وصل وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إلى بغداد امس الاثنين، في زيارة تصب ضمن أحدث جهود من أكبر منتج للنفط في أوبك لإقناع العراق، وهو عضو بارز آخر في المنظمة، بتمديد خفض الإنتاج تسعة أشهر أخرى لتخفيف تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية ورفع الأسعار.
وتجتمع الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول [أوبك] في فيينا يوم الخميس لبحث تمديد تخفيضات الإنتاج التي جرى الاتفاق عليها في ديسمبر كانون الأول الماضي بين المنظمة و11 دولة خارجها من بينها روسيا. وتستمر التخفيضات الحالية حتى نهاية يونيو حزيران.
وتضغط السعودية وروسيا من أجل تمديد التخفيضات تسعة أشهر حتى نهاية مارس آذار 2018.
وهذه هي المرة الأولى في ثلاثة عقود التي يزور فيها مسؤول سعودي كبير بقطاع الطاقة بغداد.
واجتمع الفالح مع نظيره العراقي جبار اللعيبي لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية وقرار أوبك المقبل من أجل تعزيز الأسعار العالمية وتقليل تخمة المعروض في سوق النفط العالمية.
وتريد أوبك خفض مخزونات الخام العالمية إلى متوسط خمسة أعوام لكنها وجدت صعوبة في الوصول لهذا المستوى. وتحوم المخزونات حول مستويات قياسية مرتفعة لأسباب منها زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة غير المشاركة في الاتفاق.
وقال أمين عام أوبك محمد باركيندو للصحفيين في فيينا “أعتقد أن لدينا توافقا متناميا [حول مدة تمديد تخفيضات الانتاج]”.
وكان العراق وإيران حجري العثرة الأساسيين أمام قرار تخفيض الإنتاج السابق في ديسمبر كانون الأول
لتحدي أمام أوبك
وقال العراق وقتها إنه بدأ لتوه تحقيق نمو في الإنتاج بعد سنوات من التباطؤ بينما قالت طهران إنها بحاجة لزيادة إنتاجها بعد رفع العقوبات الغربية التي كانت مفروضة عليها.
وانتهى الأمر بموافقة العراق على تقييد الإنتاج في النصف الأول من 2017 بينما جرى السماح لإيران بزيادة طفيفة في إنتاجها ضمن الاتفاق الذي توصلت إليه أوبك والمنتجون غير الأعضاء لتخفيض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا أو اثنين بالمئة من النفط المستخرج عالميا.
وحصلت نيجيريا وليبيا على إعفاء من التخفيضات حيث تضرر إنتاجهما من اضطرابات. واستعادت كلتاهما بعضا من الإنتاج في الأشهر الماضية ومن المتوقع أن تضيفا المزيد قريبا وهو ما يزيد التحديات التي تواجهها أوبك في سعيها لإعادة التوازن إلى السوق.