حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل المثار مؤخرًا، بشأن إمكانية اعتبار تفشي جدري القردة بأنه “وباء إكس”، الذي سبق أن حذرته المنظمة في أكثر من مرة، باعتباره مرضًا قد ينتشر فجأة في العالم ويخلف ملايين المصابين والوفيات.
وطالما كان مصطلح “وباء إكس” لا يشير إلى مرض بعينه، وإنما وباء مفترض ظهوره في أي وقت، مشكلا خطورة على حياة الناس حول العالم.
ودفع ارتفاع حالات الإصابة بمرض جدري القردة، إلى إعلان منظمة الصحة حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، منذ منتصف الشهر الماضي، ما أثار مخاوف بشأن خطورته وانتشاره.
وقالت المسؤولة بوحدة الوقاية من الأخطار المعدية بقسم الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، فريدة محجوب، إنه “لا يوجد دليل حتى الآن على كون مرض جدري القردة هو وباء إكس الذي سبق أن حذرت منه منظمة الصحة قبل ظهور هذه الفاشية”.
وأوضحت محجوب ردًا على موقع “سكاي نيوز عربية”، إن “المنظمة سبق أن حذرت من وباء إكس بهدف تهيئة البلدان للتعامل مع الطوارئ الصحية من هذا النوع، خاصة أن هذا الوباء يشير إلى ما هو غير معلوم من الأمراض التي تنتشر بخطورة عالمية، وبالتالي دعت الصحة العالمية للتعامل مع هذا الأمر بالاستعداد مبكرا ورفع الكفاءات المحلية والصحية وقدرات الترصد والمسح الصحي والتعامل مع الأوبئة وانتشارها”.
وأعادت المسؤولة بالصحة العالمية التأكيد على أن “جدري القردة ليس الوباء إكس، الذي بالأساس مصطلح وخطة تدفع بها منظمة الصحة العالمية للترصد لأي مسبب عالي الخطورة سواءً كان فيروسي أو بكتيري”.
ومع بداية هذا العام، حذرت الصحة العالمية من “الوباء إكس”، إذ قال مديرها تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن “العالم يخطط لمواجهة جائحة دولية يمكن أن تتسبب في وفيات أكثر 20 مرة من كورونا“.
ويقول خبراء الصحة، إن “الوباء أكس”، هو تهديد افتراضي وليس واقعياً حتى الآن، حيث يسعى العلماء لدراسة التدابير المضادة له، بما في ذلك اللقاحات والاختبارات، لنشرها في حال تفشيه في المستقبل.
وصاغت منظمة الصحة العالمية هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 2018.
بدورها، أشارت المسئولة التقنية بالمنظمة ومدير أحداث جدري القردة، شذى محمد، إلى أن “المرض الراهن لا يمثل جائحة أو وباءً عالمياً حتى الآن، لكنه يمثل طارئة من طوارئ الصحة العامة التي تمثل قلقا دولياً”.
وأوضحت أن ما أثار المخاوف الراهن هو انتشار جدري القردة في دول بالقارة الإفريقية للمرة الأولى، بالإضافة لرصد سلالة جديدة من الفيروس، ومن ثمّ تعمل منظمة الصحة في الوقت الراهن لتحليل مزيد من البيانات بشأن التطور المستقبلي للمرض، ومراقبة الوضع عن كثب والعمل مع الشركاء لتعزيز قدرات الاستجابة.
وبيّنت أن الاستعداد لمواجهة جدري القردة يشمل مساعدة الدول سواء التي أبلغت عن حالات إصابة أو لا؛ لبناء نظام صحي قوي عبر 5 محاور على رأسها: التنسيق للطوارئ، وتقوية نظم الترصد الوبائي، والمعالجة السريرية والحالات الطبية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية واللقاحات، وحماية المجتمع وزيادة الوعي.
ماذا نعرف عن جدري القردة؟
وجدري القردة هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، حيث يسبب علامات وأعراض تظهر عادة في غضون أسبوع ولكنها قد تظهر أيضا بعد يوم واحد إلى 21 يوماً من التعرض للفيروس.
وتستمر الأعراض لمدة تتراوح عادةً من أسبوعين إلى 4 أسابيع ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
وتشمل الأعراض الشائعة لإمبوكس ما يلي:
الطفح الجلدي.
الحمى.
التهاب الحلق.
الصداع.
آلام العضلات.
آلام الظهر.
الوهن.
تورم الغدد الليمفاوية.
وانتشرت حالات جدري القردة في العديد من البلدان الإفريقية، وبشكل خاص في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.
ووفق بيانات الصحة العالمية، شهد هذا العام بالفعل أكثر من 14,000 حالة إصابة بالفيروس مع 524 حالة وفاة، وهي زيادة كبيرة في الحالات المبلغ عنها مقارنة بعام 2023.
وينتشر الفرع الحيوي الأول من المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ سنوات، في حين كان الفرع الحيوي الثاني مسؤولا عن التفشي العالمي لعام 2022 الذي أُعلن أنه حالة طوارئ صحية عامة دولية.
طرح مناقصة طارئة من اليونسيف لتأمين لقاحات جدري القردة