نشرت صحيفة “واشنطن تايمز الامريكية”، تقريرا أشار الى انتشار الالحاد بين الشباب في البلدان العربية ولاسيما العراق، فيما حددت أبرز أسباب لجوئهم الى الالحاد.
لارا أحمد، وهي فتاة من بابل ترتدي الحجاب وتتصرف مثل مسلمة متدينة، لكن حقيقة المرأة العراقية البالغة من العمر 21 عاما، هي انها تخفي على أقرانها في جامعة بابل “اعتناقها للألحاد”، اذ تقول بحسب الصحيفة “لم أكن مقتنعة بالقصص الانشائية التي تملئ في القرآن”.
وأضافت انه “الى جانب ذلك، اشعر بان الديانات غير عادلة وتنتهك حقوق الانسان وتمسخ هوية المرأة”، مشيرة الى انها “ترتدي غطاء الرأس على الرغم من كونها ملحدة”.
وبينت أحمد، التي تدرس علم الأحياء في كلية بابل، ان “من الصعب عدم ارتداء الحجاب في جنوب العراق، والعدد القليل من النساء الذي يرفض ارتداء الحجاب في الجنوب، فأنهن سيواجهن خطر المضايقة في كل مكان”.
وتشير الصحيفة، الى ان “مخاوف لارا تأتي من تصريحات السياسيين المتنفذين، مثل عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة، ورئيس التحالف الوطني، الذي قال على قناة حزبه في أيار الماضي إن البعض يشعر بالاستياء من تمسك المجتمع العراقي بثوابته الدينية وعلاقته بالله عز وجل، وموجة الإلحاد المتصاعدة تهدد العالم العربي، ولابد من مكافحة هذه الأفكار الأجنبية”.
وأوضحت الصحيفة ان “الإحصاءات حول الإلحاد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي ضبابية، ولكن المحللين يقولون إن لارا أحمد تمثل اتجاها متزايدا على أساس التطورات الأخيرة”.
وأفادت الاحصاءات الصادرة مؤخرا عن المحاكم أن “آلاف النساء باخد الاقطار العربية طلبن الطلاق في عام 2015 وأدعين الحاد أزواجهن – وهي إحدى الطرق القليلة التي يمكن أن تطلب بها المرأة الطلاق في ظل الإسلام – وقد تكون الأرقام أعلى بكثير”.
في عام 2011، نشرت وكالة أنباء نيوز الكردية دراسة استقصائية تؤكد أن “67% من العراقيين يؤمنون بالله و 21% قالوا إن الله ربما يكون موجودا، في حين قال 7% أنهم لا يؤمنون بالله و 4% قالوا إنهم لا يكترثون اصلاً بوجوده من عدمه”.
وبينت الصحيفة أن “ثورة المعلومات اليوم أدت الى تغذية هذه الفكرة عبر شبكة الإنترنت، والحريات التي تم انتاجها عقب الربيع العربي، وتزايد قوة الأحزاب الدينية الطائفية، وصعود الراديكالية القاسية لتنظيم داعش، إلى تضعيف الايمان بالله والأديان التقليدية، والمعتقدات الأخرى”.
من جانبه قال علي عبد الكريم مجيد، 22 عاماً انه “بالنسبة للناشئين الذين يشكلون غالبية الملحدين الجدد، فإن وحشية الخلافة التي أقامها تنظيم داعش في العراق وسوريا عام 2014 أدت إلى رد فعل ضد كل ما هو ديني”.
واوضحت الصحيفة انه “وفقا لعريضة أرسلها اتحاد تحالف الشرق الأوسط – شمال أفريقيا، وهو اتحاد ملحد عالمي مقره الولايات المتحدة، إلى موقع فيسبوك في العام الماضي، أغلقت شركة فاسيبوك أكثر من 50 صفحة ملحدة ناطقة باللغة العربية بعد أن قامت الجماعات الإسلامية المتطرفة بحملة لإزالتها، وقد تم منذ ذلك الحين الإكثار من صفحات فيسبوك هذه”.
وأشارت الصحيفة الى انه “في آذار 2015، أطلق ملحدون عراقيون وعرب، وآخرون من الولايات المتحدة، موقعا للتلفزيون والمجلات باللغة العربية والإنجليزية، مما يعزز وجهات النظر الإلحادية، ونجح بتسجيل أكثر من مليون زيارة حتى الآن”.
وأضافت الصحيفة أن “كثير من الملحدين في المنطقة يقولون أن خوفهم الأكبر ليس من العقاب على معتقداتهم ولكنهم سيصبحون أهدافا للمجموعات الطائفية العنيفة التي تسعى للحصول على الدعم السياسي من المؤمنين”.
بدوره قال الناشط العراقي في مجال حقوق الإنسان، فيصل سعيد المطر الذي يرأس منظمة “أفكار خارج الحدود”، لدعم الأقليات إنه “أمر لا يستهان به من حقيقة أن الإسلاميين لم يتمكنوا من إنجاز أي شيء على مدى السنوات الـ 13 الماضية في الشرق الأوسط، لذلك يريدون خلق عدو لإبقاء دوائرهم الانتخابية صلبة، وكذلك تجنب محاسبتهم على أخطائهم”.
أما في الأردن، فقالت الفاروقي (50 عاماً)، وهي كاتبة تسكن عمان، وتعمل في مجلة العقل الحر لكنها طلبت أن تحافظ على سرية اسمها الأول انهم “يرونني مجنونة، لا يستطيع الأردنيون قبول الملحدين، ومن الممكن جدا أن يقتلوني في ما لو علموا انني واحدة من الملحدين”.
من جانبه قال الطالب في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد أسامة دخيل (21 عاما) ان “معظم أصدقائي الملحدين لم يتغيروا فجأة، كان بعضهم مكرسا في البداية لاستكشاف التفاصيل الدقيقة للدين وبدأوا بقراءة كتب المصلحين الإسلاميين، ثم بدأوا بقبول الآراء الأخرى، وناقشوا الملحدين على الإنترنت، وانتهى بهم المطاف الى الالحاد”