أفادت الأرقام التي سجلتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بمقتلِ ما مجموعه 203 مدنياً عراقياً وإصابة 389 آخرين، جرّاء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر أيلول 2017.
ووفقا للأرقام الواردة، كانت محافظة بغداد الأكثر تضرراً، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 194 شخصا (37 قتيلاً و157 جريحاً)، تلتها محافظة ذي قار حيث سقط 82 قتيلاً و93 جريحاً، ثم محافظة الأنبار حيث لقي 20 شخصاً مصرعهم وأصيب 46 آخرون. وقد حصلت البعثة على أعداد الضحايا المدنيين في الأنبار من دائرة صحة الأنبار وتم تحديثها حتى 29 أيلول (شامل هذا التاريخ).
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش إن استمرار معاناة المدنيين هو تذكير صارخٌ بقدرة تنظيم داعش الإرهابي على المهاجمة بالرغم من هزائمه في جبهة القتال.
وأضاف كوبيش: “في هجومٍ واحدٍ وقع يوم 14 أيلول، تمكن إرهابيو داعش من قتل أو إصابة ما يقرب من 200 مدني، ومن بينهم حُجّاج أجانب، وذلك في الناصرية في محافظة ذي قار جنوب العراق. وهذا يبرهن على أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يشكّل قوة فعالة ما لم يتم التصدي له بحزمٍ في جميع أنحاء البلاد كمسألةٍ ذات أولويةٍ ودون أي تشتيتٍ للجهود يحوّل الانتباه إلى مكان آخر.”
وتابع بالقول: “إن هجماتٍ من هذا القبيل هي بمثابة دعوةٍ لجميع العراقيين إلى تنحية خلافاتهم جانباً، مهما كانت كبيرةً ومتجذرةً، ومواصلةِ العمل معاً في الحرب ضد داعش. إن داعش الإرهابي، والذي يوشك أن يُقضى عليه في أراضي العراق من خلال تضافر جهود جميع تشكيلات قوات الأمن العراقية والبشمركة والمتطوعين المحليين والعشائريين، يسعى إلى استغلال كلّ الفرص والاستفادة منها، وكلّ تنازعٍ وخلافٍ ليطيل بقاءه على قيد الحياة هنا وفي المنطقة لتحقيق أهدافه الإرهابية العالمية. ولا تزالُ محاربة داعش وهزيمتهُ تشكّل أولويةً، وتتطلب أن يبقى جميعُ العراقيين متحدين خلف قواتهم الأمنية، مع التركيز على القضاء على هذا العدو الذي لا يفرّق بين منطقةٍ وأخرى أو طائفةٍ وغيرها، ويتربص بالبلاد سعياً إلى تقويضها.”