ترميم مرقد الحاخام اليهودي إسحاق جاؤون وسط بغداد

بغداد قنبر علي

في شوارع مزدحمة وطويلة، تتناوشك مشاعر شتى وأحاسيس متنوعة، ربما يرتفع نبضك قليلاً فتكاد تسمعهُ، ويرتبك زفيرك، فتكاد تختنق في يوم قائظ تزيد من حرارته عوادم السيارات وأدخنة الورش الصناعية، إذ تأخذك الخطوات إلى أزقة رطبة عتيقة ينثال من أفقها غبار أزمنة آفلة، حيث يهجع بصمت الضريح الغامض في العاصمة العراقية بغداد.

قنبر علي
قنبر علي

ضريح مرقد إسحاق جاؤون، وهو الحاخام اليهودي أو الشيخ إسحاق كما هو معروف في محلة قنبر علي، أو سوق اليهودي حنون أو (حنوني)، كما كان يسميه يهود بغداد، هذا السوق المخصص لبيع البيض والدجاج.

وفقاً للمصادر، عندما فتح الخليفة الإمام علي بن أبي طالب مدينة فيروز – شابور، عام (658 م)، خرج جميع سكانها اليهود الذين بلغ عددهم 90,000 نسمة وعلى رأسهم رئيس اليشيبة السيد الرباني إسحاق جاؤون لاستقباله، الذي أصبح  بعد هذا الاستقبال مديراً لأموال الخليفة.

وعند باب المرقد المصبوغ بالأخضر -لون القداسة في المخيال الشعبي- ستجد خيوطاً وقطعاً من شرائط الأقمشة بألوانها المختلفة تلتف حول مقبضه الفولاذي، كانت قد عقدتها العديد من النساء اللواتي مررن من هنا، لتقديم النذور والتضرّع من أجل تحقيق الأماني والحاجات.

إذ و بدأت أعمال ترميم لمرقد الحاخام اليهودي إسحاق جاؤون وسط بغداد، اليوم الخميس.
وأظهر مقطع مصور اطلعت عليه صحيفة العراق ، أعمال الترميم بحضور موظفين رسميين للمرقد الواقع في منطقة قنبر علي وسط العاصمة.
يذكر أن الحاخام اليهودي إسحاق جاؤون أو الشيخ اسحاق استقبل الامام علي ابن ابي طالب أثناء مسيره الى حرب صفين وأصبح خازنا لبيت المال، كما مدون على باب مرقده.

نبذة قصيرة 

من هو الحاخام اليهودي الذي استقبل علي ابن أبي طالب عليه السلام حين قاد تسعين ألف مقاتل، وأصبح بعد هذا الاستقبال مديراً لأمواله؟
إنّه الحاخام إسحاق جاؤون أو الشيخ إسحاق، كما مدون على باب مرقدِهِ، الذي يقع في في محلة قنبر علي برصيفة بغداد، سوق حنون او كما يسميه اليهود حنوني.
كان المرقد مزارا لليهود، الذين كانوا يتبركون به، حيث أقيم بجواره كنيسًا إلى جانب مدرسة دينية يهودية، وقد تم ذكر هذا الكنيس من قبل كل من سافر إلى العاصمة بغداد.
للأسف الشديد، أصبح مقرّ المرقد مكبا للنفايات وغاية الإهمال، ممّا يتناقض مع مبدأ احترام حرمة الميّت الذي تؤمن به كل الديانات السماوية.
نناشد من يهمه الأمر ترميم وصيانة هذا المرقد باعتباره موقعا تراثيا هاما لكل مكونات العراق