تحدث وزير الاسكان في حكومة كردستان درباز كوسرت، النجل الأكبر لكوسرت رسول،عن مرض والده، ومدى قدرته على مواصلة العمل السياسي وإدارة الاتحاد الوطني الكوردستاني.
كيف أصيب كوسرت رسول بالمرض؟
درباز كوسرت كان برفقه والده حينما ساءت حالته الصحية، وبعد أن بقي أكثر من 30 ساعة دون أن لم يغمض له جفنٌ، ظهر أمام وسائل الإعلام للحديث عن الحالة الصحية لوالده، وكان الإنهاك والتعب واضحَين على وجهه، وكان التأثر بمرض “كوسرت رسول” ظاهراً عليه، إلى الحد الذي لم يكن يستطع الثبات في مكان واحد وكان يتحرك باستمرار خلال الحديث، وقال درباز كوسرت لرووداو: “كنت مع والدي حينما أصيب بالوعكة الصحية. كان قد عاد لتوه من ضريح مام جلال”.
وتابع درباز كوسرت أن “والدي تعرض للتسمم، فقد أصيب بآلام كثيرة بعد تناول وجبة العشاء”.
وكان كوسرت رسول قد قال في مقابلة سابقة مع صحيفة رووداو الأسبوعية نشرت في 2/10/2017، إنه يحب جميع الأكلات الكوردية.
قبل يوم من إصابته بالوعكة الصحية، زار كوسرت رسول أضرحة جلال الطالباني وإبراهيم أحمد، وجبار فرمان (القيادي الراحل في الاتحاد الوطني)، ونجله ريباز كوسرت.
وفي تفاصيل مرض والده حتى نقله إلى مستشفى الفاروق بالسليمانية، قال درباز كوسرت رسول: “والدي يعاني من مشاكل في المعدة منذ سنوات عدة، وحينما أصيب بالوعكة الصحية الأخيرة حاولنا معالجة الأمر بإعطائه بعض المسكنات، لكن أوجاعه تفاقمت بعد الساعة 3:30 وفي الساعة الخامسة فجراً لم يعد يُمكن تحمل الآلام وقمنا بنقله إلى المستشفى، وبعد إجراء الفحوصات وتشخيص نوعية الإصابة قرر الأطباء القيام بعملية جراحية فورية له”.
عدد المصابين بهذا المرض في العالم
وزير الصحة في حكومة إقليم كوردستان، ريكوت حمه رشيد، قال في مؤتمر صحفي إن “كوسرت رسول تعرض لذبحة معوية أدت إلى انسداد أحد الأوردة الناقلة للدم إلى الأمعاء، وتمكن فريق طبي برئاسة الدكتور قلندر كسنزاني، البروفيسور في أمراض الجهاز الهضمي والكبد من تشخيص حالته والقيام بما يلزم وإجراء عملية جراحية ناجحة له”.
الوعكة التي أصيب بها كوسرت رسول معروفة في الطب باسم “نقص التروية المساريقي الحاد أو الإقفارُ المساريقيُّ الحاد (Acute mesenteric ischemia)”، وهي ناتجة عن التوقف المفاجئ لنقل الدم إلى الأمعاء.
المرض يهدد حياة الشخص ما لم يتلق العلاج، وتتمثل أعراضه بآلام حادة في البطن والإسهال، وتبلغ نسبة احتمال الوفاة 50% خاصة إذا ما تحول إلى مرض مزمن، لكن إجراء عملية جراحية في المراحل الأولى للمرض يقلل نسبة الوفاة بنسبة تتراوح بين 50 إلى 55%.
أما العوامل التي ترفع احتمالات الوفاة فهي: التقدم بالسن، وضعف الجاز الكلوي، وضعف الكبد، وانخفاض مستوى الأوكسجين في الدم.
وقال درباز كوسرت رسول: “هذا الحالة نادرة جداً، وفي جميع العالم هناك 500 شخص مصابون بالمرض فقط، فهو مرض غير شائع”.
هل تسمم بفعل فاعل؟
بعد إصابة كوسرت رسول المفاجئة، أثيرت أقاويل بشأن تعرضه للتسميم بفعل فاعل، والحديث عن تسميم القادة الكورد ليس جديداً، وأبرزها كان في 24/11/1987 في منطقة مركَة، حينما حاول عناصر في استخبارات البعث تصفية عدد من القادة السياسيين الكوردستانيين، عبر دس سم “ساليوم” من قبل إحدى زوجات المقاتلين، في طعام مجموعة من القادة ومنهم (مام جلال، ومحمود عثمان، وعدنان مفتي، ومصطفى جاورش)، ما أسفر عن وقوع ثلاث ضحايا هم المقاتل في البيشمركة “بيستون ملا عمر”، مع والدة مصطفى جاورش وشقيقته، فيما نقل الآخرون إلى مستشفيات إيران ولندن لتلقي العلاج.
لكن درباز كوسرت يفند مزاعم تعرض والده للتسميم، مضيفاً: “ليس صحيحاً ما يقال بشأن تسميم والدي بفعل فاعل، وليس لهذا الكلام أي أساس”.
إرساله إلى الخارج
زار زعيم علي، عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كوسرت رسول، بالنيابة عن مسعود البارزاني، معلناً عن إرساله إلى الخارج خلال وقت قريب بطائرة خاصة لتلقي العلاج.
من جانبه، تحدث رئيس التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، برهم صالح، الذي بقي في المستشفى مع كوسرت رسول ليومين متتالين، عن شخصيته بالقول: “الأخ كوسرت هو جبل من الشجاعة وهو بيشمركة وبطل، وبرأيي فإن هذه الخصال الثلاث أهم بكثير من الجوانب السياسية، رغم دوره السياسي الكبير”.
وأضاف برهم صالح أن “مرض كوسرت رسول آلمني كثيراً، لكن حالته الصحية تتحسن وهو يتماثل للشفاء، وهذا البطل سيتغلب على المرض حتماً”.
وحول قيام المسؤولين والقادة بالاطمئنان على صحة والده، قال درباز كوسرت: “الكثير من المسؤولين العراقيين ومنهم حيدر العبادي وهادي العامري اتصلوا بالسيد برهم صالح هاتفياً للسؤال عن صحة والدي”.
بدوره، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني، مصطفى جاورش، لرووداو إن “الأخ كوسرت رسول رجل شجاع وكفوء، في هذا العام ودعنا الأخ نوشيروان مصطفى ومام جلال، ومنذ أن أصيب الأخ كوسرت رسول فإن الجموع تأتي من كل مكان إلى المستشفى، وقد تضاعفت أهمية وجود الأخ كوسرت رسول وبقية القادة الآن”.
وتابع جاورش وهو أحد رفاق كوسرت رسول المقربين: “وجوده بيننا يمنحنا القوة والشجاعة، كما كان وجود مام جلال مهماً كثيراً، فكوردستان والاتحاد الوطني بحاجة إلى الأخ كوسرت رسول”.
هل كوسرت رسول قادر على العودة لعالم السياسة؟
وبشأن المستقبل السياسي لكوسرت رسول ومدى تمكن المرض من منع عودته لممارسة العمل السياسي، قال درباز كوسرت إن “والدي لا يعاني من أية مشاكل سواء في الدماغ أو القلب أو الكبد، وحالته ليست سيئة إلى الحد الذي يمنعه من ممارسة العمل السياسي”، مضيفاً أن “دوره لم ينته بعد، ومن الضروري أن يوصل الاتحاد الوطني إلى بر الأمان، وعقد مؤتمر الحزب”.
العراق وأمر إلقاء القبض على كوسرت رسول
بعد أحداث السادس عشر من شهر تشرين الأول الماضي، واجتياح كركوك ومناطق أخرى من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي، قامت قوات البيشمركة الخاصة بكوسرت رسول بمواجهة قوات الحشد الشعبي المتقدمة، ووصف النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، مجيء تلك القوات بـ الاحتلال”، ما أدى إلى إصدار قرار بإلقاء القبض عليه من قبل بغداد.
وعبر مصطفى جاورش، عن استيائه من القرار بالقول: “من يستطيع اعتقال الأخ كوسرت رسول! من أصدروا هذا القرار شوفينيون ويعادون الكورد”، مضيفاً: “علينا ألا نصغي إليهم، بل يجب أن نعيد ترتيب بيتنا وأن نحافظ على وحدة الصف”.
الحرص على متابعة الحالة الصحية لكوسرت رسول لم تقتصر على الصعيد الداخلي، فقد قال نجله درباز: “تلقينا اتصالات من جميع القوى السياسية الكوردستانية ودول الجوار وأمريكا وبريطانيا للاطمئنان على صحة والدي، معبرة عن استعدادها لعلاجه في مستشفيات تلك الدول”.
وتابع: “لم يكن كوسرت رسول أباً لي فقط، بل هو صديق ورمز بالنسبة إلي وأقرب الناس لي”.
وحول مضمون اتصالات رئيس حكومة إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، قال درباز كوسرت رسول: “لقد اتصل نيجيرفان البارزاني بي عدة مرات، وأكد أن متأسف جداً لمرضه”، مضيفاً: “كما اتصل بي الأخ سداد البارزاني، وزار المستشفى السيد عمر سيد علي ومسؤولي جميع الأحزاب، نحن مدينون لهم ونشكرهم كثيراً، وأطالب الجميع بالدعاء لوالدي”.