قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل “تعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط”، مؤكدا أن بلاده باتت “أقرب إلى تحقيق أهدافها” في إيران، وذلك بعد الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت 3 مواقع نووية إيرانية.

وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي متلفز: “لقد حققنا الكثير، وبفضل الرئيس ترامب صرنا أقرب إلى تحقيق أهدافنا”.

وأشار إلى أنه “حين يتم تحقيق هذه الأهداف ستنتهي العملية”.

وأكد أن إسرائيل تقترب من هدفها بتدمير البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، مشيرا إلى أن منشأة “فوردو” النووية الإيرانية “تضررت بشدة” جرّاء الضربات، وأن “نطاق الضرر لم يعرف بعد بشكل دقيق” وتابع قائلا: “نحن لا نسعى إلى حرب استنزاف، لكننا أيضا لن ننهي حملتنا قبل الأوان”.

كما و وشدد على أن: “الحملة العسكرية في إيران لن تنتهي إلا بتحقيق الأهداف ولن نفعل أكثر مما هو مطلوب”.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن التنسيق مع الولايات المتحدة في هذه العملية أسفر عن تحقيق “إنجازات غير مسبوقة”.

واختتم نتنياهو قائلا: “لدينا معلومات استخباراتية عن أماكن احتفاظ إيران باليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة”.

تنفيذ المشروع

بحسب خبراء استراتيجيين، بدأت المخططات بالفعل. فالمشهد العراقي اليمني السوري الليبي والسوداني يشي بذلك خصوصاً إذا ما نظرنا إلى المسارات المتجددة التي طالت بلدان الشرق الأوسط. فالتعويل على الحروب التي حصلت في المنطقة العربية، منذ حرب لبنان 2006، والحروب التي شهدتها الدول العربية، كحرب الخليج، وما تشهده الساحة الشرق أوسطية في هذه الأيام هو أكبر دليل على أن واشنطن وإسرائيل لم يغضا الطرف عن مشروعهم الصهيو – أمريكي، فقد أشارت رايس حينها إلى أن “مشروع الشرق الاوسط الكبير” سيحقق، حسب تعبيرها، “حلا سحريا لعلاج أزمات المنطقة المزمنة”، حيث ربطت المشروع بعبارة “الفوضى الخلاقة”، وهو ما يؤدي بالتالي إلى “التدمير الأخلاق” كطريقة للوصف تعبيراً عن فلسفتهم الليبرالية البراغماتية.

لقد اعتمدت واشنطن في مشروعها على المشكلات القائمة في الشرق الأوسط، حيث تدعي افتقاره إلى الديمقراطية الحقيقية، وخاصة في تلك البلدان التي لا تنصاع لمطالب واشنطن السياسية. ويدرك المتابع أن مظاهر التقسيم السياسي الجارية في كل من العراق وسوريا واليمن، يظهر استراتيجية واشنطن في المنطقة.

في مقال نشره مركز بحوث العولمة “غلوبال ريسيرتش” يوضح مظاهر التقسيم، مقدماً خريطة أمريكية مبتكرة لتكون بديلاً لـ “سايس – بيكو” البريطانية – الفرنسية قبل 100عام، ولتلغي بعض الحدود القائمة بين الدول، وتعتمد على مبدأ تقسيم الدولة المستهدفة فتتحول من دولة إلى دويلات، وتنشأ دول جديدة. وبحسب المقال، بالنسبة إلى “دولة سوريا الكبرى”، كما يرى المركز، سيتم تقسيم دولها الحالية، حيث سيتم تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام كردي في الشمال شيعي في الجنوب وسني في الوسط، وسيضطر الجزء السني إلى الإلتحاق بسوريا لأنه سيصبح دولة لا مقومات لها بين مطرقة الدولة الكردية الكبرى إلى شماله وسندان الدولة الشيعية إلى جنوبه إذا لم ينضم إلى سوريا، وسيتم إجبار الأخيرة على التخلي عن جزء صغير منها لضمه إلى لبنان الحالي لتشكيل “دولة لبنان الكبير” على البحر المتوسط.

يضاف إلى ذلك، محاولات واشنطن لخلق العداوات بين الجماعات الدينية والعرقية التي تقوم وفق عمل ممنهج ومدروس، وذلك لإضعاف هذا الشرق وتقسيمه، وبالتالي إضعاف الشرق الأوسط وتفكيك بلدانه، لتسهيل السيطرة عليه.

وفي مقتطفات من كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، زبيغنيو بريجنسكي بعنوان “رقعة الشطرنج الكبرى”، يذكر فيه أن كلاً من تركيا وإيران، الدولتين الأكثر قوة في شرق البلقان واللتين تقعان على حدودها الجنوبية، ضعيفتين من حيث الإمكان ومكشوفتين أمام الصراعات العرقية الداخلية، ليتضح لنا أن ما يظهر لتحقيق مشروع “الشرق الأوسط الجديد” من أمريكا وإسرائيل ما هو ألا جزء من المخطط الكبير للمشروع الصهيو – أميركي.

إن المتابع لتطورات الشرق الأوسط يدرك تماماً بأن واشنطن قد بدأت فعلاً بتقسيم هذا الشرق من خلال علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية، ليشمل التعاون الإقتصادي، والذي ركز عليه شمعون بيرس لتحقيق السلام المزعوم، وها هي بعض دول الخليج بدأت بتأمين مقعد لـ “نتنياهو” في باقي الدول العربية التي تعتبر مصدر قلق لإسرائيل