يستعد العراق، إلى جانب سبعة من كبار المنتجين في تحالف أوبك+، للمشاركة في اجتماع عبر الإنترنت يعقد يوم غد الأحد السابع من أيلول/سبتمبر لبحث مستقبل حصص الإنتاج النفطي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من فائض المعروض خلال الربع الأخير من العام 2025.
وكان العراق من بين الدول التي خفّضت إنتاجها ضمن الاتفاقات السابقة، حيث ساهم مع السعودية وروسيا والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعُمان في تقليص نحو 2.2 مليون برميل يوميًا منذ الربع الثاني من العام، لكن استمرار ضعف الطلب المتوقع وتباطؤ بناء المخزونات الصينية يضع دول التحالف أمام تحديات جديدة.
ويُنتظر أن يناقش الوزراء ثلاثة خيارات رئيسية: تعليق الزيادات المقررة، أو المضي في تخفيف التخفيضات، أو العودة إلى تقليص الحصص.
ويؤكد محللون أن أي قرار سيكون له أثر مباشر على العراق الذي يُعد ثالث أكبر منتج في التحالف بعد السعودية وروسيا، ويعتمد بشكل أساسي على عائدات النفط لتمويل موازنته.
وبحسب تقديرات “ستاندرد آند بورز غلوبال”، فإن بعض دول أوبك+، بينها العراق، أنتجت في يوليو/تموز أقل من حصصها المحددة ضمن الاتفاق، في حين تتركز الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى السعودية والإمارات والكويت.
ويرى خبراء أن موقف العراق سيكون حاسمًا في المداولات المقبلة، خصوصًا مع سعي الحكومة لزيادة الإيرادات النفطية وتثبيت حصتها في السوق العالمية، وسط توقعات بانخفاض أسعار خام برنت إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل مع نهاية 2025 إذا استمر فائض المعروض.
و خلال انطلاق أعمال “منتدى بغداد الدوليِّ للطاقة” أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم السبت، أن احتياطي العراق من النفط يبلغ حوالي 150 مليار برميل، مشيراً إلى أن البلاد بإمكانها ان تمد أسواق العالم بالخام على مدى أكثر من قرن من الزمن.
وقال السوداني في كلمة القاها انطلاق أعمال “منتدى بغداد الدوليِّ للطاقة” وحضره مراسل صحيفة العراق، إن العراق تحول خلال سنوات قليلة الى حقل صناعي وتنموي تزدهر فيه قطاع الطاقة وتتسارع فيه وتيرة الإعمار والتنمية.
وأضاف أن احتياطي العراق من النفط يصل الى 150 مليار برميل ليكون في اعلى المراتب على مستوى العالم.
كما أشار السوداني إلى ان النفط العراقي سيستمر بتغذية الأسواق العالمية بما يزيد على 120 عاما على أقل تقديرات، معتبرا أن الحصة التصديرية للعراق لا تتناسب مع حجم الاحتياط والقدرة الإنتاجية وحجم السكان وتوفير الخدمات والأعمار.
وأعرب عن أمله باعادة النظر بحجم حصة العراق النفطية على قدر مؤشرات القدرة الحقيقة، مؤكدا الانفتاح على الشركات النفطية الراغبة في الاستثمار النفط والغاز.
ومنذ بداية عمل الحكومة كان ملف الطاقة حاضر والثروة النفطية ورفع قيمتها وكان إلزام على التعامل مع الثروة النفطية من حيث تهيئة بنية حقيقة لإنتاج النفط.
العراق يدرس خيارات جديدة لتصدير النفط عبر سوريا ولبنان
ذكر وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، يوم السبت، أن العراق يدرس خيارات جديدة في مجال تصدير النفط الخام وذلك عبر دولتي سوريا ولبنان.
وقال عبد الغني في كلمة له خلال انطلاق أعمال “منتدى بغداد الدوليِّ للطاقة” وحضره مراسل صحيفة العراق ، إن العراق كان على مدى قرن ركنا اساسيا في اسواق الطاقة العالمية وهو اليوم يواصل حضوره بمسؤولية في منظمة اوبك، ويسعى دواما الى استقرار الاسواق وضمان التوازن بين العرض والطلب.
هذا وأردف بالقول إن العراق بما يمتلك من النفط واحتياطيات للغاز كبيرة وما يتمتع بها من موقع استراتيجي مؤهل ليكون مركزا محوريا للطاقة العالمية وعنصرا فاعلا في صياغة سياسات سوق النفط والغاز، وكذلك في الحوار على تحول الطاقة.

ولفت عبد الغني إلى أن، العراق لا ينظر إلى الطاقة بمعزل عن البيئة والالتزام بالمناخ بعد انضمامه إلى اتفاق باريس للمناخ، وقد حققنا تقدما ملحوظا من الألتزامات بهذا الاتفاق، وتعمل الحكومة على إعادة بناء المناخ الأخضر المستدام، والبدء بالفعل بدمج مشاريع الطاقة الشمسية والرياح في المنظومات الكهرباء الوطنية.
وتطرق وزير النفط إلى ملف استثمار الغاز، وقال: لقد جعلناه أولوية وطنية بعد أن كان العراق يحرق كميات منه، وقد شرعنا في توسيع شركة غاز البصرة اضافة الى الحقول في ميسان وذي قار وكركوك والاستثمار الكامل للغاز في العام 2030، وإيقاف احراقه في 2029.
وتابع بالقول إن الاستثمار في قطاع الغاز يوفر الكلف العالية للدولة من الاستيراد ويقلل الانبعاثات الكربونية والحرارية، مشيرا إلى أن العراق سيحقق ما يزيد عن 20% من الانخفاضات الحرارية.
نوه عبد الغني إلى أن العراق يعمل على تنويع خطوط تصدير النفط لضمان تدفق آمن ومستقر لأسواق العالم، مضيفا إلى أن العراق يدرس خيارات جديدة للتصدير عبر سوريا ولبنان واستكشاف إمكانيات اخرى اضافة الى تنفيذ مشاريع في مجال طاقات التصدير.

كما و توقع الأمين العام لمنظمة “أوبك” هيثم الغيص، يوم السبت، ان يشهد العالم زيادة غير مسبوقة للطلب على النفط على مدى العقود المقبلة مع زيادة تعداد السكان.
وقال الغيص في كلمة له القاها انطلاق أعمال “منتدى بغداد الدوليِّ للطاقة” وحضره مراسل وكالة شفق نيوز، إن الدراسات تشير الى ان العالم يشهد اقبالا غير مسبوق على الطاقة مع ظهور متطلبات جديدة في سوق الطاقة مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
وأوضح أن الطلب على الطاقة سيكون مصدره الدول النامية في العالم (..) وتشير تقارير أوبك الى أن الوقود الأحفوري 80% ولا تزال باقية على نفس النسبة منذ سنوات، لافتا إلى أن بعض السياسات المناخية لم تراعِ أمن الطاقة، وكلفة التحول، ولا يمكن لأحد أن ينكر الفوائد الجوهرية التي يوفرها النفط ومشتقاته.
ولفت الغيص إلى أن غياب النفط يعطل القدرة على توفير الادوية والمواد الطبية التي تنقذ الأرواح بشكل يومي.
وتوقع الأمين العام لأوبك أن، يرتفع الطلب العالمي بنسبة 23% مع حلول عام 2050 مع تراجع الطاقات الأخرى يبقى النفط حصة الاسد، وتبقى نسبة الطلب على النفط والغاز تفوق 50%، وسيستمر الطلب على النفط 120 مليون برميل.
