أثار نبأ اعتقال الرئيس السابق لفرع التحقيق في إدارة المخابرات الجوية، العميد سالم داغستاني، اليوم الأربعاء، ردود فعل واسعة، ما يطرح تساؤلات حول تاريخه إبان حقبة نظام بشار الأسد.
ووفق وسائل إعلام محلية، يعد العميد سالم داغستاني من الشخصيات البارزة في النظام السوري السابق، إذ شغل عدة مناصب حساسة في الأجهزة الأمنية.
تصفية المعتقلين
بعد انطلاق الاحتجاجات السلمية في آذار عام 2011، تولى كل من العميد عبد السلام والعميد نزيه ملحم مسؤولية التحقيق مع المعتقلين في إدارة المخابرات الجوية، والذي بلغ عدد منسوبيه حوالي 388 عنصرًا آنذاك.
واشرف العميدان على أعمال التعذيب وتصفية المعتقلين الذين كان يتم إرسالهم من جميع المحافظات السورية إلى فرع التحقيق، وشاركهما في ارتكاب الانتهاكات كل من العميد سالم داغستاني، الرائد سهيل الزمام، الرائد طارق سليمان، والنقيب باسم محمد.
سجن صيدنايا
وترأس داغستاني قسم التحقيق في سجن صيدنايا، وهو سجن شهير في سوريا عرف بممارسات التعذيب القاسية ضد المعتقلين.
ويقع سجن صيدنايا في شمال دمشق، وهو من أكبر السجون العسكرية وأكثرها قسوةً في سوريا، حيث أُنشئ عام 1987.
ووفق تقرير لمنظمة العفو الدولية في 7 فبراير/شباط عام 2017، احتجز السجن الآلاف من المعتقلين والسجناء، وكان يعج بممارسات التعذيب المنهجي.
ملف “المصالحات”
كما شغل داغستاني منصب رئيس اللجنة الأمنية في منطقة الغوطة الشرقية، إذ لعب دورًا محوريًّا في تنفيذ ما عرف بملف “المصالحات” في تلك المنطقة، التي شهدت صراعًا دامٍ في إطار الحرب الأهلية السورية، وفق وسائل إعلام محلية.
ردود فعل واسعة
وقال أحد النشطاء على “إكس”: “العميد المجرم سالم داغستاني الذي تمكنت قوى الأمن العام من إلقاء القبض عليه اليوم، كان شريكا للعميد في المخابرات الجوية عبد السلام محمود، والذي تم إدراجه بوقت سابق على قائمة العقوبات الأمريكية بسبب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تتمثل بقتل وتعذيب المعتقلين”.
وقال آخر: “إلقاء القبض على العميد سالم داغستاني الرئيس السابق لفرع التحقيق في إدارة المخابرات الجوية، والمتورط في ارتكاب جرائم حرب. شغل سابقاً منصب رئيس قسم التحقيق في سجن صيدنايا، ورئيس اللجنة الأمنية في منطقة الغوطة الشرقية، حيث كان له دور محوري في تنفيذ ما يُعرف بـ(ملف المصالحات)”.
وجرى تحويل العميد داغستاني إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه، وفق الإعلام السوري.