بدءاً قد يصعب القول إن في عراقنا الجريح توجد قيادات لكل طرف او لكل مكون من مكونات الشعب العراقي وهذا شيء مؤلم وكل وطني عراقي يتمنى ان يكون هناك مشروع عراقي يستظل به كل العراقيين.ويجب ان نعترف ان الفشل لدى الجميع تقريبا او ان الفشل عموما في العملية السياسية برمتها ولكن بنسب متفاوتة بين أطرافها فهي أولا لم يكن هناك جامع يجمع كل الأطراف والمكونات العراقية وقد فشلت الأحزاب بذلك. ولا نريد ان نسهب في التفاصيل، ولكن عموما هناك ائتلاف وطني يمثل الطرف الشيعي لا يزال قائم ومتماسك رغم وجود خلافات. وهناك تحالف كردستاني موحد تقريبا رغم وجود بعض الخلافات داخل الإقليم بين أحزاب هذا التحالف. اما الطرف الثالث وهم السنة فلحد الان ليس هناك جامع يجمعهم او مشروع يوحدهم فأصبح تمثيلهم ضعيف وأقرب الى الفشل منه الى النجاح مقارنة بالأطرافالأخرى.وسَنُعَرِج هنا الى أسباب هذا الفشل في تمثيل المكون السني في العراق فقد كَثُرتْ الاجتماعات واللقاءات داخل العراق وخارجه لممثلي السنة في العراق سواء ممن دخلوا العملية السياسية او ممن عارضوها وهذه الاجتماعات ليست وليدة اليوم بل منذ سنيين ولكنكل هذه اللقاءات لم ترقى الى مستوى النجاح الذي يرغبه الشارع قبل القادة وقد تكونلعدم وصولهم الى اتفاق يعالج قضيتهم اسباب عدة ممكن ايجازها بعضها وحسب رأي المتواضع بالاتي:

 

1-      لم يكن تمثيل اهل السنةجهة واحدة بل هناك جهة داعمه للعملية السياسية وهي غير متفقة على قيادة معينه اوخطوط عريضة للعمل داخل قبة البرلمان او الحكومة لا بل أصبحوا اشتات سواءً في المحافظات او البرلمان او الحكومة الوطنية. وهناك طرف اخر الذي يعترض على العملية السياسية برمتها ولا يقبل بأحد يمثلهوهم كذلك لا يتوحدون برأي جامع للتباحث مع الاخرين. ولن نجد جهة محايدة تستطيع ان تجمع الطرفين لوضع مشروع مشترك يعالج القضية برمتها. وهناك جهة أخرى ترفض أصلا ان يكون للسنة تمثيل الا على أساس وطني او عراقي كما يدعون.

 

2-      الكل او الاغلبية تريد ان تقود ولاتقبل بغيرها وقد نرى ذلك داخل اي حزب او كتلة وهذه معضلة مستفحلة وتتعاظم عند القادة داخل العملية السياسية وحتى من شخصيات خارج العملية السياسية.

 

3-      عند اتهام اي شخصية منهم داخل العملية السياسية وحتى خارجها وبالأخص عندما تكون التهمة كيدية أو خارج إطار الدستور والقوانين السارية لم نجد موقف موحد ازاء تلك الشخصية من القيادات سواءً الحكومية او البرلمانية وخاصة رئاسة البرلمان فتم اقصاء الكثير الواحد تلو الاخر مما جعلهم جميعاً لقمة سائغة امام القيادات الأخرى فاصبح البقية اما ان يسير ويحابي الحكومة وبالأخص رئاستها او ان يكون حاله كأقرانه الذي هو اصلاً صمت على مظلمتهم وهو يعتقد جازماً بأن صاحبه مظلوم. وهنا قد تنطبق على الجميع مقولة ” مارتن نيمولر ” حيث قال ” في المانيا عندما اعتقلوا الشيوعيين لم ابالي لاني لست شيوعياً وعندما اضطهدوا اليهود لم ابالي لاني لست يهودياً …. ثم اضطهدوا النقابات العمالية لم ابالي لاني لم اكن منهم وبعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك لم ابالي لاني بروتستاني .. و بالمقابل عندما اضطهدوني لم يبقى احد حينها ليدافع عني “””” !!!!!!!!! وقد تنطبق هذه المقولة على الجميع حتى ممن هم في دفة الحكم وممن تولوا هذه المظالم.

 

4-      هناك فجوة كبيرة بين القادة وممثليهم ولا توجد أي طريقة لإدامة التواصل وحل أي اشكال او معضلة كانت تواجههم وقد تكون احدى دعاياتهم الانتخابية ولكن سرعان ما تضمحل بعد الفوز وتتلاشى فكيف إذا انبثقت مشاكل جديدة لذا أصبح تمثيلهم هامشي. وهذه معضلة عندما يكون من يمثلك يهملك.

 

5-      نسمع ونقرأ بأن هناك دعم غير منظم لأشخاص من دول وفي تصوري ان الدعم لأشخاص ينتهي لان الشخص لا يمكن ان يمثل طرف بأكمله ولا حتى أي حزب سواء إسلامي ام قومي او .. الخ وهذا واقع يجب ان يعترف به الجميع. والدعم المشتت لا يعطي نتيجة ولا يوصل للهدف المنشود. فقد يكون هذا سبب رئيس في عدم وحدة الموقف امام الاخرين داخل وخارج العراق.

 

6-      هناك أطراف كثيرة وممن يعتبرون أنفسهم من النخب المثقفة تجد منهم النقد الكثير دون ان يتبنون مشروع معين بلقاء او بمؤتمر ليعطوا الخطوط العريضة لمشروع جامع بدل من النقد والكثير منه نقد لاذع. فأضافوا بذلك إشكالية جديدة.

 

7-      هناك مراكز دراسات عراقية كثيرة سواء في العراق او خارجه أعطوا كثير من الآراء في لقاءات عدة لكن بصراحة يحتاجون الى مؤتمر شامل لمعظمهم ينتج عنه مشروع متكامل قد يرضي الأغلبية ولا نقول الجميع.لأنهم حتما سيناقشون كل هذه الإشكالات بحيادية وعلمية تامة ووفق الدستور والقوانين السارية رغم ما فيها من إخفاقات.

 

8-      هناك حراك كبير وجديد ودعم خارجي وحتى داخلي يجب ان يسبق كل ذلك لقاءات بين القادة لبلورة الأفكار وتحديد الأهداف وتقاربها ولا نقول اتفاق حول نقاط رئيسية تحدد العمل القادم واختيار القادة وعمل اللجان ووضع نظام داخلي لكل هذه الأمور كي لا تتكرر الإخفاقات السابقة ويمكن الاستعانة بمفكرين او مراكز دراسات ومختصين.

 

9-      كثير من القادة التي تجتمع سواء في الداخل او الخارج ممكن تبعثر أي اتفاق او تفشله ان لم تتولى زمام هذا الاتفاق.

 

10-    أي دولة تدعم جهة او شخص او حزب او أحزاب حتما سيكون لها تأثير على أي اتفاق قادم وهذا مما يثير حفيظة المعارضين للتدخل سواءً من السنة او الأطراف الأخرى.

 

11-    عجز الحكومة بسياساتها على استيعابهم والتعاون مع القادة الذين افرزتهم الانتخابات وعدم اعطاؤهم الصلاحيات التي نص عليها الدستور والقوانين النافذة وبالأخص صلاحيات المحافظات والقرار الأمني. وهذا مما عزز الفجوة بينهم وبين ممثليهم. وبينهم وبين المعارضين للعملية السياسية برمتها وكان بإمكان الحكومةوبكل سهولة ويسر حل كل الإشكالات والمعضلات التي واجهت السنة في العراق.

 

هذا ما وددت ذكره من أسباب الفشل وهناك أسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها وهناك اراء وأفكار لدى غيري حتما ستختلف وستضيف معلومات لا أعرفها رغم اني لم اعمق في تفاصيل هذه الفقرات التي تحتاج الى توضيحات كثيرة وللعلم بان لدي أمثلة واقعة على معظم هذه الفقرات ولم افضل الاسهاب في هذا النقاط فأوجزت عسى ان نتعاون لمعالجة الإخفاقات لأجل الوصول بعراقنا العزيز الى بر الأمان وشاطئ الاستقرار لبنائِه وتنميته ولا يمكن ذلك الابوجود استقرار سياسي يساهم في ذلك فلا يمكن بناء الوطن في ضل هذه الإخفاقات ودون وجود مشروع عراقي متكامل ومفصل فلا نيأس لان لا حياة مع الياس ولا يأس مع الحياة.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد