أعلن، فجر اليوم الثلاثاء ، عن وفاة الممثل والفنان السعودي والمنولوجست صاحب شخصية “أم حديجان” الفنان عبدالعزيز الهزاع، بعد مشوار فني حافل دام أكثر من 60 عامًا.
وقد كتب عن رحليه العديد من الفنانين ورفقاء دربه، حيث قال الكاتب حمد القاضي: انتقل لرحمة الله أ.عبدالعزيز الهزاع الفنان المعروف أو بالأحرى الموجّه الاجتماعي كما كان يرتاح لهذا اللقب بعد أن أطلقته عليه بمقال عنه.
ولقد وظف ما منحه الله من تمثيل ومحاكاة كافة الأصوات في تناول القضايا والمشاكل الاجتماعية مساهما بالتوعية حولها وطرح الحلول لها، فضلاً عن إمتاعه السعوديين والخليجيين بتمثيلياته الاجتماعية والفكاهية على مدى العقود الماضية، غفر الله له وأسكنه جنة المأوى والعزاء لأولاده وأسرته ومحبيه الكُثر.
وقال الفنان عبد الإله السناني: قالوا رحلتَ ومانراك مغادرًا: في الروح -رغم الموت- ذكركَ خالدٌ، إلى رحمة الله عبد العزيز الهزاع.
مضيفاً: طموحه وسيرته المليئة بالتحديات، مسيرة حافلة بالتميز والإبداع، رحل رائد الفن، خالص العزاء لأسرة الراحل، وللأسرة الفنية السعودية والعربية، وداعاً (أيقونة الزمن الجميل).
وكتب الناقد الفني والمسرحي فهد اليحيا، وداعا أبا سامي رحمك الله وغفر لك وأدخلك جنات النعيم ضاحكا باسما كما أضحكتنا وأضحكت جداتنا وأجدادنا وأمهاتنا.
وأضحكتني مع زملائي الحضران من جدة ومكة في ليالي القاهرة.. لعلنا نلتفت إلى تكريمك الآن.
فقد غامر عبد العزيز الهزاع-رحمه الله- بتقديم دور الجدّة وسط مجتمع محافظ جدًا مع بداية الستينيات. ونفس المجتمع المتحفظ على تمثيله ومنلوجاته كان يضحك ويستمتع بيومياته الإذاعية أم حديجان.
ومن المقرر أداء صلاة الجنازة على الفقيد الثلاثاء بعد صلاة العصر في مسجد الراجحي، والدفن بمقبرة النسيم.
وسيكون عزاء الرجال في المقبرة، والنساء في مسجد الراجحي.
الجدير بالذكر أن عبدالعزيز الهزاع، ممثل شعبي سعودي من عنيزة في القصيم, ولد في 6 سبتمبر 1937، انتقل للعيش في الكويت في الستينات.
عمل بالكويت موظفا، وكان يتعاون مع اﻹعلام الكويتي في ذلك الوقت، كانت بداية انطلاقته من إذاعة السعودية، ثم انتقل بعدها للرياض بسبب ظروفه، لقب بعدة ألقاب من أشهرها (جماعة في رجل).
وهو يملك موهبة تقليد الأصوات، وقدم العديد من المسلسلات الإذاعية ومن أبرز أعماله (مسلسل فرج الله والزمان، ومسلسل مقالب من الحياة).
قدم الفنان الراحل الكثير من الأعمال التمثيلية التي كانت تعرض عبر الإذاعة ومن أبرزها أم حديجان ثم بعد ذلك صار يعرض له عبر التلفاز.
مطلق الضحكات في العالم وأشهر مقلّدي الأصوات
برز الهزاع من خلال المسلسل الإذاعي «أم حديجان» الذي كان يقدم في إذاعة الرياض قبل عدة عقود وتحول لاحقاً إلى رسوم متحركة على إحدى القنوات الفضائية يتابعها الأبناء كما كان الأجداد والآباء يتابعون ذات المسلسل قبل نصف قرن عبر الإذاعة ويعد في طليعة الأعمال التي تميزت بها الإذاعة السعودية وكسبت بها جمهوراً عريضاً، وأدى بطولة جميع أدوار المسلسل الفنان الراحل، الذي اشتهر بتقليد الأصوات لدرجة أن لديه القدرة على تقليد 15 صوتاً في وقت واحد، وهو ما جعله يلفت النظر في بدايات تفتق موهبته وينال حظوة عند الملوك والرؤساء في الدول العربية ويكسب جمهوراً عريضاً في جميع أنحاء الوطن العربي والعالم.
حمل الهزاع منذ صغره بذور التمرد، وقد يكون يتمه وفقدانه والديه في سن مبكرة سبب ذلك. يقول الهزاع عن أحد المواقف إنه عند التحاقه بدار الأيتام بالرياض في عهد الملك عبد العزيز وجد أن بعض الحاجات الأساسية تنقص النزلاء فخطط مع زملائه لتقديم شكوى إلى الملك المؤسس: «خططنا لأن نقوم بعمل تمردي على المشرفين بدار الأيتام ونتقدم بشكوى للملك عبد العزيز، ولكن كيف نخرج من الدار، وكيف نوصل شكوانا للملك؟ كانت علاقتنا ممتازة مع حارس الدار، فاقترح أن يُخرجنا بطريقة لا تهدد وظيفته ولا تقطع رزقه، وذلك بأن نبدو كأننا تمرَّدنا عليه وقيَّدناه بأحد أعمدة الدار وهربنا وهذا ما حدث، فخرجنا في مظاهرة باتجاه القصر الملكي، ونحن ننشد بصوت واحد:
إنّ عهد الظلم ولّى – وأتى عصر السعود
فجميع العرب أضحوا – في أمان ابن السعود
وعند بوابة القصر الذي كان مفتوحاً للجميع، أبلغنا الحراس أن لدى جلالته ضيفاً جاء في زيارة رسمية للبلاد فقررنا أن نذهب إلى ولي العهد الملك سعود الذي استقبلنا بابتسامة وترحيب وأنصت لجميع مطالبنا وما ينقصنا من مستلزمات الحياة، ولم يكتفِ بتأمين متطلباتنا بل أمر بمحاسبة المقصّرين في الدار».
يقول الهزاع في إصدارٍ ضمن سلسلة «الرواد» للناشئة، أنجزته وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية سابقاً، وصدر قبل سنوات: «بدأتُ في صياغة أول سيناريو مشوّق لشخصياتي المبتكرة: بربيخ، ومتيخ، وغزوي… حيث أجدت أول تمثيلية حققت لي شهرة كبيرة لدى عامة الناس وعنوانها (بدوي في الطائرة) التي يعتقد الناس أن من يقوم بأدوارها ليس رجلاً واحداً، وقد قدمت هذه التمثيلية أمام الملك سعود خلال زيارته للمنطقة الشرقية، حيث قُمت بأدوار هذه التمثيلية أمامه، وكانت الابتسامة طوال الوقت لا تفارق محيّاه، وقد أُعجب بها وبموهبتي كثيراً ومنحني مكافأة مجزية قدرها ألف ريال فضة، وهو مبلغ كبير آنذاك، بل إن الملك سعود طلب تسجيل التمثيلية على شريط كاسيت وأخذه معه إلى مسكنه، وقد طلب مني الحضور إلى قصره بالدمام، وأدّيت التمثيلية أمامه من جديد بحضور أفراد عائلته وضيوفه مبرهناً للجميع على أن من نفَّذ هذه الأصوات هو رجل واحد».
وامتدت شهرة الهزاع إلى خارج الحدود وأصبح اسمه لامعاً في مصر والعراق، وعن ذلك يقول: «إن الملك فيصل ملك العراق زار السعودية يرافقه خاله الأمير عبد الإله، وحضر خلال الزيارة حفل تخرج في كلية الملك عبد العزيز الحربية، وكان من ضمن فقرات الحفل مشاركة لي بـ(بدوي في الطائرة)، وأتقنت أداء أدوارها من وراء الستار، فما إنْ عَلِم ملك العراق بأن هذه الأدوار والأصوات يقوم بها شخص واحد حتى طلب شريط كاسيت للتمثيلية وأخذه معه إلى العراق، ولما سمع أفراد الأسرة المالكة والضيوف في بغداد الشريط لم يصدقوا أن هذه الأصوات من أداء رجل واحد، فأرسل ملك العراق إلى الملك سعود طالباً أن يأذن لي بالسفر على نفقة الحكومة العراقية. وكانت الرحلات بين الرياض وبغداد في تلك الفترة أسبوعية، فلم يستطع الملك فيصل أن يصبر لحين موعد الرحلة بعد أيام، فأرسل لي طائرة خاصة تنقلني إلى بغداد. حينها شعرت بقيمة فني وموهبتي. عندما حطَّت الطائرة في بغداد وجدت سيارة السفارة السعودية في انتظاري، وكذلك مندوباً من وزارة الإعلام العراقية الذي قابلني بابتسامة وسألني عن فرقتي الفنية فأجبته: في بطني، ثم ذهبنا إلى قصر الملك حيث كان الأمير عبد الإله بانتظارنا، وعندما دخلت إلى بهو القصر فوجئت بالعائلة المالكة كلها تنتظر فارتبكت، إذ لم يكن مألوفاً أن أجلس بحضور نساء كاشفات دون غطاء للوجه حيث كل واحدة منهن تحمل بيدها مسجلاً. جلست مشوَّشاً. قبل أن أبدأ، كنت أحاول أن أتحكم في قلقي وانطلقت وقضيت أياماً رائعة في بغداد حيث سكنت في فندق (الرشيد) شهرين كاملين أزور العائلة المالكة وأقدم التمثيليات لهم حتى هزّني الشوق إلى بلادي، فطلبت من السفير السعودي أن يستأذن لي من الملك فيصل، ملك العراق، في العودة، فوافق على أن أقدم ما لديَّ مسجَّلاً لصالح الإذاعة العراقية، كما عرضتُ التمثيلية في التلفزيون العراقي بعد أن شكك الناس في أن شخصياتها من أداء رجل واحد، وعندما عدت إلى بلادي وبُعيد رجوعي بأسبوع حدثت الثورة العراقية والتي قُتل فيها الملك فيصل وخاله الأمير عبد الإله وعدد من أفراد العائلة المالكة. وحين ذهبت للسلام على الملك سعود بُعيد عودتي من خارج الرياض، قال لي ممازحاً: يبدو أنك نذير شؤم على العراق؟ فأجبت على الفور: ما رأي جلالتكم ترسلونني لإسرائيل؟ لعلّ الشؤم الذي أنقله يصيبهم، فضحك جلالة الملك، وكذلك الحاضرون في مجلسه».
وزار الهزاع مصر قبل ما يقرب من 45 عاماً، طلباً للعلاج من ضعف بصره، وكانت فرصة له لإبراز قدراته التمثيلية، حيث شارك في برنامج «نجوم الغد» وقلَّد فيه أصوات ولهجات مفهومة للشعب المصري بنبرات مختلفة، مما لفت انتباه العاملين في البرنامج وكذلك الجمهور، وحصد عدداً من الجوائز وتفوَّق على المشاركين في البرنامج، وكتبت عنه الصحف المصرية.
وذكر الهزاع أن من أبرز العناوين التي أسعدته: الملك (فاروق) يزيح الستار عن اكتشاف أول ممثل سعودي.
وللراحل أيضاً مواقف مع الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان أمير منطقة الرياض، حيث أنقذه من السجن بل من القتل، كما يعتقد البعض، لتطابق أوصافه مع شكل مقاول نَصَب على سكان بمدينة الرياض.
الموجّه الاجتماعي الفنان عبد العزيز الهزاع
وكتب عن رحليه العديد من الفنانين ورفقاء دربه، حيث قال الكاتب حمد القاضي “انتقل لرحمة الله أ.عبدالعزيز الهزاع الفنان المعروف أو بالأحرى الموجّه الاجتماعي كما كان يرتاح لهذا اللقب بعد أن أطلقته عليه بمقال عنه”.
وأضاف “ولقد وظف ما منحه الله من تمثيل ومحاكاة كافة الأصوات في تناول القضايا والمشاكل الاجتماعية مساهما بالتوعية حولها وطرح الحلول لها، فضلاً عن إمتاعه السعوديين والخليجيين بتمثيلياته الاجتماعية والفكاهية على مدى العقود الماضية، غفر الله له وأسكنه جنة المأوى والعزاء لأولاده وأسرته ومحبيه الكُثر”.
وقال الفنان عبدالإله السناني: “قالوا رحلتَ ومانراك مغادرًا في الروح -رغم الموت- ذكركَ خالدٌ، إلى رحمة الله عبدالعزيز الهزاع”.
أيقونة الزمن الجميل
وتابع “طموحه وسيرته المليئة بالتحديات، مسيرة حافلة بالتميز والإبداع، رحل رائد الفن، خالص العزاء لأسرة الراحل، وللأسرة الفنية السعودية والعربية، وداعاً (أيقونة الزمن الجميل)”.
الجدير بالذكر أن عبدالعزيز الهزاع، ممثل شعبي سعودي من عنيزة في القصيم, ولد في 6 سبتمبر 1937، انتقل للعيش في الكويت في الستينات.
عمل بالكويت موظفا، وكان يتعاون مع اﻹعلام الكويتي في ذلك الوقت، كانت بداية انطلاقته من إذاعة السعودية، ثم انتقل بعدها للرياض بسبب ظروفه، لقب بعدة ألقاب من أشهرها (جماعة في رجل).