في سابقة هي الأولى من نوعها، قام الجيش المغربي بتزويد المناطق المتضررة من الزلزال بمخابز متنقلة ضخمة، في خضم الجهود المبذولة لتخفيف آثار فاجعة زلزال الحوز على المتضررين.
إلى جانب زملائهم في الميدان ممن يشرفون على عمليات الإنقاذ وتوزيع المساعدات بالطائرات، شمر رجال من القوات المسلحة، عن سواعدهم لإعداد الخبز لنساء ورجال وأطفال المناطق المنكوبة.
ولقيت مبادرة الجيش استحسانا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشاد المتابعون بهذه المبادرة الإنسانية التي تأتي لتُعزز دور القوات المسلحة في المناطق المتضررة، إلى جانب جهودها الأخرى في سبيل تخفيف وطأة الفاجعة.
وسخّرت القوات المسلحة الملكية وسائل وإمكانيات مهمة في عمليات الإنقاذ وإيصال المساعدات جوا إلى المناطق المتضررة من زلزال الحوز، وتنفذ مروحيات تابعة للقوات المسلحة مهام نقل وإيصال المساعدات جوا وإجلاء المصابين.
وانطلاقا من قاعدة جوية بمراكش، يُنفذ الجيش ما بين 35 و 40 مهمة يوميا، حسب الظروف الجوية وطبيعة التضاريس، حيث تقوم أحدث المروحيات بطلعات جوية منذ الساعات الأولى للصباح بين مدينة مراكش ومختلف المناطق المتضررة من الزلزال، لاسيما تلك التي يصعب الوصول إليها عبر المسالك البرية.
كما يتم توظيف الطائرات المسيرة، التي يتم التحكم فيها من مركز قيادة عمليات الإغاثة المتطور بمراكش، من أجل المتابعة الحية، للوضع بالمناطق المتضررة واتخاذ القرارات المناسبة بشأن طبيعة المساعدات التي يتعين إرسالها، وذلك بتنسيق مع وحدات التدخل المنتشرة ميدانيا، وكذا مع السلطات المحلية.
نجوا من الزلزال.. زفاف “مزارع التفاح” ينقذ قرية مغربية كاملة
نجا سكان قرية مغربية من الزلزال المدمر الذي وقع الجمعة الماضي ودمر منازلهم المبنية من الحجر والطوب في الوقت الذي كانوا يستمتعون فيه بالموسيقى الشعبية الأمازيغية في فناء خارجي أثناء حفلة عرس.
وكان من المقرر إقامة حفل زفاف حبيبة أجدير (22 عاما) ومزارع التفاح محمد بوضاض (30 عاما) في قريته كطو يوم السبت.
عائلة العروس أقامت حفلة تقليدية قبل الزفاف بيوم في قرية العروس “إيغيل نتلغومت”، وفقا للعادات والتقاليد، وخلال تواجد أهل القرية في الحفلة وقع الزلزال، الأمر الذي أنقذ حياتهم جميعا من هول انهيار البيوت في كل مكان.
وقال بوضاض الثلاثاء، إن الزلزال أصابه بالخوف على زوجته وهو ينتظرها في قريته.
وأردف قائلا: “أردنا أن نحتفل. ثم وقع زلزال المغرب . لم أكن أعرف ما إذا كان علي أن أقلق على قريتها أم على قريتي”.
وقال السكان إن قرية أجدير الفقيرة، “إيغيل نتلغومت”، تحولت إلى أنقاض، وأصبح الكثير من سكانها بلا مأوى الآن.
وكان الزلزال هو الأكثر عنفا في المغرب منذ عام 1960 بعدما أسفر عن مقتل أكثر من 2900 شخص، معظمهم في تجمعات سكانية نائية في سلسلة جبال الأطلس الكبير بجنوب مراكش.
وأصيب شخص واحد فقط في إيغيل نتلغومت، هو أحمد آيت علي أوبلا البالغ من العمر 8 سنوات، في الزلزال عندما سقطت صخرة على رأسه وأصابته بجرح قطعي.
وكان والد العروس محمد أجدير (54 عاما) قد نصب خيمة كبيرة في باحة منزله لضيوف الحفل غير أن هذه الخيمة تُستخدم الآن كمأوى للقرويين رغم أنهم يقولون إنهم سيحتاجون قريبا إلى ملاجئ أكثر قوة مع التوقعات بأن يكون الطقس أكثر برودة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
لم يبق من البيوت إلا أطلالها.. مآسي زلزال الحوز بلسان أهلها
عديدة هي قصص مآسي زلزال الحوز في المغرب، إذ يضاف ألم الفقدان ووقع الصدمة إلى فصول المعاناة.
سعيد المنحدر من قرية تنميل والقاطن في مدينة مراكش، وبعد أن عاش كغيره من سكان المدينة الحمراء، رعب الهزة القوية التي ضربت أرجاء المدينة هرع إلى بيت عائلته مثله مثل آلاف المنكوبين بالكارثة.
وقال: “عندما وصلت، هكذا وجدت منزلي، ومنزل جاري أيضا، شعرت بالصدمة، لا أستطيع أن أقول شيئا لأنه لا يقدر بثمن”.
البيوت سوّيت بالأرض، ودفنت القرية بشكل شبه كامل ولم يُبقِ الزلزال لسكانها سوى هذه الأطلال، غير أن سعيد ربما كان أحسن حظا من غيره، حيث تمكنت أسرته الصغيرة من النجاة، فيما قضى أفراد من عائلته وبعض أصدقائه من جراء أعنف زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من ستة عقود.
وقال سعيد”: “بالطبع هذا وضع صعب جدا، شعور الفقد كبير، أفتقد ابن عمي الذي نشأت معه، افتقد الكثير.”
يحصي سعيد خسائر فقد أحبائه، وكله أمل في تجاوز النكبة التي حلت بقريته وكغيره من أبناء المناطق المتضررة التي كانت مقصدا للسياح يتطلع سعيد أن يلتئم جرح الفاجعة، رافعا نداء إلى سياح العالم بضرورة مساعدة قطاع السياحة على الصمود.