إبن شياع يهنئ الآشوريين والكلدانيين بعيد رأس السنة البابلية (أكيتو)

رأس السنة البابلية

هنأ رئيس مجلس الوزراءمحمدشياعالسوداني، اليوم الثلاثاء، الآشوريين والكلدانيين والسريان بعيد رأس السنة البابلية (أكيتو).

وذكرت مكتبالسوداني في بيان ورد لصحيفة العراق ، ان ” بمناسبة حلول عيد رأس السنة الميلادية (أكيتو)، نتقدم بأحر التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا العزيز، ولا سيما إلى أهلنا من الآشوريين والمسلمين والسريان الذين يحتفلون بهذا العيد العريق الذي يجسد عمق حضارتنا وثراء تراثنا”.

وتابع، انه ” يتزامن هذا العيد التاريخي هذا العام مع عيد الفطر المبارك، ننتهز هذه المناسبة للتأكيد على قيم الخير والآخي التي تشكل مصدر قوة لوطننا العزيز، وعلى أهمية تعزيز التعايش السلمي بين أطياف شعبنا، وعمق روح المواطنة التي تجمعنا جميعًا تحت راية العراق الواحد والأمل بمستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا لبلدنا وشعبنا الكريم”.

وأضاف، انه ” كل عام والعراق أكثر ازدهارًا ووحدة واستقرارًا”.

نبذة مختصرة 

اَكيتو (بالسومرية: أكيتي سنونم) (ريش شاتين بالأكادية) (بالأشورية: ܪܫܐ ܕܫܢܿܬܐ ܐܫܘܪܝܬܐ)، هو عيد رأس السنة لدى الحضارة السومرية والبابلية والأكادية وصولا للحضارة الآشورية ويبدأ عيد رأس السنة الجديدة في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثنا عشر يوماً. ويعود الاحتفال برأس السنة الآشورية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين في العراق وسوريا سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.

من الجدير بالذكر أن تأريخ يوم السومريون كان يعتمد على عدة عناصر طبيعية وأهمها القمر، فقد كان معلوما بأن شهر «نيسانو» (نيسان) يبدأ بحسب التقويم الآشوري العراقي بليلة الاعتدال الربيعي، إلا أنّ المدوّنات الأثرية تبقى المرجع الأوّل والأخير ومنها الألواح المسمارية التي اخذت من العراق في متحف لندن.وترتبط جذور المناسبة بأصل زراعي يتعلق بموسم حصاد الشعير، ويعتقد بأن اتفاقا حصل قديما بين شعوب بلاد ما بين النهرين على أن يكون الاحتفال في الربيع، إذ يمثل تفتح الحياة وموسم الحصاد.

عند الشعوب القديمة كان الشهر القمري يبدأ مع القمر الجديد. من الجدير بالذكر يأن طول هذه الفترة كان حوالي 29 يوم و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثواني يتوسطها اكتمال القمر مرّة واحدة شهريا، مما يعني بأنه لا يمكن تحديد تاريخ مرقـّّم لرأس السنة الجديدة لأن القمر الجديد سيتغيّر تاريخه الرقمي كل سنة بالتقويم الحديث.

معنى أكيتو

حول المعنى الدقيق لكلمة «أكيتو» السومرية الأصل، لم يتوصل الباحثون لشيء، ولكنهم أشاروا إلى أنها تعني «بداية» أو «عتبة»، بل إن البعض رأى أنها كلمة دخيلة على اللغة السومرية وغير موجودة فيها ولا في البابلية، في حين يقال إنها تعني رأس السنة الآشورية.

ويُصر أبناء بعض الطوائف المسيحية في العراق على التمسك بهذا العيد، إذ إن المناسبة تحمل قدسية خاصة ممزوجة بطابع جمالي مستمد من هدوء وجمال الطبيعة، بالإضافة إلى ارتباطها بالخصوبة، ولكنه عند البابليين كان مرتبطا بمناسبة دينية مهمة، وهي ما يعتبرونه انتصار الإله مردوخ على الإله تيامات.

يعتقد أن المناسبة كانت في فترات من الزمن عيدا دينيا شعبيا تشارك فيه الآلهة والملوك وسكان المدن التي تحتفل بأكيتو، وكانت بدايته على شكل احتفالات صغيرة تقام في مصلى صغير، وبمرور الزمن تحوّل إلى احتفال كبير يقام في المعبد البابلي.

يشار ألى أن الكلدان العراقيين ما زالوا يمارسون الطقوس الدينية وتقديم الذبائح والصلوات وقراءة القصص البابلية للخلق، والتي تحكي عن «اتحاد الآلهة»، رغم أنه احتفال قومي

احتفال رأس السنة البابلية، أو أكيتو، هو أهم حدث في التقويم الديني وله تألق خاص في بابل.

بابل
بابل

يصادف هذا العيد الاعتدال الربيعي (آذار- نيسان) ويستمر اثني عشر يوماً يتم خلالها الاحتفال بالآلهة مردوخ ونابو وكذلك مدينة بابل. يتم الوصول إلى ذروتها في اليوم الثامن، أثناء الموكب الذي يجمع بين ملك بابل وملك الآلهة مردوخ. يقام هذا الحفل على شارع الموكب ويمر تحت بوابة عشتار الشهيرة، لينتهي خارج الأسوار في معبد أكيتوحيث يتم أداء الطقوس خلال الأيام الأخيرة من المهرجان.

عيد أكيتو في الأصل هو احتفال زراعي كان يقام في الربيع والخريف، ثم اتخذ بعداً جديداً من خلال ارتباطه بالعام الجديد، جاءت المعلومات عنه من خلال كتابات الألف الأول للفترة الآشورية الحديثة والبابلية الجديدة. العيد في بابل يشتمل على الطقوس والتضحيات والمواكب التي تنطوي على الحكام وتماثيل الآلهة، وتلاوة أسطورة ملحمة الخلق واستقراء الوحي للسنة القادمة، خاصة تثبيت قدرملك بابل.

مع أن كهنة معبد مردوخ ومن بينهم كاهنهم الأعلى كان لهم مكاناً بارزاً في الاحتفالات، فإن لهذا العيد أيضاً أهمية سياسية عميقة، فمع تجدد السنة تتجدد شرعية الملك. لذلك فإن عيد أكيتو هو أحد أسس شرعية الملك وآلهته الرئيسية وكذلك بابل عاصمته الدينية والسياسية.