1 | ترامب «يمسح داعش عن وجه الأرض»! | افتتاحية | القدس العربي |
فيما العالم مشغول بآخر وقائع العمليات الإرهابية في أوروبا، ومتوجّس من إمكانيات اتساعها بحيث يتحسّب الجمهور (وخصوصاً المسلمين الخائفين من أي عملية إرهابية وما يتبعها عادة من هجمات إعلامية أو فعلية عليهم) لأي خبر فيه خبر دهس بالسيارات (كما حصل أمس في ألمانيا وقبلها بأيام في بلجيكا) أو هجوم على ملهى ليلي (كما حصل أمس في أوهايو الأمريكية) كانت طائرات الإدارة الأمريكية الجديدة تنفّذ رؤية رئيسها الجديد دونالد ترامب: «سوف ندمّر الدولة الإسلامية»، و»سوف نمسحها عن وجه الأرض». المحمول اللغوي العنيف الذي يستخدمه ترامب، من مسح التنظيم المتطرّف «عن وجه الأرض» إلى محو «صراصير داعش» (بحسب مستشاره لشؤون الإرهاب سيباستيان غوركا) تمت ترجمته في سوريا والعراق مجازر مروّعة لمئات المدنيين، كما حصل خلال الأيام الماضية في الموصل وقبلها في جامع عمر بن الخطاب في إدلب ومدرسة في قرية قرب الرقة، وهو ما دفع منظمة Airwar في بيان الجمعة الماضية إلى وقف عمليات متابعة المجازر التي يقوم بها الروس للتركيز على ما يفعله الأمريكيون وحلفاؤهم بعد أن تم تسجيل وقوع أكثر من ألف قتيل مدني خلال شهر آذار/مارس، وهو ما اعتبرته المنظمة قريبا بأسوأ مراحل القصف الروسي في سوريا. وفيما يستمرّ السوريون يتعرّضون لأبشع أنواع قصف النظام بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، كما حصل أمس في قرية اللطامنة، والعراقيون لأنواع التمييز والاضطهاد والبطش من نظامهم الطائفيّ التابع لإيران، فإن إعطاء إدارة ترامب الإشارة الخضراء لجنرالات جيشها ولاستخدام إحداثيات حلفائها من أتباع حزب العمال الكردستاني التركي على الأرض (العاملين تحت اسم «قوات سوريا الديمقراطية») في سوريا، والجيش العراقي و«الحشد الشعبي» في العراق، تأخذ المنطقة المنكوبة بنظاميها وحصادهما المسمى «داعش» إلى كوارث غير مسبوقة من قبل. من الواضح أن واشنطن غير مهتمة بعدد القتلى بين المدنيين العراقيين والسوريين في سبيل إنجاز هدف «مسح صراصير الدولة الإسلامية عن وجه الأرض» وإنهاء «إرهاب الإسلام الراديكالي»، وربّما هناك اعتقاد لدى إدارة ترامب أن مسح مناطق بأكملها من السكان سيطهّر تلك المساحات المحروثة بالقوة الناريّة الهائلة لأمريكا ليس من عناصر «داعش» فحسب بل وكذلك من حاضنتهم الاجتماعية، وهي الاستراتيجية المتبعة أصلاً لدى النظام السوري وحلفائه الإيرانيين واللبنانيين والتي كانت سبباً في صعود أفكار «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» واشتداد قوّتها في بلد كان لقرون طوال أبعد ما يكون عن الغلوّ والتطرّف. إحدى الكوارث المتوقّعة حالياً هو انهيار سد الفرات وذلك بعد أن قامت القوات الأمريكية بقصف غرف التحكّم في السد وانقطاع التيار الكهربائي عنها ما أدى إلى خروج تجهيزاته وأقسامه عن الخدمة بشكل كامل. وقد شهدنا في هذه الحادثة موقفاً غير مسبوق حيث رأينا التنظيم الإرهابي المتطرّف قلقا من تأثيرات انهيار السدّ على سكان المنطقة ويطالب المدنيين بالخروج من مدينتي الرقة والطبقة، حفاظاً على أرواحهم، فيما دعاة حقوق الإنسان وحريات الشعوب والديمقراطية يخسفون مناطق بسكانها ويقتلون مئات المدنيين ويقصفون أهم سدّ في سوريا فاتحين احتمالية انهياره وتهديد منطقة شاسعة بالغرق وهي كارثة كبرى وخسارة عظمى للسوريين. كان الاجتياح الأمريكي للعراق أيام الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، والذي فتح المنطقة بأكملها للخراب، يستخدم شعارات تحرير الشعب العراقي من الطاغية الذي يحكمه ونشر الديمقراطية والسلام، أما إدارة ترامب (وكي لا نضحك على أنفسنا: إدارة أوباما أيضاً) فلديها هدف واحد وشعار واحد ترفعه، وهي إنهاء «داعش»، وفي سبيل ذلك لا مانع أن يغور شعبا العراق وسوريا في الأرض وأن تنفتح فوّهات الجحيم وتنهار السدود… وبالتحالف، فوق كل ذلك، مع الأنظمة الطاغية! | |||
2 | بغداد بريئة من سوء أوضاعها
| عبدالله الأيوبي
| اخبار الخليج البحرية |
في الأسابيع القليلة الماضية نشرت شركة «ميرسير» العالمية مسحا شمل 231 مدينة من مختلف دول العالم لقياس أعلى مستويات جودة الحياة فيها فجاءت العاصمة النمساوية فيينا في صدارة هذه المدن فيما احتلت العاصمة العراقية بغداد ذيل القائمة، استخدمت الشركة معايير كثيرة في مسحها، أهمها الاستقرار السياسي والرعاية الصحية والتعليم والجريمة إلى جانب معايير مختلفة كالأجور وغيرها، ومن حيث نتائج المسح فإن الصورة التي رسمها للمدن وتحديدا بين الأولى والأخيرة لم تكن نتائج مفاجئة على الإطلاق، وخاصة تلك التي تتعلق بالعاصمة العراقية بغداد، لكن هذه المدينة الجميلة ليس لها ذنب فيما آلت إليه أوضاعها وما تكابده مرافقها العامة وأهلها من آلام بسبب ما تعرضت له من تدمير ممنهج ومدروس على أيدي مغول القرن الحادي والعشرين. فيما يتعلق بمعياري الرعاية الصحية والتعليم اللذين جعلا شركة المسح تدرج بغداد في ذيل قائمة المدن، فإن العراق وللعلم، وتحديدا قبل تكالب مغول العصر الحديث عليه وانتهاء باجتياحه من كل حدب وصوب في مارس من عام 2003. فإن هذا البلد وبحسب تقرير منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، كان يمتلك نظاما تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة، كذلك كانت نسبة القادرين على القراءة والكتابة في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي عالية، حيث كادت الحكومة في ذلك الوقت تقضي على الأمية تماما من خلال إنشاء حملات محاربه الأمية. المعيار الثاني والأساسي الذي اعتمد عليه المسح يتعلق بالرعاية الصحية وهي الآن في أسوأ حالاتها في العراق، لكنها كانت قبل جريمة الحصار والغزو مثالا يحتذى به في المنطقة، وبحسب تقريرين لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية فإن العراق «أنشأ نظام رعاية صحية مركزيا ومجانيا منذ نهاية عام (1970) باستخدام نظام صحة علاجي مستندًا إلى رأس المال المركز وأطباء مختصين في إجراء العمليات الطبية المتقدمة، ووفقًا لتلك الشهادة (التقريرين) وقبل سنة 1990. فإن 97 بالمائة من سكان المدن و71 بالمائة من سكان الأرياف توافرت لديهم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية الأولية مجانًا». هذا جزء من الحقائق التي كشفتها التقارير الدولية عن الوضع التعليمي والصحي الذي كان العراق يعيشه قبل جريمة الحصار الجائر الذي طوق العراق أكثر من ثلاثة عشر عاما ثم الغزو الأمريكي عام 2003 والتي أدت إلى النتائج التي تبرز أمامنا الآن كسطوع الشمس في عز الظهيرة، حيث تسببت تلك الجريمة في انهيار النظامين الصحي والتعليمي بشكل كامل تقريبا، ليس في مناطق العراق النائية فحسب، وإنما في أهم مدنه بما في ذلك العاصمة، الأمر الذي لم يكن أمام القائمين على إعداد المسح المذكور سوى إدراج هذه المدينة الجميلة والعظيمة في قائمة المدن من حيث رداءة الحياة وسوء المعيشة. مدينة بغداد من المدن العربية الرائدة في الانفتاح على العلم والعالم وكانت دائما حاضرة محتضنة لكل جديد وحديث في مختلف قطاعات وفروع المعرفة والابتكار والتحديث، فالمعلومات المدونة والموثقة تقول بأن أول قطار تحرك في العراق كان يربط مدينة بغداد بسامراء عام 1908 وهو نفس العام الذي دخلت فيه أول سيارة إلى العراق وفي عام 1936 حصلت أول سيدة عراقية على رخصة لقيادة السيارة وفي عام 1910 استقبلت العاصمة العراقية أول هاتف لكن الجديد في خدمة الاتصالات هذه أن بغداد احتضنت أول هاتف عمومي في عام 1927. وظلت بغداد طوال تاريخها حاضنة لكل ما هو جديد مواكبة مختلف التطورات العالمية. الهدف من وراء سوق هذه المعلومات التاريخية هو التدليل على أن بغداد التي تقبع في ذيل قائمة المدن من حيث جودة الحياة، لم تجن على نفسها بنفسها طوال تاريخها، وبغض النظر عن النظام السياسي الذي يتخذ من عاصمة الرشيد مكانا يدير من خلاله شؤون العراق المختلفة، فبغداد هي المدينة الوحيدة تقريبا من بين المدن التي شملها المسح، وهي المجني عليها في ذلك، وهي المدينة التي أطفأ الغزاة أنوار بهجتها التي ميزتها عن غيرها من المدن رغم كل المصائب والمصاعب السياسية والأمنية التي كابدتها على فترات متفاوتة، وخاصة إبان الصراع السياسي والدموي لحكم العراق. بغداد ليس مكانها ذلك الترتيب الذي خرج به المسح السالف الذكر، لكن ذلك كان قبل أن يلف أعداؤها طوق التدمير حول عنقها، ومن ثم نحرها في عام 2003. ورغم كل هذه المصاعب والخسائر البشرية والمادية التي حلت بالعراق وبعاصمته، فإنها ستنهض حتما من كبوتها، فالمحطات التاريخية الكثيرة التي مرت بها بغداد منذ أن أسسها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في القرن الثامن، هي محطات كبيرة وصعبة أيضا، لكن بغداد خرجت من كل محطة أقوى وأكثر إشعاعا وآمالا كبيرة وكثيرة في المحافظة على مكانتها كمدينة للعلم والثقافة والمعرفة والحياة الجميلة. | |||
3 | مجزرة “موصل الجديدة” جريمة حرب.. من يتبناها؟ | موفق الخطاب | الوطن البحرينية |
على الرغم من التعتيم الإعلامي المضروب على المعارك الدائرة في الجهة الغربية من مدينة الموصل إلا أن ما يصل منها من أخبار وصور ومقاطع فيديوية يوثق حجم الدمار والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين العزل والبنى التحتية هو شيء مهول ويعطي انطباعاً أن سير العمليات قد انحرف عن مساره وهو يختلف تماماً عما حدث من عمليات أثناء استعادة السيطرة على الساحل الأيسر من المدينة من قبضة تنظيم «داعش» ويصعب علينا تسمية ما يجري هنالك بعمليات تحرير فواقع الحال هو فوضى ورعب وتدمير.
إن ما قلل من حجم الخسائر في الأرواح في بادئ انطلاق المعارك في الساحل الأيسر من المدينة هو أن ذلك الساحل مبني وفق تخطيط عمراني حديث ويتشكل من أحياء وشوارع عريضة يسهل فيها المناورة والاقتحام واصطياد الهدف وما يمثله أيضاً موقعه من أهمية بالنسبة للأكراد، الحليف الأقوى لأمريكا ووجود سهل نينوى موطن المسيحيين والأقليات، كما أن قوات التحالف أبقت على الجسور المشيدة فوق نهر دجلة لفترة طويلة لإفساح المجال لانسحاب المجاميع الإرهابية للانتقال إلى ساحلها الأيمن مما أعطى انطباعاً أن المعركة كانت مهنية وبأقل الخسائر!!
أما ما يحدث اليوم في جانبها الغربي فهو حرب إبادة جماعية وحمم تصب على رؤوس أهل المدينة صباً وأحالت المدينة إلى ركام يعلو فوق آلاف الجثث باستخدام أعتى أسلحة التدمير فتكاً.
فعلى سبيل المثال لا الحصر فلقد وقعت مجزرة مروعة في السابع عشر من مارس الحالي باستهداف المدنيين بصواريخ وقذائف شديدة الفتك والانفجار «وتتهم كل جهة الأخرى بمسؤوليتها». ولقد سقطت تلك الحمم فوق حي مكتظ بالسكان في منطقة «موصل الجديدة» وسوته بالأرض ودفنت معه مئات العوائل المحتمية في بيوتاتها بحجة وجود عناصر لداعش فوق مبانيها وقد تبين لاحقاً من شهود عيان ممن نجوا من المذبحة أن أفراد «داعش فيها» لا يتعدون عشرة مسلحين!! فهل يعقل أن تباد منطقة بأكملها لاصطياد عشرة دواعش ربما قد غادروها قبل ساعات!!!
فإذا اعتبرنا أن أفراد تنظيم داعش المتواجدين في الساحل الأيمن من المدينة والمقاتلين فعلياً هم بحدود ألف مقاتل ويتنقلون بخبراتهم القتالية أو بإيعاز وإسناد من جهات خارجية مطلعة من منطقة إلى أخرى، فهذا يعني بالحصيلة أن المدينة ستباد بالكامل خلال الأسابيع المقبلة وسنشهد مجازر مروعة أخرى تفوق مجزرة موصل الجديدة إن لم يتم تدارك الأمر!!
كنا متوقعين والكثير من المراقبين أن معركة الأيمن هي المفصل وهي المعركة الحقيقية وفيها ستصب كل الأحقاد بعد أن أوجدت داعش الذريعة وهيأت الأرضية للعدوان، فالكل لديه ثأر من تلك المدينة القديمة وأهلها، فهنالك أذاق المقاومون الأبطال القوات الأمريكية الغازية الويلات، وهنالك فشل المالكي وجيشه في بسط نفوذه والحفاظ على هيبته، وهنالك فشل المشروع الصفوي وتصدى له خيرة قادة وطياري وضباط الموصل الأحرار طيلة حرب ضروس دامت 8 سنوات عجاف جرعوا الخميني ببسالتهم السم الزعاف، وهنالك اندحر نادر شاه وتقهقر ذليلاً، فجاء يوم الحساب بعد أن استفردت كل تلك القوى وتجمعت في أرض وسماء تلك المدينة العربية العريقة لتدفع لوحدها فاتورة باهظة بعد أن انفض عنها الجمع وولوها الدبر وسلموها للنحر وهي واقفة شامخة في أشد محنة وأقسى قدر.
ما يجري اليوم في الموصل هو تدمير دلسه علينا الكبار والمرتزقة وأعوان إيران وأطلقوا عليه زوراً تحريراً!!
ويا حسرتي فلقد صفق وطبل له الكثير لكنه فصل تدميري دموي ستدفع المنطقة بأسرها تداعياته وسينالها قسط كبير من الذل والهوان جراء خنوعها ووقوفها خلف الظالم بعد أن تزف الموصل عروس المدن إلى مثواها الأخير!!
بسقوط الموصل عند دخول داعش وعند خروجها سقطت أخلاق الكثير من السياسيين والأحزاب والهيئات والمنظمات والتجمعات والجمعيات وانكشفت عنهم ورقة التوت.
خلاصة القول سادتي: إن سكان الجهة الغربية أو الموصل القديمة هم بين نارين فنصفهم أي ما يناهز الأربعمائة ألف نسمة هم مهجرون بلا مأوى يفترشون الأرض ويتهددهم الموت مرضاً وجوعاً!!
ومثلهم محاصرون في المدينة إما كدروع بشرية أو قد تقطعت بهم السبل وقد نفدت منم مؤنهم ويتلقون صواريخ الغدر بصدور عارية ويتخطفهم الموت من كل مكان.
فهل بعد فاجعة الموصل فاجعة؟ فإن لم تجمعكم الموصل اليوم فعلى الأمة السلام. | |||
4 | ماذا بعد معركة الموصل
| بروفيسور كمال مجيد
| الراي اليوم بريطانيا |
ستنتهي الحرب الجارية في الموصل قريباً ويتم طرد داعش من معظم المناطق التي احتلتها منذ 10/6/2014 . الا ان الحياة في العراق سوف لا تتحسن بسرعة. ذلك لأن المشاكل التي خلقها الاحتلال الانجلو – امريكي استفحلت مع الزمن. قبل الدخول في شرح التوقعات المستقبلية من المفيد الاشارة الى ان تركيا تحتل الآن جزءاً من المنطقة الشمالية ويتعاون معها مسعود البارزاني لمحاربة اكراد تركيا الذين يحتلون جبال قنديل. من المتوقع ان تشتد الاصطدامات التي لم تتوقف في السنوات العشرين الماضية. وبحجة محاربة حزب العمال الكردستاني ((بي كا كا )) هناك احتمال سيطرة تركيا، بمساعدة مسعود ايضاً، على مناطق اخرى من شمال العراق بغية ضرب اكراد سوريا من جهة وقوات جلال الطالباني من الجهة الاخرى. في الحقيقة نشرت نيزافيسيمايا غازيتا الروسية في 26/3/2017 ان بيشمركة مسعود البارزاني ((تشترك مع القوات التركية )) في معارك عفرين بسوريا. لا بد من الاشارة ايضاً وباختصار الى بطلان تصريحات مسعود البارزاني حول اعلان انفصال منطقته عن العراق. فقبل كل شئ لم يبق لمسعود اي حق في الادعاء بأنه رئيس للاقليم لأن مدته القانونية قد انتهت قبل اكثر من سنة وهو الآن يحكم دون حق بل بالاستناد على قوات البيشمرغة التابعة له وبالمساندة المزدوجة للجيشين الامريكي والتركي اللذين يحتلان الاقليم. في مقابلة للدكتور محمود عثمان، وهو الخبير الاهم بالقضية الكردية دون منافس، مع فلاح الهاشمي والتي تم نشرها تحت عنوان ( تعّرف على ساسة العراق من الالف الى الياء) اكد الدكتور: (( لا توجد ديمقراطية في الاقليم وهناك دكتاتورية مقيتة، حتى الجيل الجديد وخاصة انصار حركة التغيير الشعبية الكبيرة اخذ يرفض اقامة دولة كردستان بغضاً بعائلة البارزاني.)) واضاف: ((الآن لو اعلنت الدولة الكردية ستجري فيها حرب احزاب ومعارك طاحنة وصراع حول الرئاسة، نفس وضع جنوب السودان …)) واضافةً لهذا التأكيد قرر البرلمان الاوروبي بصورة رسمية بعدم السماح لتقسيم العراق عن طريق فصل الاقليم عنه. ثم ان قرار الانفصال ستتخذه امريكا اذا كان مفيداً لمصالحها الستراتيجية وما على مسعود سوى تنفيذ الاوامر. حتى قبل نهاية معركة الموصل اخذ ترامب ووزير دفاعه، الجنرال جيمس ماتيس، يلحان على ان ايران هي اخطر دولة ارهابية في العالم وهذا دليل على ان ساحة المعركة ستنتقل الى ايران بغية تحطيمها كما حدث في افغانستان، بمساعدة بن لادن ودول الخليج ومنظمة القاعدة التي تأسست في افغانستان من قبل بن لادن، وكما حدث في العراق وسوريا وليبيا والصومال وكل ذلك بقوة السلاح وتحت القيادة الامريكية والمشاركة المباشرة لجيشها. لقد صرح ماتيس وهو في بغداد بأن ))الجيش الامريكي سوف لن يترك العراق بعد الانتصار على داعش.(( تشير التصريحات الامريكية وصحافتها الى انها تعمل لتحقيق هدفين وهما : اولاً – السيطرة على اموال العراق النفطية:- كرأسمالي ناجح يعمل الرئيس ترامب على جمع اكبر كمية من اموال العالم في امريكا، خاصة انه يلح مراراً بانه يضع مصلحة امريكا فوق كل شئ. شرح الدكتور احمد الزهيري، الخبير في ( المركز الاقتصادي العراقي) تفاصيل مشروع الرئيس ترامب المسمى (( اعادة اعمار العراق مقابل النفط)) لبناء العراق بكلفة 400 مليار دولار على الاقل وبالاخص المناطق التي تم تحريرها من “داعش ، غرب وشمال البلاد. يكون التركيز على قطاع الاسكان والمستشفيات وبناء الفنادق. وبأسعار يتم الاتفاق عليها بين الحكومتيين العراقية والامريكية . يضمن هذا الاتفاق حقوق الشركات الامريكية ، التي تدخل بصورة واسعة، عن طريق تحويل اموال العراق الى ارصدة هذه الشركات. وان تستفيد الحكومة الامريكية من هذه الاموال ايضا عن طريق قيام القوات الامريكية، بموجب الاتفاقية التي وقعت بين بغداد وواشنطن في 2011 ، بحماية المشاريع الكبيرة والسماح لشركات الاعمار التعاقد مع شركات امنية امريكية لحمايتها. فضلا عن تشغيل المئات من الامريكيين من خبراء ومدراء ومهندسين واختصاصات اخرى. ان الزيارات الاخيرة لبعض المسؤولين العرب، كالوزير عادل جبير ، جاءت بتوصية من الولايات المتحدة الامريكية، لإعطاء رسالة واضحة الى ايران وتركيا، ان السعودية سوف تلعب دوراً مهماً في العراق لا تقل عنهما، وبحجة ان احتكار الاحزاب الشيعية للحكومة والبرلمان سوف يخلق المشاكل ويعرقل استقرار البلاد. فمن الاحسن ان يبتعد العراق عن كل من ايران وسوريا ويركز على ترضية بعض اصدقاء امريكا من الطائفة السنية من امثال اثيل النجيفي وخميس الخنجر وامثالهما. في زيارته لمقابلة ترامب كتب حيدر العبادي في واشنطن بوست في 24/3/2017 وهذا دليل على انه وافق على اوامر ترامب بان على العراق ان يبتعد عن ايران ويفسح المجال للشركات الامريكية في اعادة بناء العراق مقابل النفط ووافق على بقاء الجيش الامريكي في العراق حيث قال العبادي: ((أننا نحتاج لخبرة الولايات المتحدة واستثمارها في الوقت الذي نعيد فيه إحياء اقتصادنا ونجدد ديمقراطيتنا. إنطلاقاً من روح اتفاق 2008 نريد شراكة تتضمن كل أشكال التعاون السياسي والدبلوماسي والعسكري والأمني والتربوي والثقافي.)) (لاحظ العسكري والامني) واضاف: ((الآن نطلب من الأميركيين مساعدتنا في إعادة بناء بنيتنا التحتية وتنوعنا، والخصخصة الجزئية لاقتصادنا.. نحن بحاجة للاستثمار الأميركي من أجل إعادة إعمار المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق الصرف الصحي والطرقات والجسور. كما أنه يمكننا الاستفادة من الخبرة التقنية الأميركية في تطوير وتوسيع قطاع الاتصالات والمعرفة التكنولوجية والقطاعات الصحية. )) ان هذا التصريح يبين ان العبادي اتفق مع ترامب على كل شئ ، بما في ذلك بقاء الجيش الامريكي وخصخصة القطاع العام المتكون من انتاج البترول بالدرجة الاولى. والخصخصة هنا تعني تسليم قوت الشعب للشركات الامريكية ليس الا. ان تسليم مدخولات النفط لامريكا بحجة الاعمار يعني فقدان الشعب العراقي لاهم مصدر حياته. هذا ما يجبر كافة العراقيين على الاتحاد بغية طرد المحتلين والاحتفاظ بنفطهم والقيام ببناء العراق بأيديهم دون تسليمه للمستعمرين الامريكان الذين خربوا بلادنا منذ احتلالها في نيسان/ ابريل سنة 2003. ثانياً :- باشر ترامب حكمه بمطالبة السعودية ودول الخليج بصرف اموالها على محاربة ايران بحجة انها ارهابية. فالهدف الثاني لترامب هو تحطيم ايران اسوةً بالعراق وسوريا وليبيا واليمن. ولكون ايران بلد واسع وفيها حوالي 80 مليون نسمة ولها صناعة متطورة ، بما في ذلك صناعة الصواريخ بعيدة المدى والاقمار الصناعية ولها ثلاث معاهدات عسكرية مع روسيا، فالحرب التي تلي هزيمة داعش قد تكون شديدة وواسعة. من الملفت للنظر أن جريدة برافدا. رو الروسية اشارت بلباقة شبه واضحة الى أن ايران تملك الاسلحة النووية. فكتبت الجريدة في 25/3/ 2017 ان (( لدى إسرائيل صواريخ “أريحا”، التي تحمل رؤوسا نووية (رسميا اسرائيل لا تعترف بوجودها)، وظهرت بعد ذلك أيضا ألعاب مماثلة لها لدى الجمهورية الإسلامية وهي أيضا تنكر وجود الصواريخ، وتنكر وجود السلاح النووي لديها. )) (راجع رأي اليوم الغراء نقلاً عن اذاعة روسيا اليوم) . في سفرتي الى كوريا الشمالية سنة 1991 شاهدت، بل تكلمت، مع عدد من الايرانيين المختصين في عدد من الفروع وحين اشرت الى امكانية مساعدة الكوريين لهم بصنع الاسلحة النووية التزموا الصمت. أن اشارة الصحيفة الروسية الى احتمال امتلاك ايران اسلحة نووية تؤكد على أن الحرب عليها ستكون اتعس مما جرى في العراق او سوريا او ليبيا. بلا شك سوف لا تقف ايران والاطراف العراقية القريبة منها، كالحشد الشعبي والكتلة الصدرية، مكتوفي الايدي. اي ان العراقيين سوف يبتلون بحرب جديدة وقد ينقسم شيعة العراق الى قسمين: قسم يتكون من عملاء امريكا المفضوحين، الذين دخلوا العراق على دباباتها من امثال العبادي والربيعي والجعفري، وهذا الاخير اسرع في ارسال وفد من وزارته الخارجية الى السعودية كرد لزيارة الجبير لبغداد. والقسم الاكبر يتحد مع بقية الشعب العراقي، من السنة وغيرهم ، لمحاربة العدو الامريكي المحتل. ان الرسالة التي بعثها عزت الدوري الى حسن العلوي يقترح فيها الدوري المصالحة مع ايران، طبعاً بشرط الابتعاد من التبعية السعودية، قد تشجع كافة العراقيين على توحيد نضالهم ضد الاستعمار الامريكي المحتل، خاصة بعد ان انفضح دور المرجعية الدينية في تفريق الشعب المنكوب بها. كما ان انشقاق الدكتور مثنى الضاري عن بقية الذين اجتمعوا في تركيا من امثال النجيفي والخنجر قد يؤدي الى تقريب الطائفتين من بعضهما البعض. كلنا امل بأن الشعب العراقي المعروف بعدائه المزمن للاستعمار الانجلو امريكي سوف يتحد ليتحرر من الظلم والفساد والاحتلال. |