ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
1 | هل انطوت صفحة «داعش»؟
| خليل علي حيدر
| الاتحاد الاماراتية |
هزيمة «داعش» النكراء في الموصل والرقة، وفي عموم العراق وسوريا، «فضيحة عقائدية» جديدة للجماعات المتطرفة والقوى التكفيرية، التي زعمت عبر التاريخ، أنها بصدد بناء الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة وإقامة الدين على أساس قويم. فإذا بها تذيق الناس العذاب في كل مكان تتمكن منه، وتستخدم أعلى درجات العنف والوحشية، وتغتصب الأموال وتصادر الممتلكات وتغتصب النساء، وتقتل آلاف الناس لأتفه الأسباب، وبأشد الطرق بشاعة.
كانت الفكرة خطأ قاتلاً من الأساس! ولم يكن من المتوقع سياسياً وعسكرياً لدويلة «داعش» الدموية الظلامية أن تعمر طويلاً في هذه المنطقة. فالإرهاب، كما يقول الإعلامي «غسان شربل»، «يرتكب خطأ قاتلاً حين يصبح له عنوان معروف يمكن الانقضاض عليه، فقوة الإرهاب أصلاً أن يكون متخفياً ومفاجئاً.. لا يملك عنواناً».
ما هزم «داعش» فوق ذلك لم يكن إدراج عنوان سكنه فحسب، بل كذلك سلوكه المشين الذي لم يعرف له التاريخ العربي الحديث مثيلاً بهذا الحجم، رغم أن سفاحي الجزائر قبل ثلاثة عقود كانوا ربما المبشرين بميلاد الزرقاوي ودموية البغدادي وغيره. وإذا كان من السهل إدراك جذور الروح الانتقامية لدى شيوخ الإرهاب وممارسيه في الجزائر في تسعينيات القرن العشرين، فإن من الصعب أن يتفهم أي متابع وحشية «داعش» المستمرة والمتصاعدة، رعباً من أجل الرعب، وإرهاباً من أجل الإرهاب، وباختصار «إجرام صافي نقي» خالٍ من نقطة رحمة أو اعتدال، آتٍ من صميم ظلمات أعتم مراحل التاريخ، يبتلى به كل من يكتب له حظه العاثر الوقوع بين براثن دولته. ولم يحاول المنضوين في «داعش» منظرين وقادة، حتى مهادنة جيرانهم، أو استمالة المترددين لتعزيز دولة الخلافة وكسب الرأي العام فيها. بل قام «الدواعش» بعكس ذلك تماماً، وبلا مبرر في الأعم الأغلب، لعل أبرزها كمثال فردي ما فعلوه بالطيار الأردني الذي أحرقوه داخل قفص حديدي!
شهد أكتوبر وما بعده 2017 تغطية الإعلام لظاهرة استسلام «إرهابيي» داعش في العراق بأعداد غفيرة، وبخاصة بعد انهيار بلدة «الحويجة»، حيث لم يبق أمام المسلحين سوى الاستسلام والتوجه إلى مراكز الاستجواب الكردية ليسلموا على حياتهم، بدلاً من الوقوع بين قوات «الحشد الشعبي»، التي قالت الشرق الأوسط، «عرف عنها قتلها لأسرى تنظيم داعش ولأسرهم أيضاً». ربما انتقاماً مما كان يفعله داعش في أحيان كثيرة بأسراه من السُنة والشيعة، عسكريين ومدنيين، استجابة لفتاوى شيوخ التنظيم وتيار «السلفية الجهادية»، التي تُكفر خصومها، وتُكفر من لا يكفرهم، من تركي البنعلي وأبو الحسن الأزدي وأبي منذ الشنقيطي وأبي بصير الطرسوسي وأبي ماريا القحطاني وعبدالله المحيسن وأبي محمد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني وأحمد بن عمر الحازمي، ومئات آخرين من الفقهاء وأمراء الجهاد وفرق وجماعات الإرهاب، وكذلك جماعات الإسلام السياسي «المعتدل»، الذي أينع فكر هؤلاء جميعاً وأثمروا من «بستانه».
تقول الصحيفة في وصف مشهد استسلام مجاهدي «داعش» للبشمركة الكردية: «وقف الأسرى في مواجهة الحائط، وكان واضحاً من أثواب بعضهم من الخلف أنهم لم يدخلوا المرحاض منذ أيام. وكانت رائحة أحدهم منفرة لدرجة أنه روّع المحققين، بعدما نقل إلى غرفة التحقيق الصغيرة». وكان عدد المستسلمين في «تلعفر» 500 مقاتل، وتخطى عددهم هذه المرة الضعف في «الحويجة».
زعم الكثير من المقاتلين بأنهم كانوا إما طباخين أو كتبة، وأنهم انضموا إلى تنظيم «داعش» منذ شهر أو شهرين فقط، ونفوا علاقتهم بأعمال القتل وجز الرؤوس وارتكاب الفظائع. اعترف أحدهم وكان عراقياً باسمه الحقيقي «ميثم محمد مهيمن»، وكانت يداه مكبلتين خلف ظهره كما قال المراسل في تحقيقه. «أفاد مهيمن بأنه كان من سكان الحويجة وأنه انضم إلى التنظيم بعد أن آمن بقضيتهم، ولأن مبلغ 100 دولار التي كان يتقاضاها شهرياً كانت أفضل من لاشيء». كان «مهيمن» من كتيبة الصفوة الانتحارية، المعروفة باسم «الباحثين عن الشهادة»، غير أنه أنكر أن يكون قد حضر أي عملية قطع رؤوس. وقال إن «والي» مدينة الحويجة طالبنا بعد الهزيمة، «بأن نحل مشكلتنا بأنفسنا»، ولكنه نصحنا بالتوجه إلى البيشمركة. الخبير العراقي «عصام المحاويلي» يقدر أن إعمار الموصل قد يكلف 250 مليار دولار، وهناك بالطبع مدن ومناطق لا تقل دماراً من الموصل في العراق وسوريا.
الكثيرون لا يرون في مثل هذه الهزيمة نهاية لـ«داعش». إن قيادات «داعش» الحالية تركت أتباعها لمصيرهم، غير أن الهاربين ربما يختبئون لبعض الوقت في بادية العراق والشام. ويقول الباحث «كريم بيطار»، من فرنسا، إن «الطابع الصحراوي لتلك المناطق سيجعل تأمينها أمراً صعباً، ويمكن لفلول تنظيم «داعش» أن يبقوا ناشطين حتى بعد الهزيمة». وهناك من يحذر بقوة من احتمالات تجدد محاولات داعش، أو ولادة تنظيم مماثل. ويؤكد البعض أن «داعش» إما موجودة بشكل ما في العراق وسوريا، أو أنها منهمكة في بناء نفسها من جديد. ولكن هل قوى الجيش والأمن العراقية اليوم.. هي نفسها عام 2014؟ | |||
ت | عنوان المقالة او الافتتاحية | اسم الكاتب | مكان النشر |
2 | التعامل الكردي العربي بين الواقع والطموح
| محمد توفيق علاوي | راي اليوم بريطانيا
|
(لقد نقلت موضوعاً عن الأخ لؤي الخطيب بشأن اجراءات البنك المركزي تجاه كردستان فجاءتني تعليقات كثيرة ومتباينة، ولذا فإني اوجه تعليقي للمتشنجين من الفريقين الكرد والعرب) يجب على العراقي العربي ان يضع نفسه في موقع الكردي العراقي، كما يجب على الكردي العراقي ان يضع نفسه في موضع العراقي العربي؛ النزعة الكردية الانفصالية برزت بعد الحرب العامة الاولى حيث طغت الانفاس القومية على غيرها من التوجهات في كافة بقاع الارض، وبرزت مشاعر القومية العربية بأعمق اشكالها حتى قبل الحرب العالمية الاولى ، مشكلة المشاعر القومية انها لا تتبنى مبادئ ولا تحمل فكر ومنهج فيستطيع الحاكم ان يؤججها من دون ان يحقق العدل والخير والنفع والإنصاف لأبناء قوميته؛ واكبر دليل على ذلك هو ما فعله هتلر بألمانيا، لقد كان هتلر يحب ابناء قومه ويحب المانيا، ولكن لا يكفي الحب من دون قيم ومبادئ عادلة ومنصفة، لقد اجج هتلر مشاعر القومية الالمانية وقاتل العالم لإعلاء شأن المانيا والقومية الالمانية، وفي النهاية دمرت المانيا خلال الحرب العالمية الثانية بسبب إفتقاده لمبدأ العدالة على مستوى الانسان وبسبب طموحاته الشخصية في الحكم على حساب مصلحة بلده، فالفكر القومي لا يحمل او يتبنى اي قيم او مبادئ او منهج للحكم. يمكننا القول إن العرب قد نضجوا في مرحلة اكثر تقدماً في تعاملهم مع المشاعر القومية بسبب ما مروا به من تجارب ومعاناة، فعندما خسر عبد الناصر حربه في اليمن وخسر حرب ٦٧، وعندما اُستُعبِد الناس في زمن النظام القومي العربي البعثي في العراق وسوريا، وكفر الناس بالقومية العربية، لأن البعث في العراق حكم باسم القومية، ودُمِر العراق خلال فترة الحكم القومي البعثي. لقد نضجت اوربا وعرفت مخاطر الشعارات القومية الشوفينية خلال الحرب العالمية الثانية، لذلك تركت اوربا اعادة رسم الحدود بينها على اسس قومية، بل توحدت اوربا اليوم بقومياتها المختلفة، لقد تنقلت بالسيارة بين مختلف الدول الاوربية، فعندما ادخل من فرنسا الى بلجيكا لا أرى نقاط حدود ولكن يستمر نفس الشارع ويقرأ السائق قطعة على جانب الطريق تقول له إنك دخلت بلجيكا فعليك الالتزام بالسرعة القصوى حسب القانون البلجيكي وليس الفرنسي. لا تعتبوا على الكرد فانهم يعيشون فترة الشعارات القومية كما كان يعيشها الجيل العربي السابق خلال فترة العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦، ولو كان مقدراً لدولة مهاباد الكردية ان تبقى منذ اربعينات القرن الماضي لعل الكرد وجدوا أنفسهم يكفرون بالقومية الكردية، لأنه لا يوجد للقومية مبادئ وقيم ومناهج، فلا يوجد ما يمنع تلك الدولة من ان تحكم من قبل نظام دكتاتوري ظالم في ذلك الوقت او بعده يفعل بهم ما فعله صدام بالعراق، فالمفاهيم والقيم الديمقراطية بشكل عام كانت ولا زالت مفقودة في عقلية اغلب القاطنين في دول المنطقة، وقد نحتاج عدة عقود من الزمن لإنضاج هذه القيم والمفاهيم والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتقييمنا للإنسان واحترامه واحترام خصوصياته وفكره وحرياته الشخصية، ولا زالت للأسف الشديد هذه القيم مفقودة في العراق بجزئيه العربي والكردي. لا أستطيع ان اعتب على الكرد في تطلعاتهم القومية التي ناضلوا وبذلوا من اجلها الكثير، وعمليات الانفال ومجزرة حلبجة شاهدة على مواجهة تطلعاتهم القومية من قبل نظام قومي عربي يعطي لنفسه الحق رفع الشعار القومي العربي ويمنع المقابل من رفع شعار قوميته بشكل مماثل. لذلك فإني اختلف مع بعض المعلقين الذين يقولون يجب معاقبة الشعب الكردي العراقي بسبب مشاركته في الاستفتاء. من المعلوم إن حق تقرير المصير هو حق طبيعي أقرته الشرائع الدولية ولكني قد اختلف مع الكرد في دعوتهم لإنشاء كيان دولة كردية مستقلة في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ المنطقة، لان هناك مخططاً اسرائيلياً لتقسيم المنطقة الى دويلات قائمة على اسس طائفية وعرقية ومتصارعة فيما بينها، والذي يؤكد هذه الحقيقة انه لا توجد دولة ايدت قيام الدولة الكردية غير إسرائيل، هل كان هذا التأييد حباً بالكرد؟ الجواب: كلا، بل هذا التأييد هو بهدف إنشاء دولة كردية تدخل في صراع وحروب مع العراق العربي ومع إيران ومع تركيا ومع سوريا لتحقيق الاهداف الاسرائيلية في ايجاد بؤر توتر ونزاع ضمن دول المنطقة كمقدمة لتقسيم المنطقة وبالتالي تحقيق هدفهم البعيد وهو احاطة اسرائيل بدويلات قائمة على اسس طائفية وعرقية. لقد عرف الساسة الكرد انهم اخطؤا في حساباتهم بشأن الاستفتاء وقد ندموا على فعلهم؛ إن أكبر خطأ يرتكبه العرب هو ابداء مشاعر التشفي من الشعب الكردي في الاحداث الاخيرة. يجب ان نكون بموقع المسؤولية وأن نمد ايدينا إلى الشعب الكردي، فخلافنا ليس معهم، بل مع من اجج فيهم المشاعر القومية الشوفينية فاوصلوهم الى هذا الحال، فيمكن مواجهة مخططات هؤلاء، ولكن ليس الشعب الكردي؛ إن عاملنا الكرد كشعب معاملةً سيئة فسيزدادوا ابتعاداً عنا وسيزدادوا تمسكاً بمن يثير فيهم النزعات القومية الشوفينية، وسنكون عوناً لإسرائيل في تحقيق ما يبتغوه من تعميق الصراعات بين ابناء ودول المنطقة. يجب ان يكون منهجنا هو منهج رسول الله (ص) في دفع السيئة بالحسنة، حينما دخل فاتحاً إلى مكة فأمر علياً (ع) ان يرفع شعار ( اليوم يوم المرحمة، اليوم تجزى الحرمة )، هذا كان مع اعدائه المشركين فكيف نحن والكرد ابناء بلد واحد ولنا تاريخ مشترك واحد، عانينا كلنا من ظلم صدام، واحتضننا الكرد في مناطقهم فترة نضالنا ضد إجرام صدام، ولا يمكنني ان انسى هذه المواقف الاخوية في تلك الفترات العصيبة من تاريخ العراق، يجب ان نمد ايدينا إلى الكرد وإن أخطأ البعض في تصرفاتهم ومعاملتهم للعرب وتأييدهم لإسرائيل التي ارادت إستغلالهم لمآربها، وتخلت عنهم؛ فهم اخوتنا ونحن ابناء بلد واحد، ومستقبلنا واحد؛ وإن كان إجراء البنك المركزي يضر بالمواطن الكردي فإني اضم صوتي إلى صوت اخي لؤي الخطيب في ايقاف هذا الإجراء. لنعيش اخوةً متحابين ابناء وطن واحد……. |