أعادت حادثة مدينة مانهايم الألمانية إلى الأذهان سلسلة من الهجمات المشابهة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، سواء عبر الدهس أو الطعن، ما يثير قلقًا متزايدًا بشأن تصاعد موجة العنف في المجتمع الألماني.
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس، بعد انتشار دعوات على منصات التواصل الاجتماعي مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي تحرض على تنفيذ هجمات ضد تجمعات شعبية في عدة مدن، من بينها كولونيا ونورمبرغ.
حوادث متكررة
وفي السياق يقول حسام الحداد، الباحث السياسي، إن الأشهر الأخيرة شهدت تزايد العنف العشوائي، ما تسبب بسقوط قتلى وإصابات؛ منها حادثة الطعن في ميونيخ التي خلفت إصابات عديدة، والاعتداء الذي وقع في مانهايم في مايو الماضي عندما هاجم رجل تجمعًا لحركة “باكس أوروبا” المناهضة للإسلام.
التوترات الداخلية
ويضيف ” الحداد”، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن تكرار هذه الاعتداءات يعكس مزيجًا من التهديدات، سواء من متطرفين إسلاميين يسعون لتنفيذ هجمات فردية أو من عناصر يمينية متطرفة تستهدف الأقليات والمهاجرين، ما يزيد من التوترات داخل المجتمع الألماني.
تحديات متزايدة
ويتابع: “يطرح هذا الواقع تساؤلات جوهرية حول دور التيارات المتطرفة سواء الإسلاموية أو اليمينية المتشددة في تأجيج هذه الظاهرة، وتأثير المناخ السياسي العام في أوروبا على تصاعد العنف.
ففي الوقت الذي تسعى فيه الأجهزة الأمنية إلى احتواء هذه التهديدات، تواجه تحديات متزايدة بسبب طبيعة العمليات الفردية التي يصعب التنبؤ بها وإحباطها قبل وقوعها”.
ويطرح الباحث السياسي سؤالًا في ظل هذا السياق المعقد: هل تتجه ألمانيا إلى مرحلة جديدة من العنف المنفلت، أم أن هناك استراتيجيات أكثر فاعلية يمكن تبنيها للحد من هذه الظاهرة؟
نمط متكرر
ويشير إلى أنه اللافت في حوادث ألمانيا أنها تتبع نمطًا متكررًا قائمًا على هجمات فردية ينفذها أشخاص غير مرتبطين مباشرة بجماعات إرهابية منظمة، وهو ما يعرف بـ”الذئاب المنفردة“.
وهذه الاستراتيجية جعلت من الصعب على أجهزة الأمن توقع الهجمات أو إحباطها قبل وقوعها، إذ أن منفذيها غالبًا ما يكونون أشخاصًا غير مدرجين على قوائم المراقبة الأمنية، ولا يتواصلون مع خلايا تنظيمية يمكن رصدها، هذا التطور يعكس تحولات في طبيعة التهديدات الإرهابية.
ويختتم بقوله: لم تعد العمليات تعتمد على التخطيط المركزي المعقد، بل باتت تعتمد على التحريض الفردي، ما يزيد من صعوبة مكافحتها ويجعل أي تجمع بشري هدفًا محتملاً للعنف العشوائي.
من هو مرتكب حادث الدهس في المانيا ؟