كيف تنجح إيران في مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل رغم الغارات الجوية ؟

رأت وسائل إعلام عبرية، أن استمرار إيران في إطلاق الصواريخ البالستية على المدن والمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عام 48، على الرغم من الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة، هو إنجاز يمكن أن يُعزى إلى العقيدة العسكرية طويلة الأمد للجمهورية الإسلامية، والبنية الأساسية اللامركزية، وتكتيكات البقاء المتطورة.

وقالت صحيفة /جروزاليم بوست/ العبرية في تقريرها الصادر اليوم الثلاثاء : إنه وفقًا لتقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأت إيران الصراع الحالي، بنحو 2000 صاروخ باليستي متفاوتة المدى والنوع، مشيرة إلى أن هذه الصواريخ شكلت تهديدًا للأراضي الفلسطينية المحتلة عبر بضع مئات من أنظمة الإطلاق.

عقيدة صناعية واستراتيجية

وقالت الصحيفة: على مدى أكثر من عقدين من الزمن، ركزت استراتيجية الصواريخ الإيرانية على ثلاثة مكونات أساسية: صناعة دفاعية محلية متقدمة للغاية قادرة على الهندسة العكسية وتكرار التكنولوجيا الأجنبية، وتطوير قدرات الإنتاج المستقلة، والتصنيع التسلسلي لمجموعة متنوعة من الصواريخ ومنصات الإطلاق.

وأضافت أن الحرس الثوري والجيش الإيراني النظامي، استثمر بشكل كبير في بناء ترسانة سيكون من الصعب تحييدها بضربة واحدة أو حملة واحدة.

تعزيز القدرة على البقاء

وأوضحت أنه بعد رصد دقيق لقدرات الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو الإسرائيلي، وخاصةً تلك التي تُوجه قوتها إلى ما يُسمى “الدائرة الثالثة” (إيران والعراق واليمن)، أعطت طهران الأولوية لمسألة البقاء. ويشمل ذلك تعزيز مخزونات الأسلحة، وأساطيل الطائرات المسيرة، ومنصات الصواريخ.

ولتحقيق هذه الغاية، نشرت إيران أنظمة دفاع جوي متعددة عبر أراضيها، بما في ذلك منصات محلية الصنع، وأنظمة آسيوية الصنع، وبطاريات إس-300 الروسية، بهدف تشكيل درع وقائي ضد الغارات الجوية.
نظام إطلاق متعدد الطبقات
وتتضمن عقيدة إيران ثلاثة أنواع من أنظمة إطلاق الصواريخ الباليستية: منصات إطلاق ثابتة، ومتحركة، وتحت الأرض.

وقالت الصحيفة العبرية: إن منصات الإطلاق الثابتة هي مواقع ثابتة فوق الأرض يسهل مراقبتها واستهدافها، وخاصة عبر صور الأقمار الصناعية.

فيما تُركَّب منصات الإطلاق المتنقلة على مقطورات شبه مُموَّهة، وتُحرَّك هذه المنصات باستمرار لتجنب اكتشافها، ويبقى بعضها مخفيًا في المناطق الحضرية أو النائية، بينما يُوزَّع بعضها الآخر في حالات الطوارئ.

وادعت الصحيفة أن إيران، قامت ببناء مجمعات تحت الأرض واسعة النطاق تسمح بعمليات الصواريخ الكاملة – النقل والتحميل والتزويد بالوقود والإطلاق – كل ذلك تحت السطح، مشيرة إلى أن إيران عرضت علناً بعض هذه المنشآت تحت الأرض لردع الهجمات المحتملة من قبل إسرائيل أو دول الخليج.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير للصحيفة: “إن مواجهة الصواريخ الإيرانية عملية معقدة، تشمل الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إسرائيل دفعت ثمناً باهظاً في ظل العدد الكبير من القتلى والإصابات.

وبدأت دولة الاحتلال فجر الجمعة الماضي، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم “استباقي” وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن العملية “غير المسبوقة” تهدف إلى “ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى”.

وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، خلف حتى مساء الأحد، نحو 19 قتيلا وأكثر من 450 مصابا، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية وإعلام عبري.

للمزيد

رفض الرئيس ترامب التفاوض ويطلب استسلاماً إيرانياً

شاركت في غزو العراق … نشر قاذفات “بي-52” في قاعدة جوية بالمحيط الهندي