خمس مقالات عن العراق بالصحف العربية يوم الخميس

1 الجوار يرفض انفصال كردستان.. ما موقف الخليج؟!] د. ظافر محمد العجمي

 

 

الوطن البحرينية
تتطاير رائحة البارود من صفحات تاريخ العلاقات الكردية بجوارها الإقليمي خلال التحول من ثورة إلى إقليم ثم إلى دولة، ويبدو أن صانع القرار السياسي في سلطات إقليم كردستان العراق قد يمد يده لصندوق البارود، ولن يدفعه أحد إليه كدفاع عن النفس كما في مرات سابقة، بل تستند أربيل وهي تخطط إجراء استفتاء على الانفصال عن العراق يوم 25 سبتمبر المقبل إلى مخزن ذخيرة عامر بطلقات إم 16، وتاو، وربما إبرامز. وقد اتفقت الاستجابات المذعورة من طهران وأنقرة وبغداد على ذريعة «دعم وحدة أراضي العراق» ووصفت خطة الاستفتاء بأنها غير مسؤولة. فما هو الموقف الخليجي المفترض؟ وهل نعارض الاستفتاء ثم انفصال كردستان العراق أم نؤيده؟

 

– ككيانات صغيرة تؤيد حق تقرير المصير، يتسق انفصال إقليم كردستان وتشكل دول فيه مع قناعاتنا الجيوسياسية الخليجية، فهو مكون من ثلاث محافظات ويمارس الحكم الذاتي منذ 1991، ويعيش فيه 4.6 مليون نسمة.

 

– مرت على الأكراد في العراق الكثير من الأحداث وتتالت دون أن تورطنا معها بالحب ولا بالكراهية، بل إن الأكراد في جيش صدام -من تجربة- كانوا أسهل من تعامل معه الكويتيون أثناء الغزو. لكن هذا التعاطف الخليجي قد يتغير، فالتحول من إقليم إلى دولة قد يكون كالتحول من ثورة إلى دولة وهو مشروع قد لا يتم مطلقاً كما في طهران.

 

– من إيجابيات انفصال الأكراد تفرغ بغداد لحل مشاكلها الداخلية، والتركيز على ما تملك من ثروات، وفي ذلك تكرار للسيناريو السوداني.

 

– إن تنازع بغداد وأربيل على مناطق غنية بالنفط، وفقدان العراق لها يعني فقراً مدقعاً وتشكل تجمعات للبؤس في الجنوب خاصة، وعدم الاستقرار في باقي العراق، والذي استقراره استقرار للخليج.

 

– لا شك في أن فقدان العراق لكردستان خصم من رصيد العراق الاستراتيجي، وهو أمر إما سيكسر حكومة بغداد ويجفف منابع العدوانية فيها لدول الجوار، وإما سيكون دافعاً للتوسع بجواره الجنوبي لتعويض ما فقد في الشمال.

 

– سترفض دول الخليج مبدئياً فكرة الانفصال وتقسيم بلد عربي، فنحن ضد الانفصال لأسباب وحدوية، فالأسباب القومية قد تبرر انقسامات أخرى لأسباب طائفية، وعرقية.

 

* بالعجمي الفصيح:

 

إن إضافة مشكلة أخرى إلى المنطقة المتوترة أصلاً ليس في مصلحة الخليج، حيث ستنطفئ النيران العراقية ضد «داعش» لتشتعل ضد الأكراد. لكن الإيجابي هو أن تكون واشنطن قد أوعزت بخطة الانفصال لجذب الحشد الشعبي «لمدايات» المدفعية الكردية المجهزة، فهل سينقاد «الحشد» بدوافع وطنية أم سينتظر أمر عمليات بتوقيع قاسم سليماني؟

2 هل يشكل طالب شغاتي حكومة طوارئ عراقية قريبا هارون محمد

 

 العرب
 

وفق المصادر النيابية المقربة من المالكي، فإن معلوماته عن تأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ، مؤكدة وليست تحليلا أو استنتاجا.

في الوقت الذي بدأت الدعوات تتصاعد وتتسع من قبل هيئات حقوقية ومنظمات إنسانية وبعض النواب الأكراد للتحقيق مع زعيم حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون نوري المالكي، عن دوره في سقوط مدينة الموصل في العاشر من يونيو 2014 عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا لوزارتي الدفاع والداخلية وكالة، يعمد الأخير إلى اختلاق مشاكل شخصية جانبية وافتعال أزمات سياسية، من ضمنها التهويل وتضخيم المخاطر من قضيتي تأجيل الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة طوارئ في محاولة مفضوحة منه لصرف الأنظار عن مطالبات محاكمته، وخشيته من مواجهة استحقاقات تهدد مستقبله السياسي.

 

فالمالكي اقتنع الآن ولو متأخرا أن احتلال داعش للموصل كان المقدمة لمنعه من الجلوس على مقعد الولاية الثالثة، وبات اليوم يتوجّس خيفة من تأجيل الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة طوارئ، لأنه سيكون في هذه الحالة مكشوف الظهر سياسيا، ويفقد مركزه التشريعي كرئيس كتلة برلمانية ويخسر منصبه الحكومي كنائب لرئيس الجمهورية، وبالتالي يصبح من السهل تحريك دعاوى قضائية عليه وتفعيل ملفات تدينه، وعلى رأسها ملف سقوط الموصل، بعد أن توفّرت معلومات جديدة وظهرت شهادات موثقة تفضح دوره المتواطئ مع التنظيم الإرهابي في احتلال أكبر المحافظات العراقية بعد العاصمة بغداد.

 

وهذا حدث خطير لم يشهده تاريخ العراق القديم والحديث، عندما تمكن 300 مسلح داعشي من هزيمة ثلاث فرق عسكرية وفرقتي شرطة اتحادية ومحلية وفوجيْ استخبارات يتبعان وزارتي الدفاع والداخلية وفوج صحوات بإمرة مستشار عشائري في مكتب المالكي، كما جاء في تقرير اللجنة النيابية للتحقيق في أحداث الموصل، الذي اكتمل في 17 أغسطس 2015 ورفعه البرلمان إلى مجلس القضاء للبتّ فيه.

 

المالكي اقتنع الآن ولو متأخرا أن احتلال داعش للموصل كان المقدمة لمنعه من الجلوس على مقعد الولاية الثالثة، وبات اليوم يتوجس خيفة من تأجيل الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة طوارئ

 

وعندما يقول المالكي في مقابلته مع صحيفة لبنانية قبل أسبوعين، إن معلوماته تشير إلى قرار دولي (مُبيّت) لتأجيل الانتخابات التشريعية المقبلة وتشكيل حكومة طوارئ، بهدف إقصاء المشروع الإسلامي في العراق بقيادة حزب الدعوة، فإنه يعبر عن هلعه في المقام الأول من إثارة قضية الموصل وتداعياتها من جديد، رغم أنه حاول التملص من مسؤولية ذلك بطريقة طائفية دغدغ فيها مشاعر الشيعة، عندما ظهر في برنامج تلفزيوني مؤخرا وقال “إن التدابير العسكرية التي اضطر إلى اتخاذها عقب سقوط الموصل انصبت على حماية النجف وكربلاء وسامراء (وفيها كما هو معروف مراقد عدد من الأئمة) إضافة إلى تعزيز الأمن في بغداد ويقصد الكاظمية وفيها ضريحا الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد، متحجّجا بأن قطعات الجيش والقوات الأمنية لم تكن تكفي للانتشار في المحافظات الأخرى ويعني السنية.

 

ووفق المصادر النيابية المقربة من المالكي، فإن معلوماته عن تأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ، مؤكدة وليست تحليلا أو استنتاجا، ولا يستبعد أنه استقاها من تلميحات لمبعوث الإدارة الأميركية في التحالف الدولي ضد داعش السفير بريت ماكغورك خلال إحدى زياراته المكوكية للعاصمة العراقية، وهو معروف بصلاته الوثيقة مع القيادات الشيعية منذ عهد الرئيس باراك أوباما، وسبق لإياد علاوي أن اعترض لدى الكونغرس الأميركي على ترشيحه سفيرا لواشنطن في بغداد عام 2011، وربما كان المالكي يشير إليه في قوله إن بعض المتصلين بمراكز القرار الأميركي (صارحوه) بوجود قرار دولي مبيّت لتأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ.

 

وفي تسريبات تلك المصادر أيضا، أن عيني المالكي زاغتا عندما شاهد على التلفزيون، السفير الفرنسي في العراق بارك لنتيري يقلّد قائد القوات العراقية المشتركة الفريق طالب شغاتي وسام جوقة الشرف الفرنسي في حفل مهيب نظّم ببغداد في اليوم الأخير من الشهر الماضي. ونقلا عن زوار تعودوا أن يفطروا على مائدته بقصره في المنطقة الخضراء ثم يصلون التراويح خلفه أن “الحجي”، وهذا لقب يطلقه عليه محبوه ومؤيدوه، بهت من منظر التكريم وتساءل ساخطا بلهجته العامية “شنو.. هاي”؟ والتفت إلى الحاضرين وقال وهو يهز رأسه بحيرة “الفرنسيون (انوب) دخلوا على الخط، الله يستر” في وقت لم يفهم الزوار رغم أن أغلبهم نواب ورجال أعمال ومعممون وقادة فصائل في الحشد، ماذا قصد المالكي من تعليقاته؟

 

والحقيقة أن التكريم الفرنسي للفريق شغاتي والاحتفاء بـ“شجاعته وحنكته واقتداره في قيادة الحرب على داعش”، كما قال السفير لنتيري وهو يقلد الوسام الذي صمّمه الإمبراطور نابليون بونابرت عام 1802 للقائد العسكري العراقي، لم يدهشا المالكي فقط وإنما أثارا أيضا استغراب الكثير من السياسيين والإعلاميين من مغزى الحدث وتوقيته ليصفه بعضهم بحسن نية أو عن قصد وبأنه توافق أميركي فرنسي على دور سياسي وعسكري قد يلعبه هذا الضابط في المستقبل.

 

ولمن لا يعرف الفريق طالب شغاتي الكناني، المنحدر من مدينة العمارة جنوبي العراق، فهو كان أحد قادة سلاح الدفاع الجوي بالجيش العراقي السابق وخريج كليتي العسكرية والأركان وأكاديمية البكر العراقية على التوالي، يعني أنه ليس ضابط دمج أو حامل رتبة فخرية، ولم يعرف بنزعة طائفية سابقا وحاليا، بدليل أن زوجته وأم أولاده سنيّة من قضاء حديثة في الأنبار، وعائلته تقيم في الولايات المتحدة منذ عام 2005 وحصل أفرادها على الجنسية الأميركية قبل سنوات، وهو نفسه يحمل “الجرين كارت” الأميركي أيضا، والآن حصل على الإقامة المفتوحة في فرنسا وفق استحقاقات وسام الشرف الفرنسي، يعني كما يقول المثل العراقي عن خبز منطقة باب الآغا ببغداد “حار ومجسب وطيب” ويعني ساخن ومتماسك وحلو المذاق، وبعض البغادة يبالغون في صفات هذا الخبز، ويمتدحون رخص رغيفه وكبر حجمه وبياض شكله.

3   داعش” من منطقة إلى أخرى زهير ماجد

 

  الوطن العمانية
 

 

كأنما بات مفهوما أن “داعش” يطرد من المنطقة العربية لينتقل إلى مكان آخر، هو بمثابة احتياطي له. قرر من ولده من رحمه أن لا تنتهي إقامة هذا المخلوق الذي قدم له خدمات لا تحصى، أن يحجبه عن المنطقة وإن كان الأمر يتطلب بعض الوقت الإضافي، فما زالت هنالك قواعد له، وما زالت جيوب، بل ما زال له الحضور القوي خصوصا في ليبيا.

النقلة الجديد لـ”داعش” ستكون في الشرق الأقصى وإفريقيا على ما يبدو، وهي مصلحة أميركية بالدرجة الأولى. ما يجري في الفلبين وبنجلاديش وإندونيسيا ومن ثم ما سيقع في بقية الجوار، إنما يمهد لخلق أرضية حراك قوي فيها، دون أن يعني التخلي عن ضربات مفاجئة في أوروبا تحديدا، وفي الانتقال من الواقع العسكري إلى الحراك الأمني في المنطقة العربية كي لا يختفي نهائيا عن واقعه.

المعلومات الأولية من محافظة الرقة السورية تكاد تؤكد أن “داعش” ينسحب أمام تقدم القوات المهاجمة، مما يعني حسبما تقول المعلومات الجديدة أن المهاجمين ليسوا فقط “قوات سوريا الديمقراطية”، بل هي 1200 جندي أميركي من قوات المارينز وبأسلحتهم الفتاكة، ومعهم بعض من الأكراد الذين يستعملونهم كحطب في القتال. وقد اعتقدنا دائما، أنه كلما تقدم الأميركيون في منطقة ما انسحب الداعشيون بدون قتال.

بالمقابل، يحقق الجيش العربي السوري تقدمه في البادية السورية، ويضيف يوميا نصرا جديدا سريعا، بعدما تغيرت كل ظروف المعارك. وبات واضحا أن الانسحاب الداعشي من الرقة ومن البادية يتجمع في دير الزور، وعلى ما يبدو فإنها أم المعارك إذا لم يجد جديد أمام القوات الأميركية المتقدمة في الرقة .. ولكي لا يغيب عن بالنا، فإن دخول الجيش العربي السوري إلى مسكنة وريفها ساعد على تأمين الطريق أمام القوات المقتحمة للرقة، وقدم لها الخيار الذي كانت تحلم به كي تتقدم باتجاه المدينة السورية التي ستتخلص قريبا من إرهاب عاش فيها ثلاث سنوات تقريبا وظن أنه باقٍ إلى الأبد فقام بتنفيذ أفكاره وطقوسه بعد أن ذبح وقتل العديد من أهلها.

إذن “داعش” تمكن من تأسيس بديل له، فتح له الطريق من ولده وأعطاه الحياة والاستمرارية ومنع عنه الموت أو الانقراض .. وكانت قد أعجبتني فكرة قيلت عن معركة الرقة بأنها تؤدي إلى نهاية “فكرة داعش”، وقتل الفكرة هو المطلوب، فهي الجذر الذي يمكن له مستقبلا أن يعيد إنتاج نفسه، وأن يتمدد من جديد، إذا ما ساعدته عوامل محددة.

غدا سيفيق العالم العربي من توحش تسلط عليه زمنا، حتى أن المسلسل التلفزيوني الذي يتناول “داعش” بعنوان “غرابيب سود” لا يمكن احتمال مشاهده أو بعضها فكيف من عايشه على الطبيعة وعاش تحت سلطته وحكمه كل هذا الوقت المدمر.

باتت أخبار الجبهات في سوريا والعراق تنعى نهاية أولية للتنظيم الإرهابي الذي أكد في بيان له أن الشام والعراق لم تعد منطقة جهاد وأنه قرر الانتقال إلى إفريقيا واتخذ من مدينة سرت الليبية قاعدة له. وبين إفريقيا والشرق الأقصى، يكون هذا التنظيم قد وجد له أرضا بديلة، قد يراها مؤقتة حسبما خطط داعمه ومموله وراعيه، بانتظار أن يعود إلى المنطقة العربية التي ولد فيها وعاث فيها خرابا وهذا دوره الموضوع له.

4   «الفاطميون»… على الحدود!

 

 صالح القلاب

 

   الجريدة الكويتية
 

في تحدٍّ واستفزاز لا مثيل لهما، نقلت إيران ما تسميه ميليشيات “الفاطميون” الأفغان- الشيعة من أقلية “الهزارا”، الذين نزحوا من بلدهم أفغانستان عندما اشتد الضغط عليهم في فترة حكم حركة “طالبان” المتطرفة، وجاءوا لاجئين إلى الجمهورية الإيرانية، إلى الحدود العراقية- السورية غرب الموصل، كخطوة لنقلهم مع أسلحتهم الثقيلة إلى سورية، لفتح طريق طهران- دمشق وصولاً إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط.

 

وبالطبع فإن قائد فيلق القدس، التابع لحراس ثورة إيران، الجنرال قاسم سليماني جاء لمرافقة هؤلاء الذين كان ثمن قتالهم في سورية إعطاءهم الجنسية الإيرانية، وكان خيارهم الثاني هو العودة إلى بلدهم أفغانستان طرداً، على اعتبار أنهم جاءوا إلى هذا البلد “المضيف” كلاجئين عاشوا في “مخيمات” مؤقتة لم تتوفر فيها الحدود الدنيا من الحياة الكريمة والمتطلبات الإنسانية.

 

المهم… وزيادة في الاستفزاز والتحدي الطائفي فإن قاسم سليماني، الذي أصبح “طرزان” التدخل العسكري الإيراني في العراق وسورية… ولبنان وأيضاً في اليمن، قد تعمّد أن يتم التقاط صور له وهو يصلي صلاة الشكر، رجْلٌ في الأراضي العراقية وأخرى في الأراضي السورية، لتحقيق إيران كل هذه الانتصارات التي حققتها في اثنتين من أهم الدول العربية، وحيث تسعى الآن إلى إقامة “الكاريدور” الذي تسعى لإقامته، بدعم روسي لا يمكن إنكاره، بين طهران وضاحية بيروت الجنوبية على شواطئ المتوسط الشرقية.

 

والسؤال هنا هو: لماذا يلوذ الأميركيون بكل هذا الصمت المريب إزاء كل هذا الذي تفعله إيران، التي إن هي حققت “كاريدورها” البري هذا فإنها ستحقق، عملياً، تعميم نفوذها في هذه المنطقة الشرق أوسطية كلها؟ والغريب هنا أيضاً أن إسرائيل بدورها لم تحرك ساكناً إزاء كل هذه المستجدات والتحولات الخطيرة، مما يعني أنها قد تكون بدورها منخرطة في عملية تقاسم أدوار مع الإيرانيين و”حراس ثورتهم” وميليشياتهم، لتقاسم المنافع، وهي منافع “استراتيجية” وكثيرة!

 

وهكذا فإن ما يعزز الشكوك، بل والقناعات بأن “داعش” بالأساس هو اختراع مشترك بين الإيرانيين ونظام بشار الأسد ليس بسكوت روسي فقط، بل بمباركة روسية، أن جميع مناطق البادية التي تقدمت فيها قوات هذا النظام ومعها القوات والميليشيات الإيرانية كانت تحت سيطرة هذا التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الإسلامية”… وما يجري في هذا المثلث الحدودي يجب النظر إليه على أنه في منتهى الخطورة، خصوصاً أن هناك معلومات عن اتفاق روسي- أميركي على تحويل هذه المنطقة إلى منطقة نفوذ روسي… فهل هذا صحيح؟!

 

إنه لا شك في أن هناك فرقاً كبيراً بين مواقف هذه الإدارة الأميركية الجديدة، التي على رأسها دونالد ترامب، وبين الإدارة السابقة التي كان على رأسها باراك أوباما، خصوصاً تجاه إيران، وتجاه الأزمة السورية، وتجاه العديد من الأمور العالقة في الشرق الأوسط كله، وأيضاً في أوكرانيا والقرم وبعض دول البلطيق، لكن مع ذلك فإن هناك شيئاً اسمه ألاعيب الدول الكبرى… وعلينا أن نبقى نضع أيدينا على قلوبنا، وأن نتوقع “لعبة” أميركية- روسية!

 5     شمّاعة البَعث

 

 

   مروان ياسين الدليمي

 

    الراي اليوم بريطانيا
 

اطلاق صفة(بعثي)على اي سارق او مجرم او فاسد في عهد حزب الدعوة الاسلامية الحاكم للعراق منذ العام 2003 ماهي الامحاولة للهروب من مواجهة الحقيقة بكل قساوتها، وذلك باللجوء الى تزييفها واعطائها صفة اخرى غير صفتها وتسميتها بغير اسمها .

هذا مادرج عليه عديد من الكتاب العراقيين وهم يتصدّون في كتاباتهم لصور الخراب والفساد التي دمغت الفترة التي استحوذ فيها حزب الدعوة على السلطة  .

للأسف هذا الاسلوب ومهما بدا اصحابه على انهم يحملون نوايا حسنة إلاانه يخلو تماما من الشجاعة والانصاف والموضوعية ، وهي شروط بديهية ينبغي توفرها في كل من يحمل صفة كاتب او مثقف .

هؤلاء الذين يصرون على ان يطلقوا صفة (بعثي)على كل من يثبت ادانته بالفساد والانحراف، إما انهم ينتمون الى حزب الدعوة فيحاولون بذلك ان يحموا الفاسدين من اعضاء حزبهم ، او انهم لاعلاقة تنظيمية تربطهم (بالدعوة) لكنهم يلجاون الى ذلك تفاديا للمتاعب التي قد يتعرضون لها من اجهزة الحزب الحاكم او انهم حتى هذه اللحظة  لم يستطيعوا الخروج من عقدة الايديولوجيا التي تجعلهم اسرى زمن ولى ومضى ،أو انهم مجرد مرتزقة يكتبون حسب مايشتهي من يدفع لهم وليس مهما اذا ما زيّفوا الحقيقة بعد كل الوقائع التي تطفح على سطح الواقع لتؤكد زيف مايكتبون .

بكل الاحوال تحمل هذه الخدعة بعدا لايخلو من دافع طائفي على اعتبار ان حزب البعث في الوعي الشعبي العام يرمز الى فترة كان السنة  فيها يتصدرون الواجهة ويديرون السلطة .

لم  يعد مجديا الاستمرار في ترديد هذا النشيد  الممل  صباحا ومساء ، لان المواطن العراقي المبتلى ماعاد ينظر الى الوراء  لان طريقه بات معبدا بالرعب والموت، وفي ما لو نظر  الى الخلف في لحظة عابرة ينفرد فيها مع نفسه وذكرياته هربا من زمن الفوضى فإن مشاعر غريبة ستفيض بداخله ربما هي خليط من الحسرة والحنين اكثر مما هي مشاعر كراهية واحتقار ربما كانت تنتابه فيما مضى  ازاء الماضي، بعد ان سحقه الحاضر ، باوهامه واحزابه وشعاراته، واحال بيته واحلامه الى انقاض ، فأصبح مخلوقا مشوها  بلاوطن  ولاهوية .

إن الذي يحكم منذ 14 عام  هو حزب الدعوة وليس حزب البعث ، بذلك تتحمل  قيادته واعضاءه مسؤولية ماجرى خلال  فترة حكمهم مثلما يتحمل البعثيون مسؤولية كل ماجري خلال  فترة حكمهم، ولن يجدي نفعا اية محاولة منهم للنأي  بانفسهم بعيدا عن هذه المسؤولية ، بحلوها ومرها ، مع انني لاأظن ان فيها ولو  شيئا قليلا من الحلاوة ، بل كانت مراراتها بطعم العلقم إن لم تكن بطعم الدم .

حزب الدعوة يمسك عصا السلطة بكل اجهزتها الامنية والعسكرية والادارية ولا احد ينافسه عليها،لاحزب البعث ولاغيره، وحتى لو انخرط بعثيون سابقون فاسدون او مجرمون في صفوفه فلن يعفيه ذلك من مسؤولية اعمالهم،لانهم اصبحوا بارادته جزءا من منظومته الحزبية وماعادوا بعثيين حتى لو كانت نواياهم التي يخفونها مازالت تنبض بشعارات البعث،لاننا لانستطيع ان نشق صدور الرجال لنكشف نواياهم فنحاسبهم عليها .

بذلك يتحمل حزب الدعوة وقائده نوري المالكي مسؤولية سقوط الموصل وما نتج عنها من تداعيات كارثية خلال سيطرة تنظيم الخلافة(داعش) على المدينة او اثناء عملية تحريرها ومانتج عنها من تدمير وازهاق لارواح عشرات المدنيين والعسكرين،كما يتحمل مسؤولية  3) (ملايين مواطن ذهبوا ضحية التفجيرات والعنف الطائفي حسب تقديرات المنظمات الدولية ،وضياع) 800(مليار دولار في عهد المالكي و(112 )مليار في عهد حيدرالعبادي،ونزوح وتشرّد اكثر من( 4 ) ملايين مواطن عراقي من مدنهم .هذا اضافة الى تدمير البنية التعليمية بعد ان تسيّد اصحاب الشهادات المزورة المناصب والوظائف سواء في المؤسسات التعليمية أو في بقية المرافق العامة ،وارتفاع نسبة الامية الى مستويات مخيفة بعد ان كان العراق قبل العام 2003 خاليا من الامية باعتراف الامم المتحدة .

الحديث يطول عن الخراب الذي عم البلاد في عهد حزب الدعوة ، ولم يعد فيه ماهو جديد ومفاجىء بعد ان اشبعه الكتاب والباحثون والصحفيون رصدا ومتابعة وتحليلا بما فيهم اولئك الذين يطلقون صفة البعثي على كل منحرف في عهد حزب الدعوة .