يكشف مسؤولون عسكريون عراقيون في مديرية الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع، عما يصفونه بـ”تنصل” أميركي من دفع مكافآت مالية كانت الولايات المتحدة قد وعدت بها لقاء الإدلاء بمعلومات عن إرهابيين مطلوبين وأنشطة إرهابية في العراق. وبين فترة وأخرى، ترصد القوات الأميركية من خلال جهود التحالف الدولي للقضاء على تنظيم “داعش”، مكافآت مالية لقاء الإدلاء بمعلومات عن مطلوبين بارزين بتهم إرهابية أو الإبلاغ عن أنشطة إرهابية تهدد حياة السكان، وتصل قيمة بعض هذه المكافآت إلى 3 ملايين دولار أميركي، بحسب أهمية الشخصية المستهدفة، فيما يجري التعهّد بالإبقاء على سرية هوية الشخص المُدلي بالمعلومات وعدم الكشف عنه. ويعتقد مراقبون أن عدداً من الإنجازات الأمنية الأخيرة المحقّقة ضد “داعش”، جرى من خلال تعاون سكان محليين في مناطق عدة من العراق عبر الإدلاء بمعلومات أدّت إلى الإيقاع بقيادات مهمة متورطة بعمليات إرهابية خطيرة.
وخلال الفترة الأخيرة، أعلنت بغداد اعتقال عبد الناصر قرداش، الذي كان أحد المرشحين لخلافة زعيم “داعش” السابق أبو بكر البغدادي الذي قتل بعملية للقوات الأميركية شمالي سورية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل أن تعلن القيادة المركزية الأميركية مقتل اثنين من قادة التنظيم بغارة في دير الزور شرقي سورية، هما أحمد عيسى إسماعيل الزاوي وأحمد عبد محمد حسن الجغيفي. وذكر بيان للقيادة المركزية الأميركية وقتها أنّ “الزاوي المعروف أيضاً باسم أبو علي البغدادي، كان والي داعش شمالي بغداد، ومسؤول عن نشر التوجيهات من كبار قادة التنظيم وتبليغها إلى عناصره في شمال بغداد. أمّا الجغيفي، المعروف أيضاً باسم أبو عمار، فكان مسؤولاً كبيراً في عمليات إيصال الإمدادات لتنظيم داعش، وهو مسؤول عن توجيه عملية تأمين ونقل الأسلحة ومواد العبوات الناسفة والأفراد في جميع أنحاء العراق وسورية”.
وبحسب مسؤول في مديرية الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع العراقية، فإنّ القوات الأميركية “لم تفِ بوعودها بدفع مبالغ مالية كمكافآت لأصحاب معلومات مهمة أسهمت في القضاء على إرهابيين بارزين أو اعتقالهم”، مضيفاً في حديث مع “العربي الجديد”، أنّ “الاستخبارات العراقية رصدت هذا الأمر في الجانب السوري أيضاً بالمناطق القريبة من العراق”.
وتابع المسؤول الذي طلب عدم نشر هويته، قائلاً إنّ “القوات الأميركية بعد عام 2014 رصدت عشرات الجوائز والمكافآت ضمن جهود محاربة تنظيم داعش في العراق وسورية، بتفاهم مع بغداد، لكن ما يجري اليوم أن الكثير من المتعاونين يؤكدون أنهم لم يحصلوا على تلك المكافآت المالية”، معتبراً أنّ “مثل هذه التصرفات قد تنعكس سلباً على جهود محاربة الإرهاب”. وأوضح أنّ “الاستخبارات العراقية تتولى عملياً تشجيع المواطنين على الإدلاء بأي معلومات لديهم عن قيادات التنظيم وخلاياه النائمة، وهناك نظام مكافآت مستمر منذ سنوات، وكثير من المواطنين متعاونون بهذا الأمر دون مقابل، لكن بالنسبة إلى الأميركيين، هناك مماطلة أو تهرب من دفع قيمة المكافآت”.بدوره، قال ضابط آخر في الجيش العراقي إنّ حكومة مصطفى الكاظمي “فعّلت نظام المكافآت والتحفيز الشعبي للإبلاغ عن الأنشطة الإرهابية والأعمال المشبوهة في العراق عامة، غير أنّ هناك مسؤولين من بقايا الحكومات السابقة يحاولون عرقلة البرنامج بطرق مختلفة”، لافتاً إلى أنّ “تنصّل الأميركيين أو مماطلتهم في دفع مكافآت مالية قد لا تعني شيئاً أمام من يحاول عرقلة جهود الاستخبارات من داخل المؤسسة الحكومية العراقية حتى لا يحسب إنجاز أو نصر لجهة دون أخرى”.
ويواصل العراق بالتنسيق مع قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، حربه ضدّ تنظيم “داعش”، وتحديداً قادة الصف الأول في التنظيم الذين يعتقد أنهم يديرون مباشرةً أغلب الهجمات التي تشنّ في العراق، على الرغم من أنّ التنظيم تحوّل إلى مجرد بقايا لناحية العدد والإمكانات العسكرية.
في السياق، أكّد الخبير الأمني العراقي المقرب من دوائر الاستخبارات العراقية، فاضل أبو رغيف، في حديث مع “العربي الجديد”، أنه “منذ أكثر من عامين لم تصرف واشنطن أي مكافآت من التي أعلنتها لكل من يبلّغ عن الأنشطة والتحركات الإرهابية، وكذلك للمبلّغين عن الشخصيات الخطيرة في العراق”.
وأوضح أبو رغيف أنّ “إيقاف صرف المكافآت التي تعلنها الولايات المتحدة لمن يقدم المعلومات، لم تؤثر كثيراً بوصول المعلومة إلى الأجهزة الاستخبارية العراقية المختصة”، مؤكداً أنّ الجانب العراقي “بات الآن هو من يسيطر على الجانب المعلوماتي أكثر في ما يتعلق بالأنشطة الإرهابية ومتابعة الشخصيات المطلوبة والخطيرة”، لكنه استدرك بالقول إنّ “الأجهزة الاستخبارية العراقية ما زالت ضعيفة في قضية توفير أموال مخصصة لها لصرفها كمكافأة للمصادر التي توفر لها المعلومات المهمة”.
في المقابل، أعرب عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، كاطع الركابي، عن استغرابه ما وصفه بـ”عدم إيفاء الأميركيين بأي وعد قطعوه في العراق؛ سياسي أو أمني أو اقتصادي”، وذلك في معرض تعليقه على الموضوع، موضحاً في حديث لـ”العربي الجديد”، أنه “لغاية الآن لم نعرف أحداً أدلى بمعلومات وفقاً لنظام المكافآت الأميركي، وتسلّم المكافأة المالية التي وعدت بها القوات الأميركية في العراق”. وحذّر الركابي من أنّ “عدم المصداقية سيؤثر كثيراً بوصول المعلومة وتعاون المهتمين بهذا الشأن”.

#امريكا تضاعف مكافأة الاخبار عن التركماني حجي عبد الله بعد ان يأست !!!

#امريكا تضاعف مكافأة الاخبار عن التركماني حجي عبد الله بعد ان يأست !!!

أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، عن زيادة المكافأة لمن يدلي بمعلومات حول مكان الزعيم الجديد لتنظيم “داعش” الإرهابي، إلى 10 ملايين دولار.
ورصدت وزارة الخارجية الأمريكية في نيسان الماضي، مكافأة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الزعيم الجديد لتنظيم “داعش”، والمدعو حجي عبد الله.

وقالت الخارجية، في تغريدة عبر حساب برنامج: “مكافآت من أجل العدالة” ان “هذا الإرهابي الـداعشي حجي عبد الله، قام بجرائم لا تعد ولا تحصى ضد الأبرياء، تواصلوا معنا إن كانت هناك معلومات تؤدي إلى التعرف عليه أو تحديد موقع هذا الإرهابي”.

وزارة الخارجية الأمريكية
للنشر الفوري
بيان صحفي
24 حزيران/يونيو 2020

 

يقوم برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية بزيادة المكافأة المعروضة مقابل الحصول على معلومات تقود إلى تحديد هوية أو مكان قائد تنظيم داعش الجديد أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، وباتت هذه المكافأة تصل الآن إلى 10 ملايين دولار، ما يمثل مضاعفة للمكافأة السابقة التي أعلن عنها في آب/أغسطس 2019 وكانت تصل حتى 5 ملايين دولار.

تولى المولى، المعروف أيضا باسم الحاج عبد الله وأبو عمر التركماني، منصب قائد تنظيم داعش خلفا لأبو بكر البغدادي بعد أن لقي الأخير حتفه أثناء عملية عسكرية أمريكية في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

ساعد المولى في دفع وتبرير اختطاف أفراد الأقليات الدينية اليزيدية في شمال غرب العراق وذبحهم والمتاجرة بهم، كما أنه يشرف على عمليات داعش الدولية.

ولد المولى في الموصل في العراق في العام 1976 وكان علامة ديني في التنظيم السابق لداعش، أي تنظيم القاعدة في العراق، وارتقى في رتب داعش تدريجيا إلى أن تولى منصب نائب الأمير.

أدرجت وزارة الخارجية المولى على لائحة الإرهابيين المحددين بشكل خاص في 18 آذار/مارس 2020 بموجب المادة 1(أ)(2)(ب) من الأمر التنفيذي رقم 13224 المعدل بموجب الأمر التنفيذي رقم 13886.

نتيجة لإدراج المولى على هذه اللائحة، يحظر على المواطنين الأمريكيين الدخول في أي عمليات مع المولى بشكل عام، كما يتم حظر ممتلكاته ومصالحه في الممتلكات الخاضعة للولاية القضائية الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر منح الدعم المادي أو الموارد أو محاولة منحها إلى تنظيم داعش جريمة.

يمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات بشأن عروض المكافآت هذه على الموقع الإلكتروني لبرنامج مكافآت من أجل العدالة Www.Rewardsforjustice.Net. نشجع أي شخص يمتلك معلومات عن هؤلاء الأفراد على التواصل مع مكتب برنامج مكافآت من أجل العدالة عبر الموقع الإلكتروني أو البريد الإلكتروني ([email protected]) أو الهاتف (1-800-877-3927 في أمريكا الشمالية) أو البريد (Rewards For Justice, Washington, D.C., 20520-0303, USA). يستطيع الأفراد أيضا الاتصال بمسؤول الأمن الإقليمي في أقرب سفارة أو قنصلية أمريكية. وتبقى كافة المعلومات سرية بشكل كامل.

وأوضحت الخارجية أنه “من مواليد الموصل ب‍العراق عام 67، وأنه الزعيم الجديد لتنظيم داعش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد