لأنَّ مساحة البودكاست في المحتوى العربي تزداد بصورة لافتة وتزداد أعداد المستمعِين والمشاهدِين، فإنَّنا نعتقد أنَّ الفرصة مواتية جدًّا لتقديمِ مختلف أنواع الدَّعم والتَّشجيع الممكنة لهذا الإعلام الَّذي أخذ بالانتشار في مختلف اللُّغات ويلقَى قَبولًا وتفاعلًا واسعًا في المُجتمعات.
وبما أنَّ غالبيَّة جمهور البودكاست من ممارسي الرِّياضة بمختلف أنواعها،
يُمكِن اقتراح ما يُسهم في جذب الجمهور للاستماع إلى قنوات البودكاست بجميع اتِّجاهاتها، ولا ضَير أن تبادرَ وزارات الرِّياضة والشَّباب بوضع بوسترات وإعلانات في القاعات الرِّياضيَّة في مختلف المُدُن، لتشجيعِ الشَّباب والشَّابَّات على استثمار وقت الرِّياضة بالاستماع إلى بعض برامج البودكاست كُلٍّ حسب رغبته وتوَجُّهه الثَّقافي والمعرفي.. وبالإمكان وضع ملصقات تشجِّع على الاستماع لبودكاست معيَّن أو التَّثقيف بصورة عامَّة على قضاء بعض الوقت في الاستزادة المعرفيَّة من أحد البرامج، وبصورة عامَّة يُمكِن القول إنَّ الغالبيَّة العظمى من برامج البودكاست تزخر بالمعلومات وتنطوي على تجارب جيِّدة، إذ يحرص القائمون عَلَيْها على اختيار موضوعات مفيدة وضيوفًا متميِّزين، كما أنَّ طريقة تقديم الضُّيوف وتناول الموضوعات بسيطة وتُناسب جميع الأعمار، ويُمكِن للجهات المعنيَّة بالأمْر أن تستخدمَ منشورات تشجِّع ممارسي الرِّياضات على نقْلِ موجةِ استماعهم من الأغاني إلى حقولٍ معرفيَّة وبِدُونِ ضغوطات، فالَّذي يستمتع بما يختار لا بُدَّ من احترام اختياره، لكن ـ وكما يعرف الجميع ـ فإنَّ التَّثقيف على قضاء وقت الرِّياضة بالاستماع لمواد لا تُضيف للمعرفة شيئًا، قد حصل بسبب موجة غزو تلك البرامج للشَّباب على مستوى العالَم، يضاف إلى ذلك أنَّ أعدادًا ليسَتْ قليلة من روَّاد القاعات الرِّياضيَّة، رُبَّما لم يسمعوا بموجات البودكاست وما تقدِّمه من برامج مُفيدة ومُمتعة.
لا توجد إحصاءات عن برامج البودكاست في المحتوى العربي وليسَتْ هناك دراسات تتحدث عن أعداد مستخدمِيه والفئات العمريَّة والرِّجال والنِّساء، لكن طالما أنَّ عددَ المشاهدات الَّتي يوردها اليوتيوب تُشير إلى أعداد كبيرة من المشاهدات، فذلك يؤكِّد ازدياد الإقبال على متابعات برامج البودكاست، وثمَّة تباين في المشاهدات اعتمادًا على عدَّة عوامل، يقف في المقدِّمة مِنْها طبيعة المحتوى وطريقة عرض المعلومات وأُسلوب المحاور وغزارة معلومات الضَّيف، ويَجِبُ أن لا ننسَى وجود التقنيَّات الفنيَّة الجاذبة من طريقة التَّصوير وجودة الصَّوت وبساطة المكان وسهولة الحوار.
إنَّ فكرة جذب أكبر عددٍ ممكِن من الشَّباب لمتابعة برامج البودكاست، الَّذي يستهدف بالأساس المستمعِين يعني أنَّ أكبر شريحة من ممارسي الرِّياضة وأصحاب المِهن والحِرف الَّتي لا تحتاج إلى التَّركيز الذِّهني ستدخل في هذا المضمار المعرفي، ومِثل هذا التَّوَجُّه وربط النَّاس ببرامج الغالبيَّة العظمى مِنْها ذات محتوى مفيد، سيكُونُ له انعكاسات إيجابيَّة جدًّا في زمن يزداد فيه الإقبال على منصَّات لا تقدِّم إلَّا المحتوى الَّذي يُمكِن وصفُه بالسَّيِّء والَّذي لا يُفيد بشيء على الإطلاق.
لا ضَير أن يشملَ التَّثقيف على الاستماع لبرامج البودكاست أثناء ممارسة الرِّياضة، بمبادرة بلديَّات بعض المُدُن لحملة تثقيف في المتنزَّهات وأماكن الرِّياضة المنتشرة في الأحياء.
«الألماس» الدموي مقالا للكاتب وليد الزبيدي