراق، وربّما خارجه، علامات اعتزاز وفخار: لقد انتصر العرب على الأكراد. والانتصار على أقلّيّة ضعيفة كالأكراد ليس سبباً للاعتزاز الكريم، سيّما وأنّ تاريخ العراق منذ الانتصار على الأشوريّين، بذبحهم، هو تاريخ اعتزاز غير كريم.

 

فكيف وأنّ هذا الانتصار إيرانيّ قبل أن يكون عراقيّاً، وأكثر منه عراقيّاً، ناهيك عن دعم العالم كلّه له بأدوات شتّى مادّيّة ومعنويّة، عسكريّة وسياسيّة؟

 

أسوأ ممّا عداه ذاك التلازم بين انتصار العراق على أكراد الشمال وكون العراق نفسه مجزّأً ومتصارعاً، لا يزيده الانتصار على الأكراد إلاّ تجزّؤاً وتصارعاً. يكفي التدقيق في العلاقات السنّيّة – الشيعيّة لليأس من أيّ احتمال واعد. والوهم المحض هو وحده ما يُغري بافتراض أنّ العروبة (أي في هذا الظرف المحدّد مناهضة الأكراد) سوف توحّد السنّة والشيعة قفزاً فوق كلّ شيء. أسماء ساطع الحصري وفاضل الجمالي ومحمّد مهدي الجواهري وياسين الهاشمي وسواهم تبقى رموز تنازع أهليّ سبقت بعشرات السنين النظام الصدّاميّ الذي ضربها بألف.

 

والشيء نفسه يقال عن الأوهام التي قد تنبعث من «استعادة البوكمال» بوصفها استعادة للطريق «القوميّة» المفتوحة بين سوريّة والعراق. والطريق هذه، في ظلّ الوعي القوميّ الشهير، لا تعدو كونها انسداداً محكَماً – انسداداً بدأ بتنافر الضبّاط «القوميّين» السوريّين والعراقيّين إبّان دولة الأمير فيصل في دمشق، ليتوّجَهُ نزاع «القوميّين» صدّام حسين وحافظ الأسد على مدى سنوات حكمهما الكثيرة.

 

أمّا إسباغ العروبة على الانتصار الأخير فيشبه وليمة من بقايا الأكل البائت. ذاك أنّ انتصار العروبة هو ما ينبغي أن يقاس على حروب العروبة، وذلك بعد أشهر قليلة على الذكرى الخمسين لهزيمة حزيران (يونيو) 1967. وفي قياس عروبيّ آخر، يُستحسن النظر إلى حال العالم العربيّ اليوم، حيث لا يطيق أحد أحداً، ولا يضمر أحد أقلّ من الموت والتهلكة للأحد الآخر. والعراق اليوم أحد أهمّ فراديس هذه المشاعر «القوميّة» و»الأخويّة»، إن لم يكن فردوسها الأهمّ.

 

تاريخ العراق، إذا شئنا الدقّة، يملك من الحساسيّة الانفجاريّة ما يُفترض أن يعصم من هذه القوميّة البلهاء التي تؤسّس لدمار بعد دمار. وبعد كلّ حساب، فإنّ سنوات قليلة نسبيّاً هي التي تفصلنا عن عهد صدّام، رجل القوميّتين العربيّة والعراقيّة، الذي حوّل البلد إلى مقابر، وزرع المقابر في جواره، فيما كان «يحرس البوّابة الشرقيّة للوطن العربيّ» أو «يعيد الفرع (الكويتيّ) إلى الأصل».

 

وهذه عبرة للأكراد بدورهم. فهم أيضاً ينبغي أن يحاذروا اللعبة الخطرة هذه، لعبة القوميّة المجنونة والكاذبة، سيّما وهم يرونها في تجربة جيرانهم العرب على شكل كوارث وشظايا.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4  إتحاد المهندسين العرب» يعد بإعادة إعمار سوريا والعراق..!

 

 عودة عودة

 

 

   الراي الاردنية
 

وعد اتحاد المهندسين العرب أعرق واكبر الاتحادات المهنية العربية في اجتماع موسع له في العاصمة اللبنانية بيروت قبل ايام بإعادة تعمير سوريا والعراق وفق تصريح للامين العام للاتحاد عادل الحديثي لصحيفة النهار البيروتية

 

ولهذه الغاية قام اتحاد المهندسين العرب بمناقشة وإقرار عقد ندوتين العام القادم الاولى في لبنان عن الهندسة القيمية والثانية في الاردن عن متطلبات السلامة العامة والامان والمشاريع الانشائية اضافة الى مناقشة اعادة اعمار سوريا والعراق.

 

وأكد المهندس سري زعيتر عضو مجلس نقابة المهندسين الاردنيين عن الشعبة المدنية وممثل النقابة في لجنة البناء والتشييد في اتحاد المهندسين العرب بانه شارك في هذا اللقاء الدوري ببيروت الذي نوقش فيه اعادة اعمار سوريا والعراق ونأمل بعد أن تنتهي المآسي ان يكون للمهندسين الاردنيين والعرب من ذوي الخبرات المتميزة دور كبيرفي اعادة اعمار هذين القطرين الشقيقين

 

وأشار المهندس زعيتر بأن اعادة إعمار سوريا والعراق ستكون على رأس جدول اعمال لجنة السلامة العامة والامان والمشاريع الانشائية التابعة لاتحاد المهندسين العرب التي ستعقد في عمان في ايلول القادم 2018 وبحضور عربي كبير

 

انها خطوة طيبة لنقابة المهندسين الاردنيين تذكرنا بنقابيين اردنيين بارزين تمسكوا بوحدة الجسم النقابي العربي اتذكر منهم الدكتور باسم الدجاني الامين العام للاتحادات المهنية العربية والدكتور حسن خريس الامين العام للاتحاد العام للاطباء العرب والمهندس ابراهيم ابو عياش الامين العام لاتحاد المهندسين العرب والمحامي شفيق ارشيدات الامين العام لاتحاد المحامين العرب والمهندس عوني الساكت رئيس اتحاد المقاولين العرب والدكتور طاهر الشخشير الامين العام لاتحاد الصيادلة العرب والدكتور احمد القادري الامين العام لاتحاد اطباء الاسنان العرب والدكتور عبد الفتاح الكيلاني رئيس اتحاد الاطباء البيطريين العرب وحتى الان

 

جميل ان يأتي هذا النشاط لاتحاد المهندسين العرب بعد سبات طويل للاتحادات المهنية العربية بدأ بعد حرب الخليج الثانية العام 1991 وانتهاء بسقوط بغداد2003وما بعدهما منها سجن واعدام الرئيس صدام حسين وما رافق ذلك من قيام الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر بحل الجيش العراقي كما قام بحل النقابات المهنية العراقية.جميعها…!

 

ورافق ذلك كله حدوث انشقاقات وتصدعات في الاتحادات المهنية العربية كاتحاد الصيادلة العرب الذي انقسم الى اتحادين وكذلك اتحاد اطباء الاسنان العرب واتحاد المحامين العرب واتحاد الجيولوجيين العرب وغيرها من الاتحادات المهنية العربية…!

 

التصدع…

 

في الجسم النقابي العربي واضح تماما بعد ما تعرض له العراق من حصار وغزو واحتلال لعاصمته ومدنه وترابه الوطني كاملا.. واعدام لقائده…لم يحدث مثل هذا عندما احتل العدو الصهيوني القدس 1967 وبيروت 1982…سقوط بغداد تحت الاحتلال الأميركي العام 2003 كان هو سقوط الامل..!!