قامت الطائرات بدون طيار السرية وطائرات المراقبة بقتل نحو 3000 مقاتلا تفي نظيم داعش من الذين يختبئون في سوريا على طول مسافة قصيرة من نهر الفرات والصحاري المحيطة بها، حيث تدخل الحملة العسكرية الأمريكية ضد الجماعة الارهابية مرحلتها النهائية.
غير أن التركيز على جيب يبلغ مساحته 15 ميلاً مربعا بالقرب من الحدود العراقية معقد بسبب السماء المزدحمة بالطائرات الروسية والسورية والإيرانية حيث تتلاقى القوى المتنافسة على هذا الجيب الرئيسي الأخير من مقاتلي تنظيم داعش في سوريا.
وقال الجنرال جيفري ل. هاريجيان، قائد الطيران الجوي لسوريا والعراق إن ذلك يزيد من تعقيد المشكلة وإن المجال الجوي المتزايد يشكل خطورة كبيرة قد تحدث الاصطدامات.
مع أسماء مثل جوينت ستارز وبرشام المشتركة، تحاول طائرات التجسس الأمريكية تتبع مقاتلي تنظيم داعش الأخيرين وقادة كبار ايضا، والتنصت على محادثاتهم المستمرة، وتوجيه طائرات للهجوم وتحريك القوات البرية لقتلهم أو القبض عليهم.
وحققت الحملة الأمريكية التي استمرت 3 سنوات إلى حد كبير هدفها المتمثل في استعادة الأراضي في سوريا والعراق، ويبدو أن تنظيم داعش لم ينفك بعد ومع ذلك يحذر كبار القادة العسكريين والمتخصصين في مكافحة الإرهاب من أن تنظيم داعش لا يزال يمتلك قوة مرنة على نحو خطير في العراق وسوريا وحركة عالمية قوية من خلال دعوته إلى أتباعه من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية.
وقال الجنرال جوزيف ل. فوتيل، رئيس القيادة المركزية للولايات المتحدة، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، في مؤتمر أمني إقليمي، انه “عندما يفقدون التضاريس، سيتكيفون مع تكتيكات حرب العصابات ان ضربت داعش ستكون سيئة للغاية، ولكن هذا هو نوع مختلف من التنظيم لذلك نحن لا نعرف ما قد يحاولون إضافته، لقد كانوا متكيفين جدا مع الوضع السابق”.
وردا على تصريحات سابقة لوزير الدفاع جيم ماتيس، قال الجنرال فوتيل إن “القوات الأمريكية ستبقى في شرق سوريا، إلى جانب حلفائها الأكراد والعرب السوريين، طالما دعت الحاجة إلى هزيمة تنظيم داعش، وما لا نريد القيام به هو ترك فوضى، وهو شيء أسوأ مما وجدناه”.
وهنا في منطقة (العديد) التي يقطنها حوالي 10,000 من القوات الأمريكية وغيرها من القوات المتحالفة معها، يشن القادة الحروب الجوية ليس فقط في العراق وسوريا، ولكن أيضا في أفغانستان التي من المتوقع أن يزداد الوضع بشكل حاد في الأشهر المقبلة في ظل استراتيجية الرئيس ترامب الأكثر عدوانية من أجل مكافحة الطالبان وتنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى هناك.
أما الآن، فإن معظم الطائرات المقاتلة البالغ عددها 300 طائرة تحت قيادة الجنرال هاريجيان تركز على تنظيم داعش وقال الجنرال هاريجيان، ان “العمل ما زال هو الوصول إلى الهزيمة العسكرية لداعش وعلينا ان نتأكد من اننا نركز على ذلك”.
في ذروة قوتها قبل 3 سنوات، سيطر تنظيم داعش على مساحة كبيرة من الأراضي في سوريا والعراق، اما الآن فقد تضاءلت هذه المساحة واخذت تتقلص بسرعة”.
وبدأ تعقب ومطاردة مقاتلي تنظيم داعش ونشاطاتها بواسطة أسطول جوي من الطائرات المقاتلة في الأردن وتركيا وفي العديد من دول الخليج من على حاملة الطائرات تيودور وروزفلت اللتين وصلتا حديثا إلى الخليج العربي.
وتعمل الطائرات الحربية مع القوات الكردية والعربية السورية على الأرض لتعقب مقاتلي تنظيم داعش، الذين اختفى بعضهم في جيوب على طول نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية السورية وانهزم آخرون عبر الصحارى غربا – خلف خطوط الجيش السوري – وجنوبا إلى محافظة الأنبار العراقية لتجنب الامساك بهم.
وقد ضاعفت الولايات المتحدة المكافئة، إلى 25 مليون دولار، للحصول على معلومات تؤدي إلى مقتل زعيم تنظيم داعش بعيد المنال أبو بكر البغدادي أو القبض عليه.
وتراجعت روسيا والولايات المتحدة في هجماتها البرية ضد تنظيم داعش في شرق سوريا، وكلاهما اخذ يتقدم في مقاطعة دير الزور الغنية بالنفط المحاذية للعراق.
وتتشكل طرق القتال مع مقاتلي تنظيم داعش من جانبين من الفرات، والمتمثلة في قوات الجيش السوري تدعمها القوة الجوية الروسية والقوات التي تدعمها ايران تتقدم على طول الجانب الغربي من النهر، والعرب والاكراد، الذين تدعمهم الطائرات الحربية الأمريكية ومستشاري العمليات الخاصة، على طول ضفاف النهر الشرقي.
وقامت طائرات بدون طيار الأمريكية من نوع (ريبر) المسلحة مع المعلومات التي تم جمعها من طائرات تجسس أخرى، بضرب وصيد مقاتلي داعش، جنبا إلى جنب مع مقاتلات القوات الجوية والبحرية.
وقامت طائرات هجومية مسلحة بالضرب بصواريخ موجهة بالليزر ومدفع بقطر 30 مليمترا وما ساعد على ذلك توفير غطاء جوي فعال ساهم في تقدم القوات الكردية والعربية السورية.
وقال المسؤولون عن الخطط الحربية للطائرات ان الطائرات الحربية الامريكية اسقطت قنابل بحجم 500 باوند و250 باوند، وكثيرا ما كان توقيتها فقط بضع ثوانٍ للتفجير بعد اسقاطها وذلك لتقليل تأثير الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال الكولونيل جيف هوجان، نائب قائد مركز العمليات الجوية، “نحن نحلق بالكثير من الطائرات في جزء صغير جدا من السماء، وان تركيز طائرات الاستطلاع غير المسلحة والمقاتلين المسلحين والطائرات الهجومية – وكلها تتطلع بحذر للطائرات الروسية والسورية القريبة – كانت تتقارب على مدينتي البو كمال والقيم والبلدات المتاخمة لبعضهما البعض على الحدود السورية والعراقية.
في ذروة الحملة الجوية في الرقة في سوريا، خلال الصيف، أسقطت الطائرات الحربية الأمريكية والحليفة ما يقرب من 200 قنبلة وصاروخا كل يوم على أهداف تنظيم داعش، أما الآن، فإن الطائرات الحربية تلاحق فريستها بشكل أكثر انتقائية، وكانت بنسبة واحد الى عشرة في الأسبوع – وأحيانا أقل من ذلك، كما قال مسؤولون عسكريون.
وقال الكولونيل هوجان، 44 عاما، من أولمبيا، “نحن نركز بشدة على عدم السماح لداعش بالهرب”، مضيفا “علينا أن نبيدهم”.
وفي بعض الأحيان تجد القنابل أهدافا رفيعة المستوى، وذكرت القيادة المركزية في بيان ان (ابو فيصل)، وهو زعيم كبير في تنظيم داعش، ونائبه (ابو قدامة) في العراق، قتلا في غارة جوية في منطقة نهر الفرات الاوسط يوم 1 ديسمبر.
وقال العقيد ريان ديلون المتحدث باسم الجيش في بغداد الاسبوع الماضي ان اخرين هربوا عبر الحدود الى تركيا او عبر خطوط الجيش السوري والصحراء الى مناطق جنوب دمشق.
وقال نيكولاس ج. راسموسن الذي استقال من منصبه كرئيس للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب الاسبوع الماضي، انه “مع تقلص الخلافة، فإن هؤلاء المقاتلين المتبقين سوف يزحفون إلى الريف المحيط والمعاقل السنية”.
وحذر راسموسن من أن تنظيم داعش ما زال قائما حتى الآن مع قيادته في المنطقة، وهي قوة قاتلة في جميع أنحاء العالم لا تزال قادرة على توجيه وتنفيذ الهجمات الإرهابية.
وقال راسموسن الذي شغل منصب مسؤول مكافحة الإرهاب في البلاد منذ ثلاث سنوات، انه “ما زلنا نرى الأفراد الرئيسيين مع التركيز على العمليات الخارجية التي تحاول النهوض بالتخطيط محليا وخارجيا”.
واضاف انه “الان، اكثر ما يقلقنا هو التهديدات التي تنبثق عن الافراد الذين يعملون بمفردهم، ولا ينتظرون التوجيه من احد”.
ويشمل ذلك المشتبه فيهم الذين نفذوا الهجمات الإرهابية الأخيرة في منهاتن ومترو نيويورك، وحتى مع خسارة تنظيم داعش في العراق وسوريا، فإن فروعها في ليبيا وغرب أفريقيا والفلبين وسيناء، لا تزال تهدد باستمرار وحتى أنها اجتذبت بعض المقاتلين الجدد، على الرغم من نكساتها في الأشهر الأخيرة.
وصرح بريت ماكغورك، المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف العالمي لهزيمة الجماعة المتطرفة، الأسبوع الماضي في واشنطن، ان “داعش اصبح شعارا خاصا. وان هذا سيستمر لبعض الوقت”.