إسرائيل تلقب الرئيس ترامب بـ”كورش الكبير”.. من هو ؟

كورش الكبير هو شخصية محورية في التاريخ اليهودي

في الحملة الدعائية التي ترافقت مع الإعلان عن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل، انتشرت العديد من اللوحات الإعلانية التي تروج إلى الدور الفاعل والنجاح الذي أحرزه ترامب في وضع حد للحرب وحماية حياة ما تبقى من الرهائن.

إحدى هذه اللوحات كتب عليها إلى جانب صورة ترامب والعلمين الإسرائيلي والأميركي: “كورش الكبير على قيد الحياة”.

من هو كورش الكبير؟

أول ملوك فارس (560 – 529 ق م) واسمه الكامل كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية. استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وحكم من (550-529) ق.م. وقـُتل في ماساجت ودُفن في باساركاد.

هناك دائماً أمور ليست منطقية ومثيرة حول الأمبراطورية الفارسية في الأزمنة القديمة. وليس ثمة أحد من ملوكها تضاهي شخصيته أول ملوكها قورش، الذي أسس أمبراطورية مترامية الأطراف، وأرسى مبادئ ممتازة لحكمها. في البدء احتل الكثير من الممالك المجاورة. مثل ليديا (في غرب تركيا الآن), وميديا، وبابل التي أطاح بها في عام 539 ق.م. وفي السنة 530 ق.م باتت فارس أكبر أمبراطورية في العالم. فعمد قورش إلى اعتماد طريقة تسمح بأن يكون للمناطق المحتلة أقصى درجة من الحكم الذاتي. فتميزت السياسة الأمبراطورية الفارسية طوال أجيال عدة بهذه السياسة التي تُعتبر أفضل السبل لشد الأواصر والوحدة بين شعوب وعادات مختلفة جداً في أمبراطورية مترامية الأطراف.

تحت حكمه احتضنت الإمبراطورية جميع الدول المتحضرة السابقة في الشرق الأدنى القديم، توسعت بشكل كبير وفي النهاية غزت معظم غرب آسيا ومعظم آسيا الوسطى. من البحر الأبيض المتوسط وهيلسبونت في الغرب إلى نهر السند في الشرق، أنشأ سايروس الكبير أكبر إمبراطورية لم يشهدها العالم بعد.

في عهد خلفائه، امتدت الإمبراطورية في النهاية إلى أقصى حد من أجزاء من البلقان (بلغاريا – بيونيا وتراقيا – مقدونيا) وأوروبا الشرقية في الغرب، إلى وادي السند في الشرق.

كانت ألقابه الملكية كاملة: الملك العظيم، ملك فارس، ملك أنشان، ملك الإعلام، ملك بابل، ملك سومر وعقد، وملك الزوايا الأربع للعالم. يشير نابونيدوس كرونيكل إلى التغيير في لقبه من مجرد «ملك أنشان»، وهي مدينة، إلى «ملك فارس». وقد قضى قورش السنة 529 ق.م أثناء مناوشة مع شعب يعيش شرقي بحر قزوين ويُعرف باسم ماساغيتي. يُعرف قورش الكبير أيضًا بإنجازاته في مجال حقوق الإنسان والسياسة والاستراتيجية العسكرية، فضلاً عن تأثيره على الحضارتين الشرقية والغربية.

سايرس أو كورش الكبير هو شخصية محورية في التاريخ اليهودي القديم، رغم أنه لم يكن يهوديا بل كان ملكا فارسيا.

يُنظر إلى كورش في التراث اليهودي على أنه ملك عادل ومتسامح، ومثال للحاكم الذي يعترف بحق الشعوب في العبادة بحرية.

في الفكر والتاريخ اليهودي، اكتسب كورش مكانته لأنه أصدر مرسوما بالسماح لليهود الذين نُفوا إلى بابل بالعودة إلى القدس وبناء الهيكل من جديد بعد سقوط مملكة يهوذا.

ويعتبره اليهود أداة الخلاص بعد السبي البابلي، ويُذكر اسمه بإيجابية كبيرة في النصوص الدينية والتاريخية.

يُنظر إليه سياسيًا كأول حاكم في التاريخ أصدر مرسوما عالميا لحرية المعتقد المعروف بأسطوانة كورش المحفوظة في المتحف البريطاني، وهو ما جعل منه رمزا للتسامح والعدل في الذاكرة اليهودية.

ووصل الرئيس الأميركي إلى إسرائيل، الإثنين، لإلقاء كلمة أمام الكنيست قبل أن يتوجه إلى شرم الشيخ بمصر للمشاركة في قمة يحضرها عدد من قادة العالم وتركز على سبل إنهاء حرب غزة.

وحلقت الطائرة على علو منخفض فوق ميدان الرهائن بتل أبيب، قبل هبوطها في مطار بن غوريون.

وكان في استقباله بالمطار كلا من الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.