في حادثة سميت بالغريبة والتي احتبت منصات السوشيال ميديا خلال اليومين الماضيين وهذه المرة في محافظة البصرة تفيد بإقدام ، مراهق يقتل صديقه خنقا تحت الماء. والسبب هوس الاثارة وزيادة المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يطالب اهل الضحية بكشف الاسباب الحقيقية وراء الجريمة.
هوس الاثارة بمواقع التواصل الاجتماعي وادمان البحث عن الشهرة والمشاهدات دفع مراهقًا لقتل صديقه المقرب، من خلال وضع راسه في قدر من الماء دون الاكتراث لخطورة ما يفعل، الشاب محمد عيسى من اهالي منطقة الرومية بقضاء ابي الخصيب دفع حياته ثمنا لذلك الهوس.
ذوو الشاب الفقيد تحدثوا عن وجود آثار تعذيب وربط بالحبال على جسد ولدهم، مطالبين رئيس الوزراء ووزير الداخلية بالتدخل لكشف الاسباب الحقيقية وراء الجريمة.
شرطة شيكاغو تحذر من دور خدمة “لايف” فى سيناريوهات الفوضى.. وإدارة الموقع تؤكد: سنزيد فريق الأمان لـ20 ألف موظف
انتهاك للخصوصية، واحتكار للمحتوى الإلكترونى مع السطو على نصيب المؤسسات الإعلامية ودور النشر فى عائد الإعلانات بشكل يخترق القوانين الدولية، ومؤخراً نشر الفوضى وأعمال العنف.. بهذه الجرائم تواصل مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة وفى مقدمتها فيس بوك مواجهة المزيد من الأزمات والتحذيرات من أضرارها بعدما تحولت من منصات إلكترونية تهدف للتقارب بين البشر، إلى منبر ينطلق من خلاله تضليل الرأى العام تارة، ونشر الفوضى والترويج لها تارة أخرى.
العديد من الاحتجاجات فى الولايات المتحدة شهدت أعمال عنف بسبب فيس بوك
وبخلاف دور موقع “فيس بوك” المشبوه فى التأثير على العديد من العمليات السياسية فى دول كبرى من بينها الولايات المتحدة، وإضافة إلى ما هو دائر من نزاع داخل دوائر الغرب الإعلامية والتشريعية بشأن احتكار الموقع لسوق الإعلانات وما يؤديه ذلك لأضرار كبرى فى كيانات إعلامية ومؤسسات صحفية عالمية، حذرت صحيفة “وول ستريت جورنال” من دور مواقع التواصل الاجتماعى فى نشر جرائم العنف والقتل داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها المنشور اليوم: إن شيكاغو على سبيل المثال باتت فى طريقها لتسجيل أكثر من 600 حالة قتل للسنة الثانية على التوالى، حيث يقول قيادات أمنية: إن “آنية منصات التواصل الاجتماعى تلعب دورا كبيرا فى النزاعات وزيادة حدتها”.
وقال إريك سوسمان، المساعد الأول للنائب العام فى مقاطعة كوك بولاية شيكاغو “إن هذه المنصات تسرع مما هو موجود بالفعل”. وتؤكد الشرطة والنيابة فى شيكاغو أن هناك ارتفاعا فى عدد الاشتباكات التى نشأت من خلال منصات مواقع التواصل الاجتماعى وتحولت إلى جرائم عنف فى الشارع.
وبحسب إحصاء وول ستريت جورنال فإنه ما لا يقل عن 100 حالة عنف، على المستوى الوطنى تم بثها على واحدة من منصات التواصل وهى “فيس بوك لايف”، الخدمة التى تم إطلاقها فى بداية عام 2016. وعلق المتحدث باسم شرطة “شيكاغو” إنه للأسف فى كثير من الحالات تنتهى هذه الاشتباكات بالسلاح”.
الأزمات تلاحق فيس بوك
ويقول محققون ووكالات إنفاذ القانون فى مدن أمريكية أخرى مثل دالاس ويلمنجتون، إن منصات التواصل الاجتماعى تعكس وتساهم فى سلوك العصابات فى شوارعهم. وقد عزت شرطة دالاس، فى وقت سابق من العام، سلسلة من حوادث إطلاق النار تحدى فيها اثنان من العصابات بعضهم ونشروا موقعهم على الفيس بوك أو الانستجرام مما أدى إلى وقوع اعمال عنف.
وفى ويلمنجتون، يقول مسئولو إنفاذ القانون والمحققون إنهم يشاهدون نفس التصعيد فى مستوى العنف عبر منصات السوشيال ميديا. ودعا المدعون العامون والمسئولون فى شيكاغو مرارا وتكرارا الفيس بوك وغيره من عمالقة التكنولوجيا لاتخاذ إجراءات أكثر استباقية للمساعدة فى كبح العنف.
ورد المتحدث باسم شركة “فيس بوك” قائلا إن الشركة سوف تضاعف عدد الفريق العامل على الأمان والأمن، من خلال مراجعة المحتوى على فيس بوك لمواجهة أى خطابات خطيرة أو كراهية. وأشار إلى أن الشركة لديها خطط لمضاعفة هذا الفريق إلى 20 ألفا فى عام 2018 مقابل 10 آلاف حاليا. مضيفا أن تهديد سلامة الأشخاص ينتهك معايير المنصة.
وقد استثمرت فيس بوك أيضا فى أدوات الذكاء الاصطناعى لمراقبة المحتوى على فيس بوك لايف، حيث سهل عملية إبلاغ الأشخاص عن مقاطع الفيديو التى تشكل ضررا عبر الإنترنت.
ضحايا السوشيال ميديا بين الحوادث وجرائم القتل
على الرغم من أنها كانت طوق نجاة للعديد من البشر في أغلب الأوقات، حيث ساعدت على عثور أشخاص على ذويهم، والتعرف إلى الأخبار والأحداث بشكل أسرع، ووسيلة دخل مربح لآخرين، إلا أن الجانب الآخر منها خلف حوادث وضحايا وجرائم قتل، وكان أبرزها:
غرق طفلة (2021)
رضيعة في أستراليا تبلغ من العمر 7 شهور غرقت في حمام سباحة، بعد أن تركتها والدتها (21 عاماً)، لتتصفح «فيسبوك». ونقلها فريق الطوارئ إلى المستشفى في كوينزلاند، وتوفيت بعد فشل عمليات الإنعاش.
ووجهت محكمة في كوينزلاند إلى الأم التي قالت إنها تركت طفلتها 3 مرات في البانيو، وذهبت خارجاً لتتفقد «الفيسبوك»، تهمة القتل «غير العمد».
دهسه قطار (2020)
قضى شاب دهساً بقطار في باكستان خلال تصويره مقطعاً بكاميرا صديقه خلال المشي على سكة حديدية بغية نشر التسجيل عبر «تيك توك»، حسب ما أعلن مسؤولون في الشرطة وهيئات الإنقاذ المحلية آنذاك.
شنقت نفسها بدون قصد (2020)
الطفلة أنتونيلا البالغة 10 سنوات أقفلت على نفسها باب حمام منزل العائلة، للمشاركة في «تحدي التعتيم» على «تيك توك» مستخدمة هاتفها الخلوي لتصوير أدائها.
وعندما تنبهت شقيقتها البالغة 5 سنوات إلى كونها فاقدة الوعي، نقلها والداها على الفور إلى مستشفى باليرمو للأطفال، لكنها فارقت الحياة.
«لايك» الموت (2018)
قام سكوت همفري البالغ من العمر 27 عاماً من مقاطعة نوتنجهامشاير البريطانية، بقتل صديقه ريتشارد روفيتو، بسبب أنه قام بعمل «لايك» لصديقته عبر الفيسبوك وتم حبسه.
«طعنات الأون لاين» (2014)
طعنت تيري ماري البالغة 23 عاماً، صديقها دامون سيرسون، بسبب اختفائه عنها لأوقات طويلة ويظهر أون لاين على الفيسبوك.
حوادث الطرق (2019)
كشفت دراسة بريطانية أن 60% من حوادث الطرق التي تتسبب في الوفاة صاحبتها إصابات خطيرة سببها السوشيال ميديا، حيث تم اكتشاف أن السائقين يقومون بالتحدث والكتابة عبر الهاتف أثناء القيادة.
تحدى الموت
لم تخل المدارس من هوس الترندات بين المراهقين الذين اصبحوا يعرضون حياتهم للخطر من أجل ركوب الترند، وهذا ما حدث في العديد من تحديات الموت كتحدي «ارمي صاحبك في الهوا عشان تشوف قوة تحمله»، وبالفعل اصيب من هذه اللعبة العديد إصابات بالغة في النخاع الشوكي وفقرات العمود الفقري أدت إلى اشتباه في إصابة البعض بالشلل، بل ولم ننس ايضًا تحدي «كتم النفس» الذي أدى إلى اختناق عدد من الطلاب وموتهم، والعديد من التحديات التي أثرت بالسلب على ضحاياها، كل ذلك من أجل هوس وركوب سلطة الترند ليكونوا من المشاهير واصحاب الأموال.
التوعية أولاً
ليستكمل الحديث د. سيد الفولي استاذ علم النفس قائلاً: جنون الترند شقان اما هوس الشهرة وجني المكاسب المادية بدون أي جهد، أو المنافسة غير الشريفة بين المراهقين والتي تصل إلى حد ارتكاب جريمة، كأن يرى صديقه مثلًا يقود سيارة فيسعى هو الآخر لاقتناء سيارة مهما كان مصدر هذه الأموال التي اشترى بها السيارة، فيبدأ الشباب هنابالتنازل عن كل القيم والأخلاقيات حتى لو كان المقابل هو تعريض حياته أو حياة من حوله للخطر،كل ذلك لغرض الحصول على مكاسب طائلة، بغض النظر عن الوسيلة.
وأكد أن مدمن الترند يفعل أي شىء من أجل تحقيق ما يريده، فهو مثل مدمن المخدرات، والتعامل مع هذه الشخصية يكون بالقانون وحده، كما إن التعليق على ما يفعله يجعله يتمادى فيما يقدمه من تجاوزات.
العقوبات وفق القانون العراقي
نص المشرع على عقوبة القتل العمد في القانون العراقي في المادة (405) من القانون المذكور على انه مَنْ قتل نفساً عمداً يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت، في حين تنص المادة (406) منه على أن عقوبة القتل العمد في القانون العراقي هي الإعدام في إحدى الحالات التالية: إذا كانت جريمة القتل مع سبق الإصرار أو الترصد