بهدف الحديث عن الأمراض العقلية التي تصيب الأمهات في أثناء الحمل وبعده ويلفت اليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات الانتباه إلى الاهتمامات الأساسية المتعلقة بالصحة العقلية للأمهات والأسر،
إذ إن التغيرات الحياتية المحيطة بالحمل تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية. يحل اليوم العالمي للصحة النفسية للأمهات في 1 مايو/أيار من كل عام
وتتزامن مع الحدث إقامة أسبوع التوعية بالصحة النفسية للأمهات 2024، خلال الفترة من 29 أبريل/نيسان حتى 5 مايو/أيار، وهي الحملة التي تستمر لمدة أسبوع، وموضوع هذا العام هو “إعادة اكتشافك”.
ويهدف هذا الأسبوع إلى رفع مستوى الوعي العام والمهني حول الأمراض العقلية في الفترة المحيطة بالولادة، والدفاع عن النساء المتأثرات به، ومساعدتهن في الوصول إلى المعلومات والرعاية والدعم الذي يحتجن إليه للتعافي.
يشير مصطلح الصحة النفسية في الفترة المحيطة بالولادة إلى الصحة النفسية والعقلية للمرأة في أثناء فترة الحمل وخلال السنة الأولى بعد الولادة.
ويشمل ذلك على سبيل المثال: اكتئاب ما قبل الولادة، واكتئاب ما بعد الولادة، والقلق، واضطراب الوسواس القهري في الفترة المحيطة بالولادة، وذهان ما بعد الولادة، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
ويمكن أن تكون هذه الأمراض خفيفة أو معتدلة أو شديدة، وتتطلب أنواعًا مختلفة من الرعاية أو العلاج. وإذا لم يتم علاج هذه الأمراض، فقد يكون لها تأثير مدمر على النساء وأسرهن، وفقا لموقع لهيئة الخدمات الصحية البريطانية.
وبهذه المناسبة، نسلط الضوء على بعض أهم الأرقام والمعلومات المتعلقة بالصحة النفسية للأمهات، وأبرزها:
– تعاني واحدة من كل 5 أمهات جدد من نوع ما من اضطراب المزاج والقلق في الفترة المحيطة بالولادة.
– لا يتم تشخيص أكثر من 75% من النساء ولا يتلقين العلاج والدعم المناسبين.
– 7من كل 10 نساء يخفين أعراضهن أو يقللن من أهميتها.
– 20-25 % من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض أو ولادة جنين ميت، ما يؤثر على الصحة العقلية للأم لتعاني من اكتئاب ما بعد الولادة.
– تؤثر اضطرابات مزاج الأم في الفترة المحيطة بالولادة على الأسرة بأكملها، إذ يصاب 1 من كل 10 آباء بالاكتئاب خلال هذه الفترة.
– يمكن للنساء من جميع الثقافات والأعمار ومستويات الدخل والعرق أن تتطور لديهن اضطرابات المزاج والقلق في الفترة المحيطة بالولادة.
– يمكن أن تظهر الأعراض في أي وقت في أثناء الحمل وخلال الأشهر الـ 12 الأولى بعد الولادة.
– في حالة قتل الأطفال، تعتبر النساء في بعض الأحيان مجرمات بدلاً من اعتبارهن مريضات بحاجة إلى العلاج.
– تؤدي زيادة الوعي إلى دفع التغيير الاجتماعي بهدف تحسين جودة الرعاية للنساء اللاتي يعانين من جميع أنواع اضطرابات ما بعد الولادة، والحد من وصمة العار المرتبطة بالمرض العقلي الأمومي.
نصائح لتحسين الصحة النفسية للنساء
إليك كيفية ترتيب أولويات صحتك العقلية لتجنب المشكلات ومعالجتها قبل فوات الأوان
1- التعرف على الأنماط السلوكية
عادة ما ترى النساء من حولك يعتنين بالآخرين منذ سن مبكرة، والتى غالبًا ما تكون لها الأسبقية على احتياجاتهن الخاصة.
بالنظر إلى أن الكثير يتم تعلمه من خلال مراقبة بيئتك، فإن هذا النمط السلوكي يضبط “الذات” بطريقة تقلل من اهتمامات الفرد، سواء في الحياة اليومية أو فيما يتعلق بالأهداف الأكبر، ومن المهم أن تدرك هذا وأن تبدأ بخطوات صغيرة لتحديد الخيارات لرفاهيتك.
2- اعترفى احتياجاتك
قد تؤدى المسئوليات المتعددة مثل رعاية الأطفال والأعمال المنزلية والأسرة والعمل إلى ترك مساحة صغيرة للاعتراف باحتياجاتك، ومع ذلك فإن الشعور بالذنب فى عدم القيام بما يكفى أو أخذ إجازة لنفسك قد يستهلكك وهذا يمكن أن يؤدى إلى ضغوط جسدية ونفسية ويمكن أن يجعلك تشعرين بالإرهاق تأكدى من التوقف مؤقتًا للتفكير فى مشاعرك، أثناء إدارة الأدوار الخاصة بك، من المهم بنفس القدر الاعتراف باحتياجاتك الفردية ولا تترددى فى طلب الدعم عندما تحتاجينه.
3- الامتناع عن استيعاب الأفكار النمطية
التكيف الاجتماعى لمعظم النساء الذى يأتى من خلال الأسرة والمجتمع والإعلام يدور حول المثالية، الصورة المثالية للذات أو الجسد غالبًا ما يتم تعزيزه من خلال المحادثات أو من خلال إنشاء معايير جمال غير واقعية، والتى تستمر فى إدامة الصور النمطية لما هو مرغوب فيه أو متوقع.
وغالبًا ما يشكل هذا تقديرًا للذات يشعر دائمًا بأنه “ليس جيدًا بما فيه الكفاية”، وعلى الرغم من تقديم أفضل ما لديك واتخاذ الخيارات الصحيحة فإن “الشك الكامن فى النفس لا يسمح لك بالشعور بالثقة والبدء فى التأثير على صحتك العقلية. قومي بتقييم جهودك وتعرفي على نقاط قوتك وابتعدي عن الحكم وادعمي نفسك بكل ما تفعله.
4- حددى أولوياتك واستثمرى فى صحتك
ثقفى نفسك بالمعلومات الصحيحة عندما يتعلق الأمر بصحتك الجسدية والعقلية، اتخذى تدابير فعالة للاستثمار فيها من خلال التعرف على العلامات، وضمان الفحوصات المنتظمة، وتطوير العادات التي تتوافق مع رفاهيتك.
ممارسة الرياضة البدنية والسعي وراء الاهتمامات وقضاء الوقت مع أحبائهم، والحفاظ على النوم الكافى، وطلب المساعدة عند الحاجة، كلها أمور ضرورية للصحة العقلية الإيجابية.
لماذا تعاني النساء من الضغط النفسي والإجهاد أكثر من الرجال؟
عندما قرأت جيا، التي تقيم في مدينة مانهاتن الأمريكية، كتاب شيريل ساندبرغ الأكثر مبيعا في عام 2014 والذي يحمل اسم “لين إن”، قررت اتباع النصيحة التي تقدمها رئيسة العمليات في شركة فيسبوك، في هذا الكتاب.
تقول جيا، التي طلبت حجب اسم عائلتها حتى لا يؤثر ذلك على مسيرتها المهنية: “كنت قد تخرجت للتو من كلية إدارة الأعمال بإحدى الجامعات التابعة لما يسمى برابطة اللبلاب الأمريكية، وكنت متحمسة للغاية وأحببت الفكرة التي تروج لها ساندبرغ في هذا الكتاب. لقد شعرت بأن تعلم الترويج للذات هو أمر قوي للغاية، وكنت على استعداد بنسبة 100 في المئة لإثبات أنني المرأة التي يمكنها القيام بكل شيء: أن أكون امرأة عاملة ذات نفوذ كبير، وأما عظيمة في الوقت نفسه”.
لكن اليوم، تتحدث السيدة البالغة من العمر 38 عاما بلهجة مختلفة تماما، إذ تقول إنها تشعر منذ سنوات بأنها تتعرض للإهمال فيما يتعلق بالترقيات وزيادة الرواتب في العمل لأنها أنثى، خاصة بعد أن أصبحت أما عام 2018.
ومنذ ذلك الحين، تحملت جيا العبء الأكبر من مسؤوليات رعاية الأطفال لأن زوجها، الذي يعمل كمصرفي، يسافر بشكل متكرر نتيجة ظروف عمله. وتضيف أن هذا جعل زملاءها ومديريها – ومعظمهم من الذكور – يأخذون انطباعا غير حقيقي عنها بأنها لا تعمل باحترافية.
ثم عندما تفشى فيروس كورونا، بدا الأمر كما لو أن جميع العوامل التي تعوق تقدمها قد اتحدت سويا. وعندما أغلقت دار الرعاية التي كانت ابنتها تذهب إليها خلالالنهار في مارس/آذار 2020، أصبحت جيا مضطرة إلى رعاية طفلتها بينما تحاول القيام بواجبات عملها في الوقت نفسه.
تقول عن ذلك: “كنت غير متحمسة تماما، لأنني شعرت وكأنني كنت أقضي كل ساعات اليوم وأنا أحاول عدم السقوط من على جهاز مشي يتحرك بسرعة! لكن في الوقت نفسه، شعرت أنه لم تعد هناك ثقة كبيرة في قدرتي على القيام بعمل جيد. لقد شعرت بأن مسيرتي المهنية تتدهور ولا يمكنني القيام بأي شيء حيال ذلك”.
وفي أوائل عام 2021، أخبرها الطبيب المعالج لها بأنها تعاني من الاحتراق النفسي. تقول جيا إنها لم تكن تعاني من أي مشاكل ذهنية قبل ذلك، وتضيف: “لكنني الآن أحاول كل أسبوع أن أحافظ على سلامتي العقلية دون أن تتأثر”.
وتعد قصة جيا مثالا حيا لعدم التوازن المتأصل بعمق في المجتمع، وهو الأمر الذي برز، بل وتفاقم بشكل كبير، منذ تفشي الوباء. فلأسباب متعددة، لا تزال النساء، وخاصة الأمهات، أكثر عرضة من الرجال لتولي مجموعة أكثر تعقيدًا من المسؤوليات على أساس يومي، والتي تكون غالبا في صورة أعمال منزلية غير مدفوعة الأجر وعمل مهني مدفوع الأجر.
وعلى الرغم من أن الضغط الذهني الناتج عن هذه المسؤوليات كان واضحا منذ عقود، إلا أن تفشي فيروس كورونا ألقى الضوء على هذه المشكلة بشكل خاص.
وتشير الإحصاءات إلى أن النساء يعانين من الضغط النفسي والإجهاد أكثر من الرجال، وأن الأمهات العاملات يعانين أكثر من الآباء العاملين. قد يكون لذلك تأثيرات متعددة على عالم العمل في مرحلة ما بعد الوباء، وهو ما يجعل من المهم للغاية أن تجد الشركات والمجتمع بشكل عام، طرقًا لتقليل هذا الاختلال في التوازن.
وكانت البيانات الحديثة التي تدرس على وجه التحديد تعرض النساء للضغط النفسي، مثيرة للقلق. ووفقا لمسح أجراه موقع “لينكد إن” على ما يقرب من 5,000 أمريكي، قالت 74 في المئة من النساء إنهن يتعرضن لضغوط شديدة أو قليلة لأسباب تتعلق بالعمل، مقارنة بـ 61 في المئة فقط من الذكور العاملين.
ووجد تحليل منفصل أجراه معهد “غريت بليس تو ويرك” المتخصص في الاستشارات في مكان العمل، وشركة “مافن” الناشئة في مجال الرعاية الصحية، أن الأمهات اللاتي يعملن بأجر، أكثر عرضة بنسبة 23 في المئة للإرهاق من الآباء الذين يعملون بأجر. وأظهر التحليل أن ما يقدر بنحو 2.35 مليون أم عاملة في الولايات المتحدة عانين من الضغط النفسي منذ بداية الوباء، وتحديدا “بسبب المتطلبات غير المتكافئة من المنزل والعمل”.
ويتفق الخبراء عموما على أنه لا يمكن تحديد سبب واحد لإصابة النساء بالضغط النفسي، لكنهم يقرون على نطاق واسع بأن طبيعة المجتمع والمعايير التي تعتمد على نوع الجنس تلعب دورا مهما في هذا الصدد. فعلى سبيل المثال، ترتبط أوجه عدم المساواة في مكان العمل ارتباطًا وثيقًا بأدوار الجنسين التقليدية.
وفي الولايات المتحدة، لا تزال المرأة تكسب في المتوسط حوالي 82 سنتا مقابل كل دولار يكسبه الرجل، وهناك فجوة مماثلة في الأجور في العديد من البلدان في أوروبا.
ولا تنشر الشركة التي تعمل بها جيا البيانات التي تكشف الفجوة في الأجور بين الجنسين، لكن جيا تعتقد أن هذا الأمر موجود بالفعل في الشركة. وعلاوة على ذلك، تعتقد جيا أن العديد من أقرانها الذكور يحصلون على رواتب أعلى منها، وهو ما يسبب لها قدرا كبيرا من التوتر.
وتقول: “فكرة أنني قد أكون أقل قدرة على الترويج لنفسي محبطة للغاية، لكنني أيضا لا أريد أن أجعل نفسي غير محبوبة في العمل من خلال طلب المزيد من المال في الوقت الذي أطلب فيه بالفعل من الشركة توفير مكان يمكنني فيه تقديم الرعاية اللازمة لابنتي. إنها معركة داخلية مستمرة”.
وتربط الأبحاث بين الدخل المنخفض ومستويات التوتر المرتفعة والصحة العقلية السيئة بشكل عام. لكن العديد من الدراسات أظهرت أيضا وبشكل أكثر تحديدا أن حالات الضغط النفسي بين النساء أكبر بسبب الاختلافات في ظروف العمل.
وفي عام 2018، نشر باحثون من جامعة مونتريال دراسة تتبعت 2,026 عاملا على مدار أربع سنوات. وخلص الأكاديميون إلى أن النساء أكثر عرضة للإرهاق والضغط النفسي من الرجال، لأن احتمالية ترقية النساء أقل من الرجال، وبالتالي من المرجح أن يشغلن مناصب ذات سلطة أقل، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة التوتر والإحباط.
ووجد الباحثون أيضا أن النساء كن أكثر عرضة لرعاية أسر ذات عائل وحيد، والمعاناة من الإجهاد المرتبط بالأطفال، وقضاء وقت أكبر في المهام المنزلية، وانخفاض احترام الذات – كل هذه الأشياء يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإرهاق والضغط النفسي.
تمكين النساء لإدارة صحتهنّ بنفسهنّ
كلّنا متفقون على أن في عافيتنا ورفاهنا على رأس أولوياتنا التي نريد الاستثمار فيها، كي نكون قادرين على الاعتناء بصحتنا العاطفية والبدنية والنفسية. لكن هذا لا يتحقق دائماً إذا ما انتفت المعلومات الموثوقة والأدوات المناسبة والخيارات المنطقية وغاب الدعم الكافي.
لكن الرعاية الذاتية باتت تغير اليوم شكل الرعاية الصحية، حيث تركز على تزويد الناس بما يلزم وتأتمنهم على أداء دور محوري في صحتهم. وهذا قد يعني بالنسبة للنساء تحولاً هاماً يُمكّنُهُنّ من اتخاذ القرارات المتعلقة برعايتهم، مما يمنحهنّ استقلاليةً لم يكنّ يحظين بها من ذي قبل ربما.
وقد رأت أطباء بلا حدود في برامجها أيضاً كيف تعزز الرعاية الذاتية إمكانية الحصول على الرعاية الصحية وتحسّن جودتها.
ونود أن نطلعكم بمناسبة يوم المرأة العالمي على ما يمكن للرعاية الذاتية أن تحققه لتمكين النساء والفتيات في المجتمعات المتضررة بالنزاعات، كي يتمتعن بحياة أفضل كغيرهن من النساء في باقي أنحاء العالم.
ما هي الرعاية الذاتية؟
تُعرّف منظمة الصحة العالمية الرعاية الذاتية على أنها “قدرة الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية على تعزيز الصحة والوقاية من المرض والحفاظ على الصحة الجيدة والتدبير العلاجي للأمراض والإعاقة بدعم من عامل صحي أو من دونه”.
وتعمل أطباء بلا حدود باعتبارها منظمة إنسانية طبية على تبني الرعاية الذاتية في إطار مقاربة تركز على المرضى بحيث تدعم الناس بالمعرفة والمهارات للاضطلاع بمهام الرعاية الذاتية بأمان لكن دون إهمال خدمات الرعاية الصحية الرسمية التي ينبغي أن تتوفر لهم حين يحتاجون إليها أو يرغبون بها.
وتشمل الرعاية الذاتية ما يلي:
التدبير الذاتي للأدوية والعلاجات والفحوصات والحقن والأمور الإدارية.
الفحوصات الذاتية التي تبدأ بجمع العينات، مروراً بإجراء فحوصات الكشف والتشخيص، وانتهاءً باستلام الأدوية والمراقبة الصحية.
التوعية الذاتية التي تشمل المساعدة الذاتية والتثقيف الذاتي والتنظيم الذاتي والكفاءة الذاتية واتخاذ القرارات ذاتياً.
لا تطلب الرعاية الذاتية من الناس الاعتناء بصحتهم بأنفسهم ودون أي دعم، إنما تأتمنهن على تدبير بعض جوانب رعايتهم الصحية إذا ما رغبوا بذلك.
وقد عززت الفحوصات والعلاجات المبسّطة والأجهزة صغيرة الحجم والتكنولوجيا المتنقلة من إمكانيات توفر الرعاية الذاتية خلال الأعوام الأخيرة، وهذا من شأنه أن يعود بفوائد جمّة على النساء والفتيات.
ما أهمية الرعاية الذاتية بالنسبة للنساء؟
الكثير من النساء حول العالم لا يحصلن على خدمات الرعاية الصحية الأساسية ويعانين ايضا من تدبير مشاكلهن الصحية الجنسية والإنجابية التي قد تحمل وصمة عار.
فامرأة من أصل كل أربع نساء بعمر الإنجاب تقريباً لا تزال محرومةً من مانعات الحمل الحديثة التي يمكن أن تساعدها على التخطيط لحملها أو التحكم به. كما أن أكثر من نصف المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً نساء. وفوق هذا لا يزال الإجهاض غير الآمن سبباً رئيسياً للوفيات حول العالم بين النساء الحوامل اللواتي لا تتوفر أمامهن بدائل آمنة.
يشار إلى أن العراقيل الاجتماعية والاقتصادية واللوجستية وغيرها من العقبات التي تقف أمام تأمين الرعاية الصحية قد تتفاقم في أضرارها في ظل العنف والتمييز. كما أن الأزمات الإنسانية الحادة قد تؤدي هي الأخرى إلى استفحال الأوضاع. وقد قاد كوفيد-19 اليوم إلى تفاقم التفاوتات في الخدمات الصحية في هذه السياقات، مُلحقاً الأضرار بنتائج الصحة الجنسية والإنجابية. وصحيحٌ أن عمليات الإغلاق مفروضة لحمايتنا، إلا أنها زادت كذلك من الأخطار التي تواجهها بعض النساء في البيوت.
ويمكن للعقبات التي تنطوي عليها هذه الظروف أن تكون كبيرة جداً لدرجة تدفع النساء إلى تجنّب الذهاب للحصول على الرعاية أو طلبها من الأساس، حتى وإن كنّ بحاجةٍ إليها.
وهنا تقدم الرعاية الذاتية فرصةً للتصدي لهذه المشكلة كما أشارت منظمة الصحة العالمية في أول نسخة على الإطلاق من المبادئ التوجيهية بشأن تدخلات الرعاية الذاتية التي صدرت عام 2019 وأعدتها خصيصاً لتعنى بالصحة الجنسية والإنجابية.