شغفها الفيزيائي الذي يعتريها منذ الصغر، جعل تخصص الطاقة المتجددة حلمها المستقبلي، وهدفا لا بد من تحقيقه، رسمته قبل الحصول على شهادة البكالوريا سنة 2008.
المهندسة عزيزة سيدي بونة (35 سنة)، موريتانية أنشأت قبل ثلاث سنوات، مصنعا لإنتاج الغاز الحيوي والأسمدة من النفايات العضوية.
ويقع المصنع الذي شيدته بالتعاون مع عدة جهات، في ولاية الحوض الشرقي، وتحديدا بمدينة باسكنو القريبة من الحدود المالية.
وبدأت فكرة المشروع، عبر جمع النفايات العضوية (نفايات الحيوانية)، واستغلالها منزليا لإنتاج الغاز المنزلي، عبر شحن العبوات.
وتقول عزيزة لموقع سكاي نيوز عربية: “لم تكن فكرة مشروع إنتاج الغاز والأسمدة من النفايات العضوية وليدة الصدفة، فقد كنت شغوفة بهذا المجال قديما، وقررت أن أصبح فيزيائية، نتيجة تعلقي بمجال الطاقة المتجددة، رغم أن موريتانيا لم تتعرف على هذا المجال خلال ذلك الوقت”.
كنت مهتمة ببحوث العلماء الفيزيائيين، ومتابعة جميع دراساتهم خاصة المتعلق منها بمجال الطاقات المتجددة.
هذا المشروع هو الأول من نوعه في موريتانيا، ولدي تعاون مع وزارات البيئة، والتشغيل والتكوين المهني، والطاقة والمعادن والبترول.”
بداية صعبة
ولأن المشروع جديد على هذا البلد الإفريقي، واجهت عزيزة صعوبات في البداية لتجسيد فكرتها على أرض الواقع، منها عدم تقبلها “كونها امرأة لا يمكنها أن تقوم بهذا النوع من المشاريع”، بالإضافة إلى عدم حصولها على تمويلات لاقتناء المعدات اللازمة لتشييد هذا المصنع.
لكن إيمانها بفكرتها مكنها “من استيراد مصنع من خارج البلاد لهذا الغرض”، حتى “حققت حلمها.”
وتشير عزيزة في تصريحها لسكاي نيوز عربية، إلى أنها “حصلت على لفتة من الدولة، لكن المشروع مازال يحتاج إلى عناية أكبر، حتى يحقق أهدافه الرئيسية.”
وتضيف أنها تسعى من خلال هذا المصنع، أن يكون “مشروعا دوليا ومحليا حتى تتمكن من وضع بصمتها في التقليل من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.”
يلعب دورا بارزا
تؤكد عزيزة أن إيجابيات المصنع، انعكست باكرا على المجتمع، فقد استفادت منه الأسر الفقيرة في باسكنو، وخاصة النساء المعيلات، عبر شحن عبوات الغاز، مشيرة إلى أنه يمكن أن يساهم فضلا عن ذلك، في التقليل من الاستخدام الأحفوري في الأرياف، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للشباب.”
وأوضحت أن موريتانيا بيئة ملائمة لهذا المشروع، لأنها من الدول الغنية بالثروة الحيوانية ويوجد بها الكثير من النفايات العضوية، وبالتالي سيساعد مشروعها في تحسين “الاقتصاد الوطني وكذلك حماية البيئة والتقليل من آثارها”، مشيرة بهذا الخصوص، إلى مساعي الحكومة الموريتانية للتقليل “من الآثار البيئية السلبية، ومن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.”
وتقول عزيزة لسكاي نيوز عربية: “يمكنن القول إنني حققت حلمي، كوني اجتهدت وتخطيت التحديات، حتى حصلت على شركاء دوليين ومحليين في تثبيت هذا المشروع، مثل برنامج الأمم المتحدة للإنماء، والمنظمة الدولية للصليب الأحمر، فضلا عن مشاركاتي في عدة مؤتمرات دولية، مثلت خلالها موريتانيا عبر هذا المشروع، واعتبر ذلك إنجازا ونجاحا كبيرين، ومازلت أسعى للمزيد.”
وتهتم عزيزة بشكل عام بريادة الأعمال، ومساعدة الشباب المقبلين على المشاريع الخاصة، حتى يتمكنوا من تطوير أفكارهم ومهاراتهم ليحققوا الأهداف المرجوة.
وتؤكد عزيزة أنه بالعزم والإرادة، يمكن لأي أحد أن يجسد فكرة مشروعه الخاص على أرض الواقع.
وتقول بهذا الصدد: “منذ الصغر تربيت على الاعتماد على النفس، وهذا هو المحفز الذي جعلني أدرس وأوظف ما درست وأطبقه على أرض الواقع، لأحقق أهدافي وطموحاتي الخاصة، لأنني أحب الاستقلالية، وخاصة من الناحية المادية، لم أعتمد على أحد، فقد كافحت وناضلت حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.”
مشاهير السوشيال ميديا بموريتانيا قيم المجتمع
خصصت محتواها على مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن القضايا الاجتماعية، ومع ذلك تعتقد أن ما تقدم رغم “أهميته، لا يمثل قيم المجتمع الموريتاني”.
تيس فاتيس التي دخلت عالم الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا عام 2021، وأصبح يتابعها الآلاف، تعرضت لانتقادات كثيرة، بسبب انتشار مقاطعها على السوشيال ميديا، وفي مجال الإعلانات.
ومع ذلك تعتبر الانتقادات نجاحا لها في التأثير على المتابعين.
وتقول فاتيس في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لسنا جميعا نمثل قيم المجتمع، حيث أن فكرة أن تكون مشهورا وخصوصا امرأة، فكرة دخيلة على المجتمع الموريتاني مهما كان المحتوى، لكننا جميعا نحافظ على ما استطعنا من قيم قد تفيدنا نحن كالجيل الحالي، وجيل المستقبل”.
في مرمى الانتقادات دائما
رغم متابعتهم من طرف الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، يتعرض أغلب مشاهير موريتانيا لانتقادات كثيرة، وخاصة النساء، حين يتعلق الأمر بمشاركة اليوميات، وما يعتبره المنددون بالمحتويات، “خصوصيات لا تجب مشاركتها” في مواقع التواصل الاجتماعي، لمخالفتها لقيم المجتمع.
شيخنا ولد الشياخ، ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، يرى أن مشاهير موريتانيا، يحتاجون تكوينا على كيفية لعب دور “المؤثر”، وكيفية التوفيق بين الشهرة، والمحافظة على قيم المجتمع.
ويقول شيخا لموقع “سكاي نيوز عربية” عن مشاهير موريتانيا: “للأسف دورهم يختلف عن دور مشاهير العالم، ففي العادة يعمل المشهور على تمثيل بلده في أحسن صورة، لأنه في مركز السفير ولديه جمع من الناس، يؤثر فيهم ويعتبرونه قدوة، عكس المشاهير هنا، الذين يعاني أغلبهم من نقص في التعليم”.
من جهته، يرى الفنان الموسيقي الشاب سدوم أحمد، أن انتقادات سلوك المشاهير “أمر طبيعي”، مشيرا إلى أنها ضريبة “للشهرة”، وخاصة في”مجتمعنا.”
ويقول سدوم في تصريح خاص
“أغلب المشاهير على التواصل الاجتماعي لا يمثلون قيم المجتمع الموريتاني المحافظ، ولا يمثلون إلا أنفسهم فحسب، نظرا لما يقدمونه من محتويات غير لائقة، يشاهدها الجميع وخاصة الأطفال.
مع ذلك لدينا مشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكننا القول إنهم يمثلون موريتانيا.
رغم شهرته موسيقيا، فضل “عدم مشاركة خصوصياته ويومياته على جميع مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن الناشط عبد الناصر بيب، يؤكد أن المحتويات التي يقدمها المشاهير في هذا البلد الإفريقي، لا “تخالف قيم المجتمع الموريتاني، نظرا لعدد المشاهدات القياسية، والتفاعل معها.”
ويؤكد أنهم “أنهم لا يخالفون قيم المجتمع من أي ناحية، وإلا لما تابعهم الآلاف.”
ويقول عبد الناصر وهو من أبرز راود موقع التواصل الاجتماعي، ويتابعه الآلاف: “ما يجب على المشاهير القيام به على التواصل الاجتماعي، هو التفاعل مع القضايا الوطنية، لأن أغلب محتوياتهم ترفيهية”.
تيك توك يثير حفيظة الموريتانيين
أغلب مشاهير موريتانيا خلال الفترة الأخيرة، سطعوا في فضاء موقع التواصل الاجتماعي “تيك توك”، عبر ما يعرف “بالجولات”.
وقد أثارت الأحكام التي تطبق خلال تلك الجولات، حفيظة الناشطين، مطالبين السلطات بحجب الموقع عن البلاد، استنكارا لما اعتبروه “ابتذالا تجاوز الحدود”.
محمد ولد سيدي المختار، يرى أن “حب الشهرة والتكسب”، الدافعان الأساسي للانسلاخ من هوية وقيم المجتمع المحافظ.
ويقول إن حب الشهرة، دفع “هؤلاء لفعل أشياء غير مقتنعين بها أصلا”، مضيفا أن ما يقدموه من محتويات، يجب “أن يخضغ للمراقبة، حتى لا يتأثر به الأطفال.”
وأشار محمد في تصريحه، إلى أن “جميع المؤشرات توحي بأن الأجيال الجديدة ستنشأ على قيم مخالفة للمجتمع الموريتاني، لأن غالبية المؤثرين بالسوشيال ميديا تتراوح أعمارهم بين 27 سنة و40”.
مشاركة يوميات العائلات، والحياة الزوجية على وسائل التواصل الاجتماعي، أثارا استياء كبيرا بين الناشطين، واعتبر ذلك هجوما عنيفا على منظومة القيم الاجتماعية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الدكتور الداه آدبه أستاذ علم النفس بجامعة نواكشوط.
ويقول ولد آدبه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن القيم التقليدية للمجتمع، تواجه “قيم جديدة تتبلور بشكل سريع تخالفها تماما وتدمر أساساتها هذه القيم التي ألقت بها رياح العولمة ذات طابع عالمي”، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت “تحدد المشاهير وفق عدد المتابعين للمحتوى بغض النظر عن مطابقة هذا المحتوى لعادات وتقاليد المجتمع مما يجعل الفرد يتحرر من سلطة المجتمع ووصمه”.
ويضيف ولد آدبه أن “المجتمع الموريتاني يتشبث بعاداته حد التقديس نظرا للنزعة البدوية المسيطرة ولقوة قوانين الردع الاجتماعي التي تعاقب كل من تسول له نفسه الدوس على القيم الاجتماعية بالتحقير والنبذ الاجتماعي”، موضحا أن “بعض القيم الاجتماعية له أسس دينية تصعب على الفرد تجاوزه عموما، وأن قداسة العادات في المجتمع الموريتاني جعلت الفرد أكثر خوفا وإذعانا من الرقيب الاجتماعي الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياته”.
أغلب المشاهير الذين يواجهون انتقادات كبيرة في موريتانيا، ينشطون في منصتي “سناب شات” و”تيك توك”، وغالبا ما يواجه هؤلاء انتقادات من طرف رواد موقع “فيسبوك”.
ويواجه هؤلاء أحيانا حملات تدعو إلى إلغاء متابعتهم، من جميع مواقع التواصل الاجتماعي.
فعاليات المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في موريتانيا