أفادت وكالة ايرانية ، اليوم السبت، بتخصيص الولايات المتحدة الأمريكية مبلغ 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات من شأنها أن تؤدي الى القبض على أكرم الكعبي ، المؤسس والأمين العام لمليشيا حركة النجباء (المرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني بعلاقات مباشرة من حيث التمويل والتدريب والتجهيز) .
وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية في نبأ لها ، أن “وثيقة تدل على محاولات القوات الامريكية لإلقاء القبض على الامين العام لحركة النجباء، انتشرت مؤخرا”.
ونقلت الوكالة عن مكتب الاعلام والعلاقات لحركة النجباء في إيران ، أن الكعبي ” الذي بدأ نضاله في العراق قبل الغزو الامريكي، قام بتغيير بوصلة نضاله بعد ذلك واتجه الى محاربة الاحتلال الامريكي للعراق” وفق الوكالة .
مضيفة ، تم مؤخراً نشر صورة لأول مرة للكعبي يرجع تاريخها الى فترة هروبه من السجون الامريكية حيث وضعت امريكا اسمه تحت لائحة العناصر المطلوبة لقواتها.
وتابعت، أنه ، في الصورة المنتشرة (قبل عشر سنوات)، الجيش والمؤسسات الامنية الامريكية رصدت مكافأة مالية قدرها 50 الف دولار للإدلاء باي معلومة عن اكرم الكعبي تؤدي الى القاء القبض عليه ” .
ولفتت الوكالة الايرانية قام الكونغرس الامريكي بتقديم مشروع لوضع المقاومة الاسلامية حركة النجباء تحت لائحة الإرهاب” بحسب تعبير الوكالة.
و«حركة النجباء» مليشيا طائفية تأسست على يد أكرم الكعبي ، وهي تنظيم مذهبي مسلح مختلف عن تنظيم «حزب الله» اللبناني وفروعه القديمة بالعراق وبعض الدول العربية، رغم الخلط الذي يقع لبعض المتابعين ، بسبب التداخل المرجعي بين التنظيمين. وهما يرتبطان بعلاقات جيدة ، حيث جمعت بين قيادة التنظيمين اجتماعات عدة، وأكد الكعبي أنه اجتمع بحسن نصر الله منذ سنة 2004 «بحضور الحاج القائد عماد مغنيّة الذي تشرّفت بإشرافه على أولى دوراتي العسكريّة”.
وسلط مشروع القرار المعروض على الكونغرس الأميركي ، الذي يقضي بإدراج مليشياحركة النجباء في قائمة الجماعات الإرهابية، الضوء على الدور الخطر الذي تلعبه الميليشيات الطائفية في الأزمتين السورية والعراقية. ذلك أن الصراع الإقليمي والدولي الدائر في منطقة الشرق الأوسط منحته السياسة الإيرانية بالمنطقة أبعادا دينية مذهبية وعسكرية؛ مما جعل من الميليشيات المسلحة جزءا من أدوات السياسة الخارجية والحروب بالوكالة. وربما هذا ما يفسر كون مشروع القانون الذي سُلم لمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين يتضمن كذلك وضع حركة «عصائب أهل الحق» و«كتائب (حزب الله) – العراق» على لائحة الإرهاب مطالبين إدارة الرئيس دونالد ترامب بحظر هذه التنظيمات وكذا معاقبة مسؤوليها والمرتبطين بها، مع اعتماد هذا القانون في أجل لا يتجاوز 90 يوماً.
من جهة أخرى، فإن حركة «النجباء» لا يجب أن تفهم باعتبارها فصيلا من داخل الحشد الشعبي، بل هي أكبر من ذلك، من حيث الوظيفة والغاية الاستراتيجية من تكوينها. فهي مستقلة عن فصائل الحشد ولا تتبع بأي شكل من الأشكال للحكومة العراقية؛ بينما ترتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني بعلاقات مباشرة من حيث التمويل والتدريب والتجهيز.
وكان المتحدث باسم حركة النجباء، ابو وارث الموسوي، أكد اليوم السبت، ان العراق ليس بحاجة الى الوجود الامريكي على اراضيه ، لافتاً الى ان الولايات المتحدة تريد زعزعة الامن والاستقرار في العراق .
وشنت مليشيات الحشد الشعبي والقوات الامنية العراقية الاخرى خلال الأسابيع القليلة الماضية، هجوماً على المناطق (المتنازع عليها) وسيطرت على مساحات واسعة منها.
وتشمل هذه المناطق سهل نينوى، معقل المسيحيين في العراق ، وسلسلة من القرى المتعددة الأعراق المتآخمة لمدينة الموصل.
وعبرت مليشيات الحشد الشعبي والقوات العراقية خط بعشيقة ووصلت إلى بلدة تللسقف، حيث بدأت قوات البيشمركة بإطلاق النار على القوات العراقية المتقدمة. وهرب مئات المسيحيين الذين عادوا مؤخرا إلى المدينة التي أعيد بناؤها جراء تبادل إطلاق النار. وقد حال التدخل السريع من قبل الولايات المتحدة دون ان تتحول الاشتباكات إلى معركة واسعة النطاق.
ولأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان ، تسيطر الحكومة المركزية العراقية بدلا من حكومة إقليم كوردستان على معظم المنطقة في سهل نينوى، باستثناء مدينة القوش في شمال السهل.
ومن الميليشيات التي توسع دورها بشكل كبير في السهول هي كتائب “بابليون” التي يمتد وجودها من بلدة تلكيف الفارغة تقريبا إلى بلدتي بطنايا وبعشيقة. وقد نشرت المليشيا، القلق بين المدنيين حول تزايد التوسع والدور الايراني في شمال العراق.
كتائب “بابليون”
وتشكل “كتائب بابليون” المكون من 1000 مسلح من الناحية العملية جزءا من مليشيات الحشد الشعبي .
وبحسب تقرير لمجلة The American Intrest الامريكية ، انه وعلى الرغم من أن هذه المليشيات يقاد من قبل المسيحي ريان الكلداني ، الا انها تتألف في الغالب من الشيعة العرب والشبك الشيعة وهم ليسوا مواطنين في المنطقة، وبدعم من فيلق بدر
ولا يعرف إلا القليل جدا عن أصول اللواء أو أعماله الداخلية. ووتتخذ ميلشيات الحشد الشعبي الكلداني مثالا على تنوعها واستعداد الشيعة لإستيعاب المسيحيين في ما بعد تنظيم داعش.
ويقول تقرير المجلة انه بالنسبة للكثير من المسيحيين، فإن صور الكلداني على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يؤدي الصلاة في الكنيسة هي محاولات خادعة لتسليط الضوء على تراثه المسيحي، وبالتالي شرعيته كزعيم مسيحي .
وبحسب التقرير فإن عدم الثقة فيها(الصور) أمر معقول، ففي بداية معركة تحرير الموصل، تورطت الكتائب بجدل عندما نشرت تسجيل فيديو للكلداني يتحدث فيه الى مسلحي ميليشياته بأنهم “سوف ينتقمون من احفاد يزيد بن معاوية في هذه المعركة” مما دفع البطريرك الكلداني – أكبر كنيسة مسيحية في العراق – إلى التأكيد أن الكلداني “لا يمثل المسيحيين بأي شكل من الأشكال. وتهدف تصريحاته المؤسفة إلى خلق صراع طائفي بغيض “.
كما أن أفعال كتائب “بابليون” في سهل نينوى تثير قلقا بالغا أيضا. وفي يوليو/تموز 2017، تم القبض على عنصر في الكتائب سرق قطعا اثرية قديمة من دير مار بهنام والمنازل المجاورة لها .
وقد اعتقلت “وحدات سهل نينوى” وهي ميليشيات قوامها 500 فرد، مع حزب سياسي مسيحي مؤيد لبغداد يدير الأمن في منطقة الحمدانية في السهل، ستة من عناصر الكتائب ردا على ذلك.
وقامت “بابليون” بعدها من خلال التعاون مع قوة محلية أخرى من وحدات الميليشيات بالهجوم على المكان الذي تم احتجاز مسلحيه فيه ، وسرق عناصر الكتائب العديد من ألاسلحة والمركبات في هذه العملية. وردا على الحادث، طرد مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي وهيئة الحشد الشعبي “كتائب بابليون” من المنطقة بأكملها.
وبالاضافة الى ذلك، افادت الانباء ان الكلداني استضاف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في سهل نينوى.
كما ظهر الكلداني في صور مع ادي العامري زعيم منظمة “بدر”، ومع بعض الإرهابيين المطلوبين للولايات المتحدة مثل “أبو مهدي المهندس” من كتائب حزب الله، وقيس الخزعلي زعيم مليشيا “عصائب اهل الحق” في أبريل/نيسان من عام 2017.