أدت عاصفة قوية ضربت المغرب الأحد، إلى وفاة ثلاثة أشخاص واضطرابات في حركة الطيران إلى جانب خسائر مادية في مناطق متفرقة من البلاد.
وتسببت العاصفة الأطلسية “برنارد” التي وصلت السواحل المغربية في حادثة سير مروعة على الطريق السريع بين مدينتي الدارالبيضاء ومراكش، أسفرت عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة.
وقد نتج عن هذه الظاهرة الجوية ارتفاع الرياح وتطاير الغبار، مما أدى إلى صعوبة في الرؤية وسط السائقين واصطدام المركبات على مستوى الطريق السريع.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو توثق لحوادث سير نتيجة العاصفة القوية، إلى جانب انهيار أعمدة الإضاءة وسقوط الأشجار في بعض الشوراع، مما تسبب في عرقلة حركة المرور.
ويرتقب أن تستمر العاصفة إلى غاية مساء يوم الاثنين، على شكل تساقطات مطرية غزيرة في مناطق مختلفة من البلاد.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية (رسمية) قد أصدرت نشرة إنذارية من مستوى يقظة أحمر، توقعت من خلالها هبوب رياح قوية تفوق سرعتها 100 كيلومتر في الساعة بعدد من مناطق المملكة.
عاصفة برنارد
وقد أثارت الرياح القوية التي شهدتها المملكة الذعر وسط عدد من المغاربة الذين فضلوا البقاء في منازلهم والالتزام بالحيطة والحذر في حال الاضطرار إلى الخروج لقضاء أغراضهم.
يؤكد محمد بن عبو، الخبير في الهندسة البيئية وتغير المناخ، أن المغرب شهد عاصفة مدارية قوية بلغت سرعتها في بعض المدن 106 كيلومتر في الساعة مما أدى إلى قطع الطرق وخلف خسائر مادية.
ويضيف بن عبو في تصريح خاص أنه من المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة المناخية في مجموعة من المناطق بالمملكة يوم الاثنين من خلال تسجيل أمطار عبارة عن زخات رعدية قد تصل إلى 50 مليمترا خاصة بالمناطق الشمالية والجبهة الأطلسية.
ويوضح المتحدث، أن العاصفة التي ضربت المغرب هي ظاهرة مناخية أطلقت عليها الوكالة الوطنية الإسبانية للأرصاد الجوية “عاصفة برنارد”، وقد تشكلت في عرض المحيط الأطلسي وستصل إلى جنوب فرنسا.
وتابع بن عبو، أنه من المتظر أن تصل سرعة هذه العاصفة إلى حدود 140 كيلومترا في الساعة في السواحل الإسبانية مصحوبة بأمطار غزيرة.
ويشير الخبير في المناخ، إلى أن العواصف القوية باثت تتشكل بفعل تأثير التغيرات المناخية على المياه السطحية للبحار والمحيطات، حيث كلما كانت هذه المياه دافئة ازداد احتمال مواجهة عدد أكبر من العواصف التي يمكن أن تتطور إلى أعاصير قوية.
اضطراب حركة النقل
وفور انتشار صور وفيديوهات لحوادث سير على مستوى الطريق السريع وتوقف العربات، دعت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، مستعملي الطريق إلى تجنب التنقل أثناء العاصفة.
وأكدت الشركة، في بلاغ، أنه تم تسجيل هبوب رياح قوية وتطاير الغبار على مستوى شبكة الطرق السيارة، الأحد، وذلك بالتزامن مع فترة العودة من العطلة المدرسية.
وعلى مستوى الملاحة الجوية فقد اضطرت عدد من الطائرات المتجهة الأحد إلى المطار الدولي محمد الخامس بالدار البيضاء إلى تغير مسارها نحو مطاري مراكش وأكادير، فيما تم تأخير إقلاع عدد من الرحلات وإلغاء أخرى بسبب اظطراب الأحوال الجوية.
إطلاق وكالة متخصصة بإعادة الإعمار بعد الزلزال
أكد وزير التجهيز والماء في المغرب نزار بركة، الخميس، أن بلاده أطلقت وكالة تنمية الأطلس الكبير، المعنية بتنفيذ برامج إعادة الإعمار والتنمية في مناطق الزلزال والحفاظ على الإرث الثقافي للمنطقة، والعمل على وضع برامج تنموية في المناطق المتضررة من الزلزال.
وأضاف الوزير في ندوة خاصة على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين والتي أدارتها رئيسة قسم الاقتصاد في سكاي نيوز عربية الزميلة لبنى بوظه، أضاف أن توجيهات الملك، كانت بتقديم المساعدة للأشخاص المتضررين من الزلزال وأيضا لإعادة الإعمار،
وقال الوزير إن هدف الحكومة الآن ليس إعادة الإعمار فقط، ولكن إعادة البناء بشكل أفضل عبر تطوير كل هذه المناطق، عبر التركيز على ثلاثة أشياء مهمة:
أولا: “إنشاء وكالة تنمية الأطلس الكبير للإشراف على تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتنمية وتوفير الشفافية بالنسبة لجميع الأموال التي سيتم تعبئتها للقيام بهذا البرنامج لتنمية هذه المناطق”
ثانيا: “نحن نستعد لبرنامج تنموي حقيقي متكامل، فقد قرر ملك المغرب، تخصيص 12 مليار دولار سيتم إنفاقها خلال 5 سنوات”.
ثالثا: “نحن نركز أكثر على المواطنين وكيفية الحصول على حياة أفضل وكيف يمكن تطوير شركات جديدة، ومنحها الفرصة لتطوير أنشطة اقتصادية جديدة مثل السياحة البيئية والزراعة والصناعات التحويلية”.
وأكد وزير التجهيز والماء، أن الهدف هو الحفاظ على المنطقة كما هي لأنها مهمة للغاية للحفاظ على خصوصية هذه البيوت، وقال: “نحن نرغب في إعادة بنائها، وإعادة إصلاحها، وفي الوقت نفسه، من المهم جدًا الحفاظ على رأس المال الثقافي في المنطقة”.
المغرب يسجل رقما قياسيا بعدد السياح في سبتمبر
قالت وزارة السياحة المغربية في بيان، إن أكثر من 960 ألف سائح توافدوا على المغرب خلال شهر سبتمبر الماضي وهو عدد قياسي يسجل رغم أن الزلزال ضرب عدة مناطق بالمغرب في الثامن من الشهر نفسه.
وأضاف البيان أن عدد السياح الوافدين على المغرب في شهر سبتمبر 2023 سجل ارتفاعا بنسبة 7 بالمئة، مقارنة بالشهر نفسه من السنة الماضية رغم مخلفات الزلزال، مشيراً إلى أن وجهة المغرب السياحية خلقت المفاجأة خلال هذا الشهر حيث تجاوز عدد السياح الوافدين الأرقام المسجلة في الفترة نفسها من 2019 أيضا.
في سياق متصل، كشفت وزارة السياحة المغربية عن استقبال المملكة حوالي 11.1 مليون سائح في التسعة شهور الأولى من العام الحالي، ليتجاوزا بذلك إجمالي عدد السياح الوافدين خلال سنة 2022 بأكملها.
ونقل بيان وزارة السياحة المغربية، عن فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة قولها إن “الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش هي أفضل مناسبة للإعلان عن الإنجاز القياسي للسياحة المغربية خلال شهر سبتمبر 2023. إنجاز مهم لأنه يسلط الضوء على جاذبية وجهة المغرب السياحية، وصمود القطاع ونجاعة التدابير المتخذة لمواجهة مخلفات الزلزال…”.
وأضافت المسؤولة الحكومية، أنه “على الرغم من هذا الزلزال المأساوي، فإن انتعاش السياحة المغربية قد تواصل، ونحن عازمون على بلوغ هدف استقبال 14 مليون سائح بنهاية 2023”.
وضرب زلزال بقوة 7 درجات المغرب، في الثامن من سبتمبر الماضي، ليطال عدة مدن كبرى مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال)، وأغادير وتارودانت (وسط)، مخلفا 2946 وفاة و6125 إصابة.