تزامن مع حرب المدن لتأمين حدود العراق مع دول الجوار العربي عملية أخرى لملاحقة “داعش” في بادية الأنبار، وهي أراض شاسعة منفتحة على الأردن وسوريا، لقطع الطريق على عناصر “داعش” من اللجوء إلى الصحراء، بعد هزيمتهم في الموصل التي اقتربت نهايتها، بعد شروع القوات العراقية بعملية واسعة لاستعادة ما تبقى من أحياء في الموصل القديمة من “داعش”.
حرب المعابر وتأمينها بين العراق وسوريا والأردن باتت هاجسا لأصحاب القرار في العراق، الأمر الذي أدى إلى إطلاق عملية عسكرية، لتأمين الشريط الحدودي بين الأنبار ومنفذ طريبيل مع الأردن، ومنفذ الوليد الحدودي مع سوريا. وتزامن مع هذه العمليات تأكيد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن القوات العراقية وصلت إلى حدود بلادها مع سوريا والأردن، ولا تريد العبور إلى دول الجوار، ونرفض أن يكون العراق منطلقا للعدوان على دول الجوار. وإشكالية سعي العراق لتأمين حدوده مع دول الجوار تكمن في دخول الحشد الشعبي على الخط، باقترابه من منافذ العراق مع دول الجوار، ما أثار حفيظة قوى عراقية وحتى أميركية لمخاطر تأمين حدود العراق مع إيران عبر العراق إلى سوريا حتى جنوب لبنان. وكان العبادي أعلن نهاية الشهر الماضي عن وضع خطة بالتنسيق مع الحشد الشعبي لتأمين حدود بلاده مع سوريا، في خطوة قال إنها “تستهدف عزل مسلحي تنظيم “داعش” في العراق عن أقرانهم في سوريا”. وأن الحشد الشعبي سيطر مؤخرا على عشرات الكيلومترات من الشريط الحدودي الفاصل بين غرب الموصل وسوريا. وتحدث قادة الحشد عن عزمهم مواصلة تقدمهم جنوبا باتجاه القائم وصولا إلى معبر الوليد مع سوريا. ويرتبط العراق مع سوريا بشريط حدودي، يبلغ طوله نحو 650 كم، يمتد من شمال غرب نينوى إلى غرب الأنبار. وكانت قيادة قوات الحدود شرعت بعملية واسعة باسم (الفجر الجديد) لتحرير مناطق الشريط الحدودي في المنطقة الغربية ومن ثلاثة محاور، وأن العملية كانت بتخطيط وإشراف قيادة العمليات المشتركة وبمشاركة قوات الحدود والحشد العشائري، وإسناد طيران الجيش والقوة الجوية وطيران والتحالف الدولي. وأسفرت العملية عن تحرير منفذ الوليد الحدودي ومسك وتحرير الشريط الحدودي المتبقي بين الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية. ومنفذ الوليد يحاذي معبر التنف من الجهة السورية، على طريق بغداد ـ دمشق السريع، حيث ساعدت قوات أميركية مقاتلين من المعارضة السورية لانتزاع السيطرة على أراض يسيطر عليها “داعش”. وتتعرض القوات العراقية والشاحنات التجارية في الطريق الدولي الرابط بين قضاء الرطبة والرمادي، لهجمات متكررة من تنظيم “داعش”. وأثار قرار بغداد إناطة مهمة حماية الطريق الدولي الذي يربط العراق مع كل من سوريا والعراق إلى شركة أمنية أميركية، أثارَ عراقيلَ سياسية. ورفضًا من قيادات للحشد الشعبي التي رأت في القرار بأنه عودة للاحتلال الأميركي للعراق بوجه جديد. وتزامن مع حرب المدن لتأمين حدود العراق مع دول الجوار العربي عملية أخرى لملاحقة “داعش” في بادية الأنبار، وهي أراض شاسعة منفتحة على الأردن وسوريا، لقطع الطريق على عناصر “داعش” من اللجوء إلى الصحراء، بعد هزيمتهم في الموصل التي اقتربت نهايتها، بعد شروع القوات العراقية بعملية واسعة لاستعادة ما تبقى من أحياء في الموصل القديمة من “داعش”. واستنادا للمعطيات التي تشهدها محاور القتال، سواء أكانت في الموصل أم صحراء الأنبار فإن “داعش” يلفظ أنفاسه الأخيرة، لا سيما في الموصل، وتحديدا في محيط جامع النوري الذي أعلن البغدادي من على منبره دولته المزعومة. ورمزية جامع النوري ودلالته عند “داعش” يفترض بها تدفع عناصره للاستماته دفاعا عنه وهذا ما لم يحدث، بل أقدم التنظيم على تدمير المسجد، ويعتقد متابعون للمعارك أن “داعش” قد ينسحب باللحظة الأخيرة مثلما جرى في الفلوجة والرمادي وبيجي ومناطق أخرى. |