اربع مقالات عن العراق بالصحف العربية يوم الجمعة

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
1 الحشد الشعبي” ثقافة لا هيكل عسكري

 

ظافر العجمي

 

الوطن البحرينية
بعد «داعش» ستصبح قوات «الحشد الشعبي» البالغة 100 ألف مقاتل و3 ملايين متطوع واحدة من أهم الهياكل العسكرية تأثيراً على الأوضاع العراقية والإقليمية. وللحشد الشعبي ثقافة مميزة تتخطى مصطلح الثقافة المعروف بالنسيج الكلي من الأفكار والمعتقدات والعادات والاتجاهات والقيم والسلوك.

 

حيث ينتمي الحشديون إلى ثقافة عقائدية تستند إلى الإيمان المطلق بثوابتها، فهم أسرى ثقافة طائفية تاريخية، حيث ارتبط دخول الحشد الشعبي لأية منطقة برايات وشعارات وصور بل وفي إصرار عجيب يرتدون ملابس سوداء وعربات قتال سوداء تناقض التمويه العسكري المطلوب لقتال الصحراء أو المدن، فهي لإرهاب سكان المناطق المستهدفة وتذكيرهم بثارات تبيح عمليات التطهير الطائفي والعرقي والتغيير الديمغرافي الذي يطال التجمعات التي لا تتماهى مع عقائدية الحشد، فثقافة الحشد الشعبي ثقافة شكل خارجي تتمحور حول كونها وحدة مُجازة دينياً من معمم يلبس الأسود قبل أن تكون كياناً متفرّعاً عن الدولة.

 

وتنتشر في قطاعات الحشد الشعبي الثقافة العسكرية الإيرانية سواء في اتساق الهجوم بالراجمات الصاروخية، أو الهجوم بالموجات البشرية التي طوروها في الحرب العراقية الإيرانية، لوجود المستشارين والضباط الإيرانيين من مختلف الصنوف العسكرية والأمنية وقيادتهم الميدانية وسيطرتهم على حركة مقاتلي الحشد تحقيقاً لتمدد المشروع الإيراني والسيطرة على القرار في العراق. وقد غرست طهران ثقافة أن الحشد الشعبي جزء من المخطط الإيراني التوسعي في الوصول إلى الحدود العراقية مع جوارها الإقليمي، ورصف الطريق الميداني الذي سيسلكه الحرس الثوري لسوريا وتركيا والأردن والكويت ثم الخليج.

 

ورغم أننا نثمن زيارة مقتدى الصدر ومن معه للخليج مؤخراً كسبيل لاسترجاع العراق لحضن أمه العربية بدل المرضعة الفارسية، إلا أن فكر الحشد قد توطن فيه التشرذم الحاد استناداً إلى ولاءاته لآية الله خامنئي مرة، أو آية الله علي السيستاني مرة. كما في الحشد الشعبي ثقافة انفصالية تزداد وتقل بزيادة أو نقصان سطوة مجموعات المالكي والصدر والسيستاني، فالحشد الشعبي كيانات انتخابية طائفية، عمقت الروح الانفصالية، وطبعت الحشد الشعبي بصفة الميليشيات المثيرة للإشكاليات، والبُنية المشاكسة، التي لا تخضع إلى أي مساءلة بل إن مقتدى الصدر نفسه أشار إلى الحشد بأنه «الميليشيا الوقحة». أما السيستاني فقد استنكر السلوكيات الاستئثارية لكبار قادته.

 

* بالعجمي الفصيح:

 

لأنه من المستحيل أن تغادر كوادر «الحشد الشعبي» ثقافة محطتها الفطرية لتكوين ثقافة تعايش مع محيطها. لذا من الحكمة عرض صورتها الحقيقية وجعلها عرضة للاغتيال المعنوي ثم الاندثار، حيث لا مجال في الثقافة الحشدية لفهم وقبول الآخر بل الصدام معه كما كان حال «داعش».

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
2 زميلي «المريض العراقي»

 

 

محمد عارف

 

 الاتحاد الاماراتية
 

 

«الوعي الشقي»، عبارة الفيلسوف الألماني «هيغل»، ترددت في ذهني ما أن تعرّفت إلى الكاتب العراقي سهيل سامي نادر. كنتُ في مطلع سبعينيات القرن الماضي أبحث عمّن يساعدني في إصدار صفحة «آفاق» الثقافية في «الجمهورية»، وأصبح سهيل زميلي حتى أبريل عام 1978 عندما صدر قرار «مجلس قيادة الثورة» في العراق بعزلنا سويّةً مع 11 صحفياً، ضمن ما سُميَت «حملة تبعيث أجهزة الإعلام والتعليم». بقي سهيل في العراق يتدّبر أمره مع «الوعي الشقي»، وغادرتُ أنا أتدّبر أمري مع «تتمة وعكس الوعي الشقي الذي يكون في دخيلته سعيداً كل السعادة، أي الوعي الكوميدي»، حسب «هيغل» أيضاً.

 

والصحفيون نوعان؛ صحفي يروي قصصاً بتقاريره، وآخر يقتل القصص بتقاريره. وسهيل يروي في أحدث كتبه «المريض العراقي» رواية في مقالات سياسية، يقول عنها: «ما كتبته آنذاك كان روايتي الخاصة، وما زلت أواصلها، فأنا لا أّدّعي مثل أصحاب المبادئ الكبرى أن الموضوعية تقود أيديهم عند الكتابة، فأنا مَن يكتب». ويستّهلُ سهيل كتابه بحديث عاطفي شجي عن «الزعيم عبد الكريم قاسم»، قائد «ثورة 14 تموز». «مرّت سيارة الزعيم مبطئة ورأيته الوجه بالوجه، مدّ ذراعه محيياً ومبتسماً، إلاّ أنني لم أرفع يدي لردّ تحيته ولم أبتسم. كنت أنظر في عينيه، في وجهه، في ابتسامته البريئة المشرقة». ولم تغادر ذاكرة سهيل قط كيف اختفت ابتسامة الزعيم و«حّل محلها تساؤل مستغرب طفولي. لماذا؟ ما الذي فعلتُ؟». وعندما سيرى الزعيم بعد انقلاب عام 1963 في التلفزيون مذبوحاً، سيستعيد «تعبيره الآسر والمخفق: لماذا؟ ما الذي فعلت؟».

 

و«المريض العراقي» هو الطبقة المتوسطة العراقية التي انهارت لحظة انتصرت ثورتها التاريخية عام 1958. وأكاد أبكي غضباً عندما يهدر سهيل مواهبه الروائية في الكتابة عن زعماء العراق بعد الاحتلال؛ هل يقرؤون ما يكتب، وإذا قرؤوا هل يفهمون؟.. هذا الفصام الذي يعانيه معظم الكتاب العراقيين يتحدث عنه سهيل بمرارة: «ليس في العراق ما هو سياسي حتى يمكن تحليله ومعالجته. في العراق، توجد أبخرة سامة تخرج من خنادق وطوائف أسلمت قيادها إلى مجانين، أبخرة تسمم الأجواء، وتجعل الجميع في حالة غثيان دائم».

 

و«سهيل» في أبدع حالاته عندما يكتب عن الفنون التشكيلية العراقية. في كتابه «شاكر حسن آل سعيد: سيرة فنية وفكرية»، يحضر فيه الفنان كحضوره الصوفي السمح في زياراته لنا في «الجمهورية». «كان شاكر لا يني يقف على أطراف مدينته حيث الريف تارة، أو داخل وجدانها الشعبي والديني تارة أخرى، موزع الولاءات بين خيال جامح غير راضٍ وأساليب فنية مختلفة أراد لها تركيباً موحداً. كان في الواقع يحمل رهانين في آنٍ: رهان شبابه المترع بالحمية والهوى من جهة وروح المأساة من جهة أخرى، ورهان يقظة وطنية عامة وانفتاح المدينة المدهش في فترة الخمسينيات الخصبة».

 

وسيخرج «المريض العراقي» من صدوع جدران يؤطرها «شاكر» في لوحات يتفجّع لها سهيل: «مَثّل شاكر جدراننا المصدوعة في اللحظة التي كانت صدوعنا الاجتماعية تتوسع.. وأيّ جدران مصدوعة أيها المصدوعون؟.. إنها صدوعنا لو تدرون، صدوعكم، صدوع قلب، صدوع مجتمع، صدوع أرواح، صدوع الذكاء غير العادي، المنسحب، المتألم، الحزين».

 

وبعد ربع قرن، التقيتُ وزميلي سهيل في العراق دون أن نلتقي؛ هو يصور العراق من الداخل، وأنا من الخارج. وأُبيحَ دمُ كلينا؛ أنا لأن كتاباتي تُحمّل المحتلين مسؤولية الكارثة، وهو لأن كتاباته تُحَمِّل العراقيين المسؤولية. وكأنني الذي نجا عندما غادر زميلي بغداد حين سجّل العراق في عام 2006 الرقم القياسي العالمي في عدد قتلى الصحفيين. وانتظر بفضول إبداعات «الوعي الشقي» في بلده الجديد؛ الدنمارك، أسعد بلدان العالم، حسب الأمم المتحدة.

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
3   العراق… على خطى السعودية

 

 صالح القلاب   الجريدة الكويتية
 

المفترض أن تقتدي معظم الدول العربية بخطوة الانفتاح السعودي على العراق، كل العراق، فترك المجال لإيران للانفراد بالشعب العراقي ومؤسساته وجيشه وأجهزته ومقدراته سيكون ثمنه غالياً على المدى القريب والبعيد، خاصة أن هذه الدولة التي نعتبرها شقيقة، وليست صديقة فقط، تتوجه نحو منطقتنا توجهاً استحواذياً، وهذا معلن ويتردد يومياً على ألسنة كبار المسؤولين الإيرانيين، وعلى أساس أنها إن لم تكن هذه المنطقة تابعة لدولة الولي الفقيه فإنها تشكل مجالاً حيوياً لها، إن من الناحية العسكرية والأمنية، وإن من الناحية السياسية والاقتصادية.

 

لقد أظهرت خطوة الانفتاح على العراق، التي أقدمت عليها المملكة العربية السعودية، أن إخوتنا في بلاد الرافدين، إن ليس كلهم فغالبيتهم، شيعة وسنة وأكراداً، كانوا في انتظار هذه الخطوة التي من المتوقع أن تأخذ أبعادها الفعلية، وقريباً مادامت الرغبة مشتركة، ومادامت القلوب موحدة والنوايا طيبة والمصالح متداخلة والحس القومي صادقاً، ويقيناً ان هذا هو الواقع الحقيقي والأساسي لهذا التوجه الذي يجب أن يقتدى من قبل العرب كلهم… والشعوب قبل الأنظمة.

 

إن إيران، التي تصر على ألا تكون شقيقة ولا صديقة، والتي بادرت إلى كل هذا التدخل الشائن والاستحواذي في العديد من الدول العربية، العراق وسورية واليمن ولبنان، لا “يسعدها” إطلاقاً أي انفتاح عربي على أهلنا وشعبنا في العراق، شيعته وسنته وأكراده وتركمانه وأيزيدييه، فهي تريد هيمنة متواصلة ومستمرة، وتريد ألا يكون للعراقيين أي خيار آخر غير الخيار الإيراني، وهذا هو ما نراه ونسمعه ونلمسه في كل يوم وفي كل لحظة.

 

لم يكن هناك لا في العراق ولا في أي دولة عربية أخرى أي صراع طائفي، عندما لم يكن هناك تدخل خارجي كالتدخل الإيراني الحالي، الذي كل أهدافه سياسية، وعلى غرار ذلك التدخل “الصفوي” البعيد الذي اتخذ “التشيع” حجة لتمدد قومي استهدف الأمة العربية كلها “شيعتها” قبل “سنتها”، والمؤكد أن العودة إلى التاريخ تثبت هذه الحقيقة التي هي ما يحصل الآن، ونحن في القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة.

 

إن على الجامعة العربية أن يكون وجودها في العراق ليس موسمياً وفي المناسبات، بل دائماً وأبداً، وبحيث يشعر العراقي السني والشيعي والكردي بأنه ليس مستبعداً، وأنه في قلب الوضع العربي الرسمي والشعبي وكل شيء، وهنا فإنه لابد من الإشارة إلى ذلك الخطأ القاتل الذي ارتكبه العرب دولاً وشعوباً، عندما تعاملوا مع عرب فلسطين (عرب 48) على أنهم إسرائيليون، وعندما بادرت بعض الدول العربية إلى “معاقبة” بعض أدبائها وشعرائها الذين التقوا الشاعرين الفلسطينيين الكبيرين محمود درويش وسميح القاسم، رحمهما الله، خلال مؤتمر صوفيا للشباب عام 1969، على ما أعتقد!

ت عنوان المقالة او الافتتاحية اسم الكاتب مكان النشر
4  استعادة العراق للحاضنة العربية

 

 سالم الكتبي

 

 

   عكاظ السعودية
 

بدأت المملكة العربية السعودية منذ أشهر عدة عملية طويلة تستهدف استعادة العراق إلى حاضنته العربية، وتحريره من النفوذ الإيراني، وتجلت أحداث مظاهر هذا الجهد في استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مؤخراً لمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري العراقي في الرياض.

 

لن تكون عملية استعادة العراق سهلة بطبيعة الحال بعد سنوات طويلة من الإهمال العربي، الذي ترك فراغاً إستراتيجياً كبيرا استغلته إيران ونجحت في اختراق العراق تماماً، وتمددت فيه، وسيطرت على مختلف قطاعات هذا البلد العربي العريق، حتى أصبح الإنسان العادي يعتقد أن العراق بكل ما يمتلك من بشر وموارد وتاريخ وقدرات إستراتيجية بات «تابع» لملالي إيران يتحكمون فيه كما يشاؤون!

 

لم يخطئ العرب وحدهم في حق العراق، فقد أخطأت القوى الدولية الكبرى أيضا حين سمحت بتمدد النفوذ الإيراني في العراق بل سلمته «هدية مجانية» إلى الملالي منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، حيث عاثت إيران فساداً هناك، وحرصت على نسف أو استنزاف أو تعطيل كل مظاهر وموارد القوة الشاملة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء عراق جديد، فقامت بتغذية الفتن الطائفية وتغيير التركيبة السكانية، وإحداث هندسة ديموجرافية جديدة في كثير من المناطق العراقية بما يسمح ببقاء النفوذ الإيراني، واستمرار هيمنة الملالي عبر أتباعهم ومواليهم من الساسة الشيعة العراقيين.

 

في ضوء ذلك تأتي أهمية الجهد السعودي لاستعادة العراق، فهذا الجهد يستحق كل تشجيع عربي، حيث يتسم بالجدية ومن دون تدخل مباشر في شؤون العراق، ويمضي وفق إطار يحفظ للعراق سيادته ووحدة شعبه، بعيداً عن الطائفية البغيضة التي عمقتها التدخلات الإيرانية طيلة السنوات الطويلة الماضية.

 

رحلة استعادة العراق لن تنجح بزيارة واحدة للسيد مقتدى الصدر إلى الرياض، فالرجل معروف بمواقفه المناهضة للنفوذ الإيراني في العراق، كما يمتلك حساسية أيضاً لأي تدخل عربي في شؤون بلاده، وهذا حقه ولا جدال في ذلك، فالعراق بلد كبير كان يمثل إحدى ركائز الأمن والاستقرار ضمن منظومة الأمن القومي العربي، ونأمل أن يعود كذلك في المستقبل القريب.

 

المقاربة الإستراتيجية السعودية الجديدة للتعاطي مع العراق قائمة على البعد العروبي القومي، بعيداً عن الطائفية والمذهبية المقيتة، وهذا مدخل حيوي يمكن أن يفتح الباب لعودة العراق ويحافظ على وحدته الترابية في مواجهة مخططات التقسيم التي تتكرس كل يوم في المشهد العراقي.

 

ليس من السهل مطالبة العراقيين اليوم بالتصدي للنفوذ الإيراني بين عشية وضحاها، فالمسألة لم تعد تتلخص في حشود من ميليشيات الحرس الثوري، بل باتت شبكات عميقة وضخمة من المصالح الاقتصادية والسياسية تربط بين الملالي والكثير من القادة السياسيين العراقيين، ناهيك عن أن الملالي لن يستسلموا بسهولة لفكرة استعادة العراقي لقوته وقراره الوطني، بعد أن دانت لهم السيطرة والسيادة على موارد هذا البلد ومصادر قوته بما يمكن إيران من توسيع نفوذها الإقليمي والتمدد إستراتيجياً والوصول إلى شواطئ البحر المتوسط.

 

تحديد مستقبل العراق بعد طي صفحة «داعش» والإرهاب التي عانى منها الشعب العراقي طويلا يحتاج إلى تضافر جهود العراقيين جميعاً، وإعلاء اسم العراق قبل أي ولاءات مذهبية وطائفية أخرى، ويجب على الدول العربية أن تساندهم في هذه الرحلة الشاقة لاستعادة وطنهم الذي نهبت ثرواته ولا تزال لمصلحة ملالي إيران وحلفائهم العراقيين.

 

ومن مصلحة العراق ذاته أن يعود إلى حاضنته العربية، وأن يستعيد دوره الإستراتيجي التاريخي، كركيزة إقليمية مهمة للأمن والاستقرار، وهناك وعي متنامٍ على الساحة السياسية العراقية بخطورة الخضوع للنفوذ والوصاية الإيرانية، التي تمثل قيداً على قرار العراق وسيادته الوطنية.

 

استعادة العراق تمثل أيضاً خطوة مهمة على درب تخليص المنطقة بأكملها من الطائفية والمذهبية التي تسببت في تدمير دول ومناطق عدة من عالمنا العربي، وأسهمت في نشر الإرهاب وتنظيماته، كما فتحت الباب لتدخل القوى الإقليمية الطامعة لاقتطاع أجزاء من دولنا العربية وتوسيع نفوذها، لدرجة جعلت الملالي يتباهون باحتلال عواصم عربية ثلاث والتبشير بقرب احتلال العاصمة الرابعة.

 

كان من الصعب على العرب أن يعايشوا تلك اللحظة التاريخية التي يتباهى فيها الملالي باحتلال عاصمة الرشيد، ولكن الخلاص من هذا الكابوس يفترض أن يكون الرد الأبلغ على المؤامرات الإيرانية الفارسية.