مالي: إصابة عدة جنود فرنسيين في هجوم لداعش الارهابي على معسكر في تمبكتو

أصيب اليوم عدة جنود فرنسيين بجروح احدهم في حالة خطيرة بهجوم مسلح على أحد المعسكرات في مدينة تمبكتو شمال مالي.

وقال المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الكولونيل باتريك ستيجر لوكالة “فرانس برس”: “سقطت قذيفة هاون هذا الصباح على معسكر قوة الأمم المتحدة. لقد سقطت على مقربة من مكان انتشار الجنود في قوة برخان (الفرنسية)”.

وأضاف: “هناك العديد من الجرحى الفرنسيين إصابة احدهم بالغة”. وتهتم بهم الطواقم الطبية في بعثة الأمم المتحدة في مالي وفي القوة الفرنسية المتمركزتين في مطار تمبكتو”.

من جهته، تحدث الجيش السويدي الذي استنفر بدوره طواقمه الطبية بعد الهجوم عن إصابة اربعة جنود من دون تحديد جنسيتهم.

وقالت وزارة الدفاع السويدية، في بيان، “أصيب أربعة جنود من دولة أخرى جراء الهجوم”.

وينتشر نحو 1600 جندي فرنسي في مالي في إطار عملية برخان لمكافحة الإرهاب المنتشر أيضا في خمس دول في منطقة الساحل والتي يقع مقرها العام في نجامينا.

وأعلن الناطق باسم قيادة أركان الجيش الفرنسي في باريس عام 2013  أن القوات الفرنسية والمالية نفذت عملية مشتركة سيطرت بموجبها على منافذ مدينة تمبكتو
، فيما صرح ضابط رفيع في الجيش المالي لوكالة الأنباء الفرنسية «أننا نسيطر على مطار تمبكتو، ولم نواجه أية مقاومة. وليس هناك أية مشكلة أمنية في المدينة».
وسيطر الجنود الفرنسيون والماليون على منافذ مدينة تمبكتو الاسطورية ومطارها في شمال مالي، حيث احرقت الجماعات الاسلامية المسلحة مبنى يحوي مخطوطات تاريخية ثمينة قبل الفرار.

وتُمْبُكْتُو مدينة في مالي، وهي من أهم العواصم الإسلامية في غرب أفريقيا. سُميت قديماً تنبكت ، وتلقب بجوهرة الصحراء المتربعة على الرمال، وهي بوابة بين شمال أفريقيا وغرب أفريقيا، وملتقى القوافل البرية للقادمين من النيجر وليبيا، وكذلك تجار الملح القادمين من تودني، أنجبت العديد من الفقهاء والعلماء، وازدهرت فيها الحركة الثقافية، وتعاقب عليها الغزاة وآخرهم الفرنسيون الذي قاومته قبائل المنطقة بقيادة محمد علي الأنصاري. واحة تمبكتو هي حاضنة الإسلام في الصحراء الكبرى ومنارة للعلم فيها ومجمع العلماء وهي من أشهر المدن في غرب أفريقيا خاصة منذ القرن الثالث عشر، وسكانها جميعهم مسلمون وأشهر القبائل التي تقطن المنطقة هم قبيلة الآنصار كل أنصر التي ظهر فيها محمد علي وألذي اغتيل في عام 1897، وقبيلة السنغاي ذات الأغلبية السكانية وكذلك القبائل المتفرعة من الأشراف الأدارسة الذين أشتروا منطقة شمال النهر من أحد ملوك مالي السابقين وبعض القبائل ذات الأصول العربية والطوارق والبرابيش.

وشهدت المدينة عصرها الذهبي من الناحية السياسية والعلمية في القرن السادس عشر، وتحديداً في عهد السلطان الحاج أسكيا محمد الذي كان يهتم بالعلماء، وخرجت عددا كبيرا من العلماء الموسوعيين الذين ذاع صيتهم في الآفاق مثل أحمد بابا التنبكتي الذي توفي عام 10366هـ. كان الغزو المغربي لتمبكتو عام 1591 – أيام السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي – بداية النهاية لعصر ازدهارها، إذ بدأت أهمية تمبكتو العلمية والتجارية تنحدر تدريجيا إثر ذلك حتى كادت تضمحل. تخلّص حكام المدينة العسكريون المغاربة من تبعيتهم لدولة السعديين في المغرب، ووقعت تمبكتو تحت سيطرة قبيلة الفولب في النصف الأول من القرن التاسع عشر إلى أن احتلها الفرنسيون 1893، واستمروا في حكمها حتى إعلان استقلال مالي 1960.